قال مسؤول كبير في حركة حماس يوم الثلاثاء إن مصر توسطت في اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيبدأ تنفيذه في غضون ساعات لكن مصر وإسرائيل قالتا إن المحادثات لا تزال جارية بعد نحو أسبوع من القتال. وقال مسؤول مصري طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز "المحادثات ما زالت مُستمرة." واضاف أن مصر "تأمل" في التوصل إلى اتفاق يوم الثلاثاء قائلا "نحن متفائلون اليوم أكثر من أمس." وواصلت إسرائيل ضرباتها الجوية كما واصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل يوم الثلاثاء. ومن المتوقع وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى المنطقة في وقت لاحق يوم الثلاثاء بعدما شاركت في قمة آسيوية . وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 21 فلسطينيا قتلوا يوم الثلاثاء. وقال الجيش والشرطة الاسرائيليان إن جنديا ومدنيا قتلا عندما انفجرت صواريخ قرب الحدود مع غزة. وذكرت مصادر طبية في غزة أن 130 فلسطينيا لقوا حتفهم في الضربات الإسرائيلية أغلبهم من المدنيين ومنهم 31 طفلا. وقتل خمسة إسرائيليين إجمالا بينهم ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم الاسبوع الماضي. ومن المنتظر ان تجتمع كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق يوم الثلاثاء في القدس. وقال نتنياهو في وقت سابق إن إسرائيل مُستعدة لإبرام اتفاق طويل الأجل يهدف لإنهاء الهجمات الصاروخية الفلسطينية. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يوم الاثنين إنه يجب أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في غزة وترفع الحصار عن القطاع في مقابل التهدئة. وقالت الولاياتالمتحدة وإسرائيل إنهما تفضلان حلا دبلوماسيا للأزمة على عملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة في القطاع كثيف السكان الذي يقطنه 1.7 مليون نسمة. وقال أيمن طه المسؤول في حركة حماس لرويترز في القاهرة حيث تجرى جهود مكثفة لانهاء الصراع المستمر منذ سبعة أيام إنه تم التوصل إلى اتفاق للتهدئة سيعلن الساعة 1900 بتوقيت جرينتش ويبدأ تنفيذه عند منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينتش). لكن لم يعلن شيء رغم مرور الساعة 1900 بتوقيت جرينتش. لكن مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو قال لرويترز إن الاعلان سابق لأوانه وإن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع الذي تديره حماس ستستمر بالتوازي مع الدبلوماسية. وقال ريجيف لتلفزيون (سي.ان.ان) إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإن "الكرة ما زالت في الملعب". وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس بعدما أدلى طه بتصريحاته إن الحركة ما زالت تنتظر لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل ستقبل شروط الاتفاق. وقال إن مصر ابلغت الحركة بأنها تتوقع ردا إيجابيا. واستهدف الجيش الاسرائيلي يوم الثلاثاء نحو مئة موقع في غزة بما في ذلك مخازن للذخيرة ومقر البنك الوطني الإسلامي. وقالت الشرطة الاسرائيلية إن أكثر من 150 صاروخا أطلقت من قطاع غزة بحلول المساء. وقال نتنياهو للصحفيين والى جواره بان جي مون الامين العام للأمم المتحدة الذي وصل إلى القدس بعدما أجرى محادثات في القاهرة "لن تتسامح أي دولة مع الهجمات الصاروخية على مدنها والمدنيين. إسرائيل لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات." واضاف "إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأجل من خلال السبل الدبلوماسية فستكون إسرائيل شريكا متجاوبا مع مثل هذا الحل." وقال نتنياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه بالانتخابات العامة المقررة في يناير كانون الثاني "لكن إذا اتضحت ضرورة القيام بعمل عسكري أقوي لوقف الإطلاق المتواصل للصواريخ فلن تتردد إسرائيل في فعل ما هو ضروري للدفاع عن شعبنا." وبعد حلول الليل كثفت إسرائيل قصفها لغزة. وقصفت زوارق حربية القطاع بالمدفعية والصواريخ وتواترت الضربات الجوية بمعدل واحدة كل نحو عشر دقائق. وفي هجوم أعلن الجناح العسكري لحماس في غزة مسؤوليته عنه استهدف صاروخ أطول مدى القدس اليوم للمرة الثانية منذ بدأت إسرائيل هجومها الجوي الذي قالت إنه يهدف لمنع النشطاء الفلسطينيين من شن هجمات صاروخية عليها. وسقط الصاروخ في الضفة الغربية دون ان يسبب اي اضرار لكنه تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في المدينة المقدسة في نفس الوقت تقريبا الذي وصل فيه بان إلى القدس لاجراء محادثات بشأن وقف اطلاق النار. وألحق صاروخ آخر أضرارا بمبنى سكني في ريشون ليتسيون قرب تل ابيب. وفي قطاع غزة أعدم مسلحون اليوم ستة اشخاص يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل نقلت إذاعة الاقصى التابعة لحماس عن مصدر امني قوله إنهم "ضبطوا متلبسين" وكان بحوزتهم معدات لتصوير المواقع. واضافت الإذاعة أنهم قتلوا رميا بالرصاص. وربط المسلحون جثة أحد الاشخاص الستة بسلسلة الى دراجة نارية وجروها على الارض في شوارع غزة الرئيسية. وزار وفد ضم تسعة وزراء عرب برئاسة وزير الخارجية المصري غزة في علامة أخرى على تزايد التضامن العربي مع الفلسطينيين. وأصبح موقف حماس أفضل نتيجة تولي إسلاميين السلطة في مصر ودول أخرى. وتلقى الرئيس المصري مرسي يوم الثلاثاء اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الثالث من نوعه خلال نحو 24 ساعة لبحث جهود التوصل الى تهدئة. وحذر مرسي نتنياهو من عواقب وخيمة لغزو بري كالذي حدث في 2008-2009 وأسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل في غزة. لكنه كان حريصا على عدم إثارة استياء اسرائيل التي تربطها بمصر معاهدة سلام موقعة عام 1979 أو واشنطن التي تقدم مساعدات للقاهرة.