أبو صليب: توجد لدينا حلول جذرية لمشكلة الكثافات المرورية
"إذا تم حل مشكلة المرور سيتوفر للدولة مبلغ 20 مليار جنيه"
حمزة: لابد من تطبيق نظام "سمارت باركينج" للقضاء على ظاهرة الإنتظار صف ثانى وثالث
"حل مشكلة المرور فى غضون 3 سنوات بشرط تطبيق الأفكار الحديثة وهى موجودة بالفعل وتحتاج إلى قرار سيادى"
بعد أحداث ثورة يناير المجيدة تطَلَّع الجميع لمصر الجديدة الحضارية, إلا أن واجه هذا التطلُّع عدة مشكلات, ومن أهمها مشكلة المرور، حيث يرتبط المرور إرتباطاً وثيقاً بتقدم الأمم، فالإنتقال من مكان لأخر سواء للأفراد أو السيارات وغيرها لها أهميتها فى تحقيق مطالب التطور الإقتصادى والإجتماعى، وفى تلبية حاجات الأفراد وأهداف المجتمع .
إذاً فالمرور بهذا المعنى عصَبٌ رئيسى في العملية الإنتاجية, ومقوِّم جوهرى من مقومات التنمية, لذا وجب علينا البحث عن حلول لهذه المشكلة .
حيث تحدَّثَ العقيد "محمود صبرى أبو صليب", قائلاً: مشكلة الكثافات والإختناقات المرورية تأتى نتيجة عدة عوامل من أهمها, المواقف العشوائية للسيارات والأعطال والإصلاحات المتكررة للسيارات، ضيق الشوارع والإنتظار فى الممنوع والسير عكس الإتجاه, وأن كل المشكلات السابقة توجد لها حلول, ومنها:
تزويد غرف العمليات بقنوات متعددة لسهولة الإنتشار السريع إذا تطلب الأمر, وإحلال و تجديد كافة السيارات القديمة, وتوسيع الشوارع والميادين من ناحية الإتساع وإنشاء مواقف متعددة الطوابق .
وكذلك إلتزام قائدى السيارات بركن السيارات بالتوازى مع الرصيف, وحظر سير سيارات النقل من الساعة ال 7 صباحاً إلى الساعة ال 7 مساءً .
وإصلاح جميع المعوقات فى الطرق من "بلاعات وحفر", نتيجة سير السيارات الثقيلة, وسرعة شفط المياه من الطرق أثناء وبعد المطر .
وفى حالة رصف الطرق يكون الإستعلام وِفْقًاً للمعاير الدولية للأحمال والنظر فى المضمون دون الشكل, وتقليل القوة البشرية نظراً لكثرة الإحتكاكات وعدم القدرة على الإستمرار أكثر من 4 ساعات فى الإشارة المرورية .
وكذلك عمل الحملات المرورية الشرطية فى الشوارع الواسعة, لعدم تعطيل المرور وإزالة جميع الباعة الجائلين من الطرق الرئيسية .
وتوعية المواطنين إعلامياً بصفة مستمرة بقوانين المرور, ولابد من إعادة هندسة الطرق و إعادة توزيع المحاور ومراجعة الميل والسمك لطبقة الأسفلت ومدى تحمُّلْها.
وإستطرد أبو صليب قائلاً: إذا تم وضع حلول جذرية وتم تطبيقها بدقة, سنتمكن من حل مشكلة المرور, بل وسيتوفر للدولة مبلغ "20 مليار جنيه" من معدل إستهلاك الوقود .
وعلى جانب أخر, يقول الدكتور" ممدوح حمزة، الإستشارى الهندسى البارز: نحن نعانى من فوضى مرورية كبيرة لسوء تخطيط الطرق والشوارع وعدم الرقابة من الأجهزة المعنية .
وأضاف حمزة: بسبب غياب ثقافة القيادة لدى كثير من المواطنين وخاصة سائقى الميكروباص والتاكسى والنقل العام والخاص والتوك توك، وتأتى فكرة حل مشكلة المرور لتقليل زمن التنقل من مكان إلى مكان, وهو ما يساعد على تقليل إستهلاك الوقود, وأيضًا خفض تكلفة التنقل وتقليل معدل الحوادث والتنقل بسهولة ويسر داخل المدينة .
وللتوصل إلى هذا يجب تشريع عدد من القوانين ووضع مجموعة من الإجراءات للحد من الفوضى المرورية التى تعيشها القاهرة حاليًا .
وأشار حمزة إلى: أن مشكلة المرور فى مصر لا تُحلُ جذريًا فى 100 يوم, ولكن كان من الممكن أن يتم عمل إنضباط مرورى فى هذه الفترة بمجموعة من الإجراءات البسيطة, ومنها :
عمل مواعيد محددة لسيارات النقل والشاحنات, تبدأ من الساعة الحادية عشْرَ مساءً وحتى السابعة صباحاً .
وكذلك تخصيص أماكن مُحدَّدة لوقوف سيارات الأجرة فى جميع الأحياء, ويُمْنَع منعاً باتاً صعود أو نزول ركاب الميكروباص على الكبارى أو فى أى مكان على الطريق, وأن تتم عملية الصعود والنزول من محطات أتوبيس النقل العام التى تقع فى المسار نفسه .
ومراعاة المواعيد المختلفة للمدارس وللموظفين, بحيث تبدأ سيارات وأتوبيسات المدارس الساعة السابعة والنصف, ثم المصالح الحكومية الثامنة والنصف وبعد ذلك القطاع الخاص الساعة التاسعة والنصف, مع تطبيق نفس التدرج عند العودة .
وعن سبل القضاء على عملية "الإنتظار صف ثانى وثالث"، قال حمزة: هناك ما يُسمَّى "سمارت باركينج", وهو جهاز يُسْتَخْدَم لركن "13 سيارة" بدلاً من سيارتين فقط, ومن الممكن تعميم هذا الجهاز فى جميع الأراضى الفضَّاء فى القاهرة والمدن الأخرى, مع العلم بأن تكلفة عمل جهاز "سمارت باركينج" ضئيلة وليست بباهظة .
ومن العوامل المؤثرة فى زيادة إزدحام المرور أيضًا, وجود مَعارِض السيارات ومحلات قطع غيار السيارات وورش التصليح, فيجب نقلها خارج حدود الطريق الدائرى لتسهيل الحركة المرورية .
وأكمل حمزة قائلًا: يجب إجراء إختبارات بشكل دورى للسائقين وإمدادهم بالمعلومات المرورية, مع إنشاء أكاديمية لتعليم القيادة بشكل صحيح, سواء لسائقى السيارات الملاكى أو الأجرة, ويجب أن تكون هناك رقابة من رجال المرور مع تطبيق القانون بشكل حازم .
وأشار حمزة إلى: أنه يتوقع حل مشكلة المرور فى غضون 3 سنوات, بشرط تطبيق الأفكار الحديثة وهى موجودة بالفعل وتحتاج إلى قرار سيادى مع تشريع القوانين الحازمة وتطبيقها بجدية على كل المواطنين دون إستثناء .
وبعد طرح "بوابة الفجر" لعدد من الحلول لمشكلة تؤرِّق جميع المصريين, وتمكنَّا مع أصحاب التخصص إيجاد حلول جذرية لمشكلة الإختناقات المرورية, فهل يوجد من يُطبِّق هذه الحلول عملياً .