ساءت أحوال الصيادين فى "بحيرة قارون", بالفيوم بشدة، وتراكمت عليهم الديون، حيث إضْطُر بعضهم لبيع مراكب الصيد؛ بسبب ضعف إنتاجية البحيرة من الأسماك، وهجر بعض الصيادين مهنتهم؛ من أجل البحث عن «لقمة العيش» فى مكان آخر .
"محمد عبدالفتاح"، 40 سنة، يمتهن الصيد منذ 26 سنة، كان يجلس على الأرض فى كافيتريا تقع على ضفاف بحيرة قارون يشرب الشاى ويدخن السجائر، وترتسم على وجهه علامات الشقاء، يقول: "ليس لدّى وظيفة أو مصدر دخل آخر غير الصيد، ربع قرن وأنا أعمل فى هذه المهنة، ومنذ عامين، وعندما قلّ إنتاج البحيرة من الأسماك بشكل كبير لجأنا إلى جمعية الثروة السمكية من أجل الحصول على رخصة شراء مركب صيد تكلفت 10 آلاف جنيه، غير تصنيع المركب من الخشب، الذى تكلف 5 آلاف جنيه، واشتريت من الجمعية شباك الصيد بنحو 16 ألف جنيه، تُدفع بالتقسيط، وتُحسب عليها فوائد تقدر ما بين 5 إلى 7%، ولكن خلال عامين لم يعد هناك إنتاج يذكر من الأسماك فى البحيرة، وشكونا إلى المحافظة، لكن دون فائدة، والأعباء تتراكم علينا مقابل دخل منخفض؛ بسبب انخفاض إنتاج البحيرة من الأسماك" .
ويقول عيد على، صياد من قرية كحك بحرى، التابعة لمركز يوسف الصديق: "أعمل صياداً منذ التاسعة من عمرى، ورثت المهنة عن والدى، كان لدينا مركب صيد، وكنت أعمل عليه مع 4 أفراد آخرين كل منهم وراءه بيت وأسرة، ولكننا بعنا المركب بعد أن وجدناه غير مجدٍ نظراً لسوء أحوال الصيد فى البحيرة حالياً، وأصبح الرزق ضيقاً علينا جميعاً" .
وأضاف: "كان نصيب الفرد الذى يعمل على هذا المركب 80 جنيهاً يومياً منذ عدة سنوات، ولكن مع تراجع الدخل وزيادة أعباء المركب تراكمت الديون، وقررت بيع المركب ورخصته، والآن أبحث عن مصدر رزق آخر، وأنا لم أكمل تعليمى؛ لأن والدى أجبرنى على تعلم المهنة، وكان يعتقد أنها ستوفر لنا حياة كريمة ويرى أن العمل أفيد لنا من دخول المدرسة لنتعلم" .
وإستطرد قائلاً: "كنا من قبل ننزل بالمركب لمياه البحيرة ونخرج بعد رحلة الصيد.. مش عارفين نودى السمك فين من كتره.. لكن الآن لم يعد هناك رزق فى البحيرة، ننزل المياه ولا نخرج سوى ببضعة كيلوجرامات من الأسماك، وللأسف شباب القرية أصبح عاطلاً، ولجأوا لتعاطى المخدرات لضيق الرزق فى البحيرة" .