انتهت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى من إعداد خطة جديدة لزيادة إنتاج القمح فى الموسم المقبل من خلال تقديم تسهيلات للمزارعين للحصول على المعلومات الزراعية حول المواعيد الجديدة لزراعة المحصول، والحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة المتوقع خلال الموسم المقبل بسبب التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الزراعة. وتتضمن الخطة تعميم استخدام التقاوى المعتمدة، التى يتم إنتاجها بمعرفة الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى أو القطاع الخاص لتغطية مساحة 3 ملايين و250 ألف فدان بالتقاوى المعتمدة، بدلاً من 600 ألف فدان حالياً، للوصول بالإنتاجية إلى 22 إردباً، بدلاً من 18، لتحقيق زيادة تصل إلى 22% خلال الأعوام الخمسة المقبلة. كما تتضمن الخطة تشكيل لجان فنية تضم الإرشاد الزراعى ومديريات الزراعة بالمحافظات وقطاعى الخدمات الزراعية والشؤون الاقتصادية لتقليل الفاقد من القمح من 20% حالياً إلى أقل من 10% خلال تداول المحصول فى مرحلتى النقل والتخزين. فى السياق نفسه، أكد الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، أن مصر تعد أكثر دول العالم استهلاكاً للقمح بسبب ارتفاع معدلات استهلاك الخبز، خاصة لدى محدودى الدخل، مشيراً إلى أن معدلات الاستهلاك الكبيرة من الخبز المدعم غير حقيقية، نظراً لكميات الفاقد الكبيرة، وتسرب الدقيق والخبز المترتب على الفارق الكبير بين السعر الحقيقى والسعر المدعم. وقال «أبوحديد» فى تصريحات صحفية، أمس، إن التعداد السكانى فى زيادة سنوية مستمرة تتراوح بين 1.5 مليون، ومليونى نسمة، معظمهم من محدودى الدخل، وهذا يعنى ازدياد الطلب السنوى على استيراد القمح من الخارج فى ظل ظروف مشاكل ومحدودية المياه والأراضى فى مصر. وأضاف: «بدأت جهات رسمية فى التحرك بشكل فاعل لمواجهة المشكلة، وعلى رأسها مركز البحوث الزراعية، الذى انتهى علماؤه مؤخراً من إعداد مخطط شامل بالحلول الواقعية»، مؤكداً أن الوسيلة الأهم لزيادة نسبة الاكتفاء الذاتى، وفقاً لما تتيحه الموارد المائية والأرض فى مصر هى التوسع الرأسى، وهو ما يحتاج إلى تخصيص تمويل كاف للبحوث والدراسات اللازمة لتطوير صناعة وزراعة القمح، خصوصاً فى مجالات تربية الأصناف المقاومة للملوحة والجفاف، حتى يمكن مواجهة المشاكل المترتبة على التغيرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاع محتمل فى درجات الحرارة. وأشار «أبوحديد» إلى أن استنباط أصناف ذات درجة تحمل عالية للملوحة يعد أمراً ضرورياً فى ضوء استخدام مياه الصرف الزراعى والتوسع فى استخدام الأراضى الهامشية ذات درجات الملوحة المرتفعة، كما هو الحال فى أراضى التوسع الأفقى فى شمال سيناء. ولفت إلى أن علماء مركز البحوث الزراعية يعكفون حالياً على إكثار تقاوى أصناف القمح الجديدة المحسنة، والتى تتميز بالإنتاجية العالية مثل «جميزة 10» و«سخا 94»، والمقاومة لأمراض الصدأ، خاصة السلالة «UG»، مؤكداً أن وزارة الزراعة تنفذ حالياً عدداً من الحقول الإرشادية من هذه الأصناف لتعريف المزارعين بها والاستعداد لزيادة المساحات المزروعة منها. وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أهمية توعية المزارعين ببرامج تطوير نظم الرى السائدة فى الدلتا والوادى لتوفير مياه الرى لمشروعات الاستصلاح والاستزراع فى المناطق الجديدة، وإعداد حزم التوصيات الفنية لمناطق إنتاج القمح المتباينة، مع استخدام التركيب المحصولى المناسب، وفقاً لخصوبة الأرض وطرق الرى المتبعة، لتضييق الفجوة فى الإنتاجية بين حقول المزارعين والحقول الإرشادية. ولفت «أبوحديد» إلى أنه يجرى حالياً تقديم العديد من التسهيلات اللازمة لجذب المزارعين فى الأراضى المستصلحة حديثاً إلى زراعة القمح، ضمن منظومة التراكيب المحصولية المقترحة والمستهدفة، بما يحقق زيادة نسبية فى المساحات المزروعة من المحاصيل الغذائية الرئيسية، وذلك باستخدام آليات «الأسعار التأشيرية» كأسعار ضمان، والتى يجب أن تحقق ربحية صافية تنافسية لهذه المحاصيل على حساب محاصيل الدورة الزراعية المنافسة مثل البرسيم.
