تحتفل مصر اليوم بالذكرى ال 39 على حرب أكتوبر المجيدة "أروع ملحمة فى التاريخ الحديث صنعتها قواتنا المسلحة" ، واستطاعت أن تحطم أسطورة "خط بارليف المنيع" .
وبهذه المناسبة التقت "بوابة الفجر" مع بطلين من أبطال العبور ليقصوا ذكرياتهم مع حرب أكتوبر ، وأجواء ماقبل العبور ، وكانت البداية مع البطل "جمال الغزالى" من أبناء الأقصر الذى أكد اعتزازه بالمشاركة فى تلك الحرب المجيدة.
ويروى "الغزالى" قائلاً : شاركت كعريف ضمن كتيبة استطلاع مستقلة تابعة لقيادة الجيش الثالث الميدانى تضم 2000 مقاتل ورابضة بمدينة السويس ، وعن البطولات التى سطرها فى تلك الحرب يقول البطل "جمال" قمنا بتدمير 22 دبابة إسرائيلية بعد إختراقها ثغرة الدفرسوار بالإشتراك مع المقاومة الشعبية بالسويس ، حيث تم توزيع السلاح على المدنيين وقتل جميع أطقم الدبابات المعادية ولم ينج منهم أحد.
ويضيف "الغزالى" لقد كنت ضمن الذين حاصرتهم القوات الإسرائيلية فى السويس ، واستمر الحصار بعد وقف إطلاق النار وأخذنا مايقرب من 3 شهور محاصرين فى المدينة حتى صدرت التعليمات بسحب القوات الإسرائيلية ، وكنا طوال تلك الفترة نقوم بخدمات بالليل والنهار طوال مدة الحصار ، والتعيين كان يرد إلينا عن طريق قوارب الطوارئ الدولية.
والتقت "بوابة الفجر" مع بطل أخر من أبطال حرب أكتوبر ، وهو البطل "عبيد محمد أحمد" الذى بدأ يستعيد ذكرياته عن الحرب قائلاً : التحقت بالخدمة العسكرية عام 1972 وكنت تابعاً للواء الخامس بالمشاة الميكانيكى ، وهو وحدات الفرقة 19 مشاة من الجيش الثالث الميدانى وكنت ضمن فرقة المدفعية على مدفع 107 م ب 11 بقرية عامر بالسويس.
وحول ساعة الصفر ، يقول "عبيد" فى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً يوم العبور ، أبلغنا القائد بأن يأخذ كل منا مكانه ، وفى تمام الساعة الثانية انطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية وعبرت سماء قناة السويس ، وعرفنا أن المعركة بدأت وفى الدقائق التالية من المعركة عبر 8 ألاف جندى مصرى القناة تحت ستر النيران مستخدمين المركبات والقوارب والدبابات ، حتى أصبح عدد الجنود الذين عبروا 33 ألف مقاتل بعد 5 ساعات من المعركة.
ويضيف "عبيد" استطاعت قوات المشاة وعناصر الصاعقة من تدمير 100 دبابة أى ثلث عدد الدبابات المعادية فى الساعات الأولى من الحرب.
ويقول "عبيد" عبرت قناة السويس عن طريق دبابة برمائية مكونة من 3 مدافع مفككة.
وعن معاناته أثناء الحرب ، يروى "عبيد" قائلاً : اضطررت إلى شرب السولار فى علبة مليئة بالتراب ، حيث واجهت ندرة الماء أثناء المعركة ، فالزمزمية الصغيرة كان يتقاسمها 5 أفراد ويشربون من غطائها الصغير ، وفى أحد الايام واجهت عطشاً شديداً حتى تخيلت انى سأموت من العطش.
ويوضح "عبيد" ماحدث بانه عثر على تانك دبابة إسرائيلية مدمرة ، وحطمت التانك وأخرج السولار ، وبحثت حولى فوجدت علبة معدنية وأفرغت فيها السولار وشربته ولم أكترث ، وعادت إلى الحياة مرة أخرى.
حقاً لقد سطر هؤلاء الأبطال صفحة خالدة فى تاريخنا المعاصر ، ولا يسعنا إلا أن نوفيهم حقهم ونقدرهم ، ولولاهم لظلت أرض سيناء محتلة حتى الآن.