على شرشر : نسبة التعديات على الأراضى الزراعية زادت بعد الثورة لعدم تحقيق القانون
لابد من تفعيل دور الإرشاد الزراعى عند التعامل مع المزراعين
زيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية يحقق الأمن الغذائى
يعتبر القطاع الزراعى من أهم الملفات الهامة على طاولة الرئيس لما له من أهمية فى التنمية الإقتصادية للمجتمع المصرى مما جعله يطرح نفسه نتيجة لتزايد مشاكل هذا القطاع من تعديات على الأراضى الزراعية ،وتعرض الأراضى المصرية للتصحر والجفاف بمعدلات سنويا تصل ل30 ألف فدان سنويا،فمصر تفقد مليون فدان من أخصب الأراضى كل 20 عاما ،إلى جانب مشكلة ندرة الموارد المائية وكيفية تطوير الرى و كل ذلك يجعلنا نطرح القطاع الزراعى كأهم القطاعات لحل مشاكله و لتحقيق التنمية الريفية المعهودة داخل القرية المصرية ، و حل مشاكل الفلاحين لتنمية الموارد المختلفة لتحقيق النهضة الزراعية.
وكان ل"بوابة الفجر" هذا اللقاء مع د/حسن على شرشر مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية والذى أكد من خلاله لمحررى الفجر أن التوسع العمرانى وغياب الرقابة بعد ثورة يناير هما السبب الرئيسى لنقص مساحة الأراضى الزراعية بجانب عدم وجود خطة واضحة لتنظيم التوسع العمرانى ،كما أكد على ضرورة تفعيل دور الإرشاد الزراعى فى التعامل مع المزارعين فيما يتعلق بالعودة إلى التسميد العضوى،مشيرا أن تحقيق الأمن الغذائى فى المحاصيل الزراعية مرتبط بمنهجية زيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعيةالمختلفة(القمح،الأرز،العدس.....) ومنع إستخدامها لغير الإستهلاك الآدمى حتى يتحقق الإكتفاء الذاتى.
وإلى نص الحوار :
· ماهى أسباب نقص مساحة الأراضى الزراعية فى الفترة الأخيرة ؟ · شهدت الفترة الأخيرة "فترة ما بعد ثورة 25يناير" تعديات واسعة على الأراضى الزراعية نتيجة عدة عوامل أولا:التوسع العمرانى فى القرى والمدن وعدم وجود خطة واضحة لبدائل عدم البناء على الأراضى الزراعية وخطة واضحة لتنظيم التوسع العمرانى،ثانيا: التغيرات المناخية وما يصاحبها من مشاكل تعرض الأراضى الزراعية للتصحر نتيجة قلة الأمطار،ثالثا:عدم الإهتمام بصيانة الأراضى الزراعية ومقاومة الملوحة والقلوية مما أدى إلى تدهور فى خصوبة الأرض وإنخفاض خصوبة بعض الأراضى من الدرجة الأولى إلى الثانية والثالثة وهكذا،رابعا:التركيز فى فترات سابقة على التسميد الكيماوى والغسراف فى إستخدام المبيدات مما أدى إلى ضعف فى خصوبة التربة الزراعية،خامسا:خطة الدولة فى إستصلاح الأراضى لا يتماشى مع الزيادة السكانية .
· ماهى نسبة التعديات على الأراضى الزراعية ؟
لا نستطيع تحديد نسبة التعدى لأنه مرتبط بالتصوير الجوى للأراضى الزراعية وحدث من فترة طويلة،وأكبر نسبة تعدى حدثت على الأراضى الزراعية حدثت بعد الثورة لعدم تطبيق القانون والإنفلات الأمنى الذى أعقب الثورة ،وعدم وجود رؤية للتوسع العمرانى وخاصة فى الريف من سنوات طويلة.
· كيف تؤثر التعديات على الأراضى على القطاع الزراعى؟ يؤدى لنقص الأراضى الزراعية عالية الخصوبة ويعرضها للجفاف والتصحر،وهذا بالتالى يؤثر على إجمالى الإنتاجية الزراعية .
· حدثنا عن الإنتاجية الزراعية لمصر وإلى أين وصلت مصر فيها ؟ مصر أصبحت متميزة فى مجالات إنتاج الأرز ،وتعتبر رقم "1"فى العالم فى الإنتاجية الفدانية من القمح وهناك أصناف جديدة من القمح منها (مصر1،مصر2،سدس12) بالإضافة للأصناف القديمة مثل "سخا69 وأصناف جميزة 109،جميزة 12 ...).
*ما هى الخطة التى وضعتها الدولة لمواجهة هذه التعديات؟ المفروض لكى أعمل تنمية فى هذا المجال لابد من وجود بديل على حسب إستراتيجية تضعها وزارة الزراعة التى من المفترض عليها حتى عام2017 إستصلاح مساحات من عدد معين من الأراضى كما فى سهل الطينة فى سيناء والساحل الشمالى والصحراء الغربية وكل هذا تم ولكن ليس بالمعدلات المطلوبة ،كما أن الخطة لم تنفذ بإهتمام من المسؤلين.
· ما دور المسؤلين الجدد فى وزارة الزراعة فى مواجهة هذه الازمة؟
بعد تولى الوزارة الجديدة يتم حاليا إزالة ما يمكن إزالته من تعديات على الأرض الزراعية كما يتم تنفيذ القوانين الخاصة بعدم البناء على الأراضى الزراعية.
