أكد سفير مصر لدى الكويت السفير عبد الكريم سليمان، أن نصر أكتوبر كان عبورا بمصر والأمة العربية كلها الى فجر جديد ولم يقتصر على تحرير الأرض وممارسة السيادة، وإنما إمتد الى استعادة الثقة بالنفس ورفض محاولات تكريس روح اليأس، وعودة الايمان بقواتنا المسلحة التي أذهلت العالم بتفوق أدائها وقدراتها في التخطيط والتنفيذ وتحقيق الانتصار. وقال السفير سليمان - فى مقال صحفى وزع اليوم - إن الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر اكتوبر المجيد تعد يوماً فاصلاً في ذاكرة تاريخ مصر الحديث ، بعد أن حسمت حرب أكتوبر حالة اللا سلم واللا حرب ،وكانت نقطة تحول حيث تبعثر غرور القوة ودعاوى الهيمنة والتفوق وأسطورة الجيش الذي لا يقهر ، امام الارادة المصرية، وإيمان المقاتل المصري بعدالة قضيته ، وادت الى تغيير المعايير والاستراتيجيات العسكرية في العالم. وأضاف أن مصرنا العزيزة مرت بأيام عصيبة ومؤلمة لكل مواطن مصري شريف ومخلص وسط منظومة فساد طيلة ثلاثة عقود ماضية، الى أن بزغ بريق الأمل في إرادة التغيير التي حمل لوائها الشعب المصري بكافة أطيافه وانتماءاته معلناً في الخامس والعشرين من يناير 2011 أنه حانت لحظة العبور العظيم نحو المستقبل ، الى مرحلة جديدة في بناء الوطن ومؤسساته ، على أسس سليمة قوامها الديمقراطية وبناء دولة القانون ، دولة تعْلي من شأن مواطنيها في الداخل والخارج ، وتأتي الشرعية فيها عبر أصواتهم بحرية ومصداقية ، مستكملاً بذلك عبور نصر أكتوبر المجيد. واشار السفير عبد الكريم سليمان الى أن من أهم الدروس المستفادة التي عكستها حرب أكتوبر، والتي يجب أن تعيها الشعوب والقيادات الحاكمة في وطننا العربي، أهمية وضرورة التضامن العربي لبلورة موقف موحد تجاه القضايا المصيرية التي تلم بالأمة، حيث اجتمعت الارادة العربية في معركة البترول التي قلبت الموازين السياسية والدبلوماسية ضد اسرائيل، وكان لكل الدول العربية دور مهم في حرب أكتوبر، مذكرا بالدور الكويتي الذي تجلت أروع صوره في امتزاج دماء المقاتل الكويتي الزكية بدماء اخيه المصري في أشرف المعارك لتحرير الأرض الطاهرة. وأوضح سليمان أن الكويت كانت من أوائل الدول العربية التي إستخدمت سلاح قطع البترول في معركة أكتوبر المجيدة، وظهر من خلال هذه الوقفة الكويتية الرائعة التمازج والتواصل بين الشقيقتين مصر والكويت، لينطلق التعاون بينهما الى آفاق أوسع وأرحب في المرحلة القادمة في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيز العلاقات التي اتسمت على مدى تاريخها الطويل بسمات وخصائص فريدة اكدت مدى الترابط بين البلدين على الصعيدين الرسمي والشعبي. وأكد أن لقاءات الرئيس الدكتور محمد مرسي بامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في القمة الإفريقية بأديس أبابا منتصف يوليو، وفي القمة الاستثنائية الرابعة لمنظمة دول التعاون الإسلامي التي عقدت بمدينة مكةالمكرمة في 14 أغسطس الماضي اظهرت عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث تم التطرق خلالها الى السبل الكفيلة لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجا؟ت بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ، وجسدت الاجتماعات الاقتصادية المشتركة الأخيرة بين مسئولي البلدين في القاهرة حرص الأشقاء في الكويت على الوقوف الى جانب مصر في هذه المرحلة الفارقة ، تكريساً لإيمان راسخ بأن (قوة العرب من قوة مصر). وشدد على أن ذكرى أكتوبر الغالية تأتي هذا العام لتجدد في نفوسنا قوة إرادة الإنسان المصري وعزيمته التي حقق بها هذا الانتصار العسكري العظيم ، ولتخطو مصر بثبات نحو التحول الديموقراطي واستعادة الثقة وآفاق ملؤها التفاؤل بمستقبل أفضل ، وتفتح ذراعها للأشقاء العرب فى كل مكان لزيادة استثماراتهم في مختلف القطاعات المصرية. ووجه السفير سليمان تحية إجلال وتقدير لمقاتلي أكتوبر العظماء ، وشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل هذا الوطن الغالي مصر ، ولشهداء وجرحى ثورة 25 يناير المجيدة.