أكد الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للامم المتحدة أهمية الانفتاح على الخارج والاهتمام بالشئون الخارجية لارتباط ذلك بالشأن المحلي والخاص للدولة خصوصا في ظل عالم العولمة والثورة التكنولوجية التى نعيشها الآن ، كما أكد على الارتباط الوثيق بين الديمقراطية والتنمية والسلام. جاء ذلك في محاضرة للدكتور بطرس غالي القاها اليوم الاثنين أمام المشاركين العرب في الدورة التدريبية للثقافة القانونية والتى ينظمها المركز العربي للوعي بالقانون برئاسة المستشار الدكتور خالد القاضي. ونبه غالي الى أهمية المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وتأثيرها كلاعب جديد في السياسة والعلاقات الدولية ، مشيرا إلى أهمية وضرورة أن تشارك هذه المنظمات غير الحكومية في صياغة القرار الدولي من خلال مشاركتها الفاعلة في المنظمات الدولية جنبا الى جنب مع الحكومات. وقال إن هناك منظمات غير حكومية وشركات كبرى هي في في الغالب اقوى من الدول ولها ميزانيات تفوق بعض الدول .. لافتا الى أهمية نشر ثقافة حقوق الانسان والديمقراطية خصوصا في مجتمع العولمة. وأضاف أن من خلال انتشارالديمقراطية نستطيع أن نحقق السلام .. موضحا أن هناك أكثر من 500 معهد ومؤسسة غير حكومية دولية تهتم بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان .. مشيرا الى أن تطبيق الديمقراطية يختلف من دولة لاخرى. واستعرض الدكتور غالي الوضع الدولي العام والعلاقات في النظام الدولى فأشار الى أنه يجب تطبيق الديمقراطية في النظام والعلاقات الدولية .. متسائلا كيف يطلب من الدول أن تطبق الديمقراطية الوطنية ولا توجد ديمقراطية في النظام الدولي والعلاقات الدولية ،وقال " علىسبيل المثال لا توجد ديمقراطية بالمعنى الصحيح في مجلس الامن بسبب الفيتو". وقال "إن الدولة في النظام الدولي الحديث وفي ظل ثورة التكنولوجيا فقدت أهميتها وهناك قضايا محلية أصبحت تعالج الان دوليا وعلى سبيل المثال قضايا البيئة وانتشار الامراض والارهاب .. محذرا من خطورة سيطرة دولة أو مجموعة دول على القرار والنظام الدولي. وانتقد غالي ما يوصف بالكيل بميكالين في النظام الدولي ، حيث أشار إلى أن هناك قضايا أحيانا تأخذ اهتمام المجتمع الدولي والرأي العام وتقوده الدول الكبرى وأحيانااخرى لا نجد اهتماما لقضايا على نفس درجة الأهمية بالنسبة لقضايا اخرى. وانتهى الى القول كيف يمكن أن نضبط ونحدد كيف نطبق الديمقراطية في النظام الدولي ومعالجة القضايا الدولية بطرق سلمية .. مشيرا الى أن هناك قضايا تمت معالجتها من خلال تسوية للسلام وتقوم على التسامح كما حدث في قضية الفصل العنصرى في جنوب افريقيا عندما كانت هناك شخصيات قوية قبلت بالمصالحة ونسيان الماضي من أجل تحقيق السلام في جنوب افريقيا. وكان السفير مخلص قطب مستشار الامين العام للجامعة العربي لشئون حقوق الانسان قد القى كلمة في الجلسة الصباحية للدورة تحدث فيها عن نشر ثقافة حقوق الانسان في المجتمع العربي مستعرضا تجربة المجلس القومي لحقوق الانسان ، كما تحدث في هذه الجلسة الدكتور عبد الله الكيلاني مدير