· ما هى رؤيتك للخروج من هذه الأزمة والحفاظ على مساحات الأراضى الزراعية ؟
المفروض على الدولة تغليظ القوانين الخاصة بالتعدى على الأراضى الزراعية من حيث عدة نقاط أولها: فى حماية الأراضى الزراعية وتعديل التشريعات الخاصة بالتعدى على الأرض الزراعية وتوحيدها فى جهة واحدة بالتنسيق مع وزارة الداخلية،ثانيا:تغليظ القوانين الخاصة بالتعدى على الأراضى الزراعية ،ثالثا: وضع سياسة واحدة للتغلب على إرتفاع الملوحة والقلوية ،رابعا: الإتجاه إلى الزراعة العضوية وترشيد إستخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات،خامسا: تفعيل دور الإرشاد الزراعى فى التعامل مع المزارعين فيما يتعلق بصيانة التربة الزراعية.
· كيف نفعل دور الإرشاد الزراعى فى التعامل مع المزارعين؟
من خلال تخطيط البرامج المتعلقة بترشيد من خلال تخطيط البرامج المتعلقة بترشيد إستخدام مياه الرى،وترشيد إستخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات،وييتم عمل ندوات وإجتماعات ونشرات إرشادية خاصة بالمجالات السابقة ،والتى منها أيضا إستخدام الجبس الزراعى"محسن للتربة" والأهتمام أيضا بالعودة إلى التسميد العضوى بالإستفادة من النواتج الثانوية للمحاصيل الزراعية"المخلفات النباتية"مثل قش الأرز وحطب الذرة إلى آخره .
· من خلال الدراسات كيف توصف حال القرية المصرية والفلاح المصرى الآن؟
القرية المصرية الآن أفضل حالا عن قبل بكثير من ناحية توفر الخدمات ،كما أن الفلاح المصرى أضحت لديه تغيرات جوهرية فقد زادت معارفه عن الزراعة من خلال الإرشاد الزراعى والفضائيات الزراعية المتخصصة والحقول الإرشادية والنشرات الإرشادية التى يتم توزيعها عليهم،كما أن الإنتاجية الزراعية تحسنت كثيرا بدرجات كبيرة جدا فعلى سبيل المثال إنتاج الفدان من الأرز من الأصناف عالية الإنتاج يزيد عن 5 طن للفدان ،وإنتاج القمح من الأصناف عالية الإنتاج يزيد عن 25 أردب،وزاد إنتاج الذرة عن 25 أردب للفدان،وهناك أصناف متميزة من القطن المصرى فائق الطول .
· كيف يمكن تحقيق التنمية الريفية ؟
هناك بالفعل أبحاث تجرى زى أبحاث لحل مشكلة بطالة الشباب فى الريف لمعرفة حجم البطالة وكيفية الإستغلال الأمثل لهم ،ولكنها لازالت مرحلة أبحاث فى فى معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية والجهة التنفيذية المسؤلة هى وزارة التنمية المحلية.
· ما سبب مشكلة رغيف الخبز ؟
جشع التجار وأصحاب المخابز هو سبب الأزمة لأنهم يحصلون على الدقيق مدعما ويبيعونه فى السوق السوداء لتحقيق مكاسب،بجانب ضعف الرقابة على الإنتاج ومواصفات الخبز من مفتشى التموين.
· كيف ننمى القطاع الزراعى فى مصر؟
من خلال منهجين حسب ما جاء بإستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة لعام 2030 المنهج الاول:تحقيق التنمية الأفقية بمعنى زيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل المختلفة(محاصيل حقلية –خضروات وفاكهة- نباتات عطرية)وتم البدء فيه بالفعل وأصبحت نتيجة لذلك مصر الأولى فى إنتاجية الفدان للقمح،أما المنهج الثانى:يتمثل فى تحقيق التنمية الأفقية بمعنى زيادة المساحة المزروعة من المحاصيل المختلفة ويتطلب ذلك التوسع فى إستصلاح الأراضى .
· ماهى خططك لتحقيق الأمن الغذائى والإكتفاء الذاتى فى مصر؟
لكى تنجح مصر فى تحقيق الأمن الغذائى لا بد من أولا :زيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل المختلفة من خلال زراعة التقاوى عالية الإنتاج بالحقول الإرشادية لنشرها بين المزارعين، ثانيا: تخطيط برامج إرشادية لتعريف المزارعين بهذه الأصناف وطريقة زراعتها،ثالثا:ترشيد الإستهلاك من المحاصيل الإستراتيجية وبصفة خاصة "القمح" ومنع إستخدامه لغير الإستهلاك الآدمى حيث يستخدمه البعض فى تغذية الحيوانات والأسماك والطيور،رابعا:تحسين إنتاج الخبز وتقليل الفاقد منه نتيجة سوء تصنيع الخبز مما يؤدى إلى إستخدامه فى غير أغراضه ،أما الفاقد من القمح فيجب تقليل الفاقد من الحصاد والنقل والتخزين ومكافحة الحشرات مثل السوس أثناء التخزين وبعض القوارض مثل الفئران وتم مؤخرا الإهتمام بتخزين القمح عن طريق إنشاء صوامع متقدمة للحفاظ عليه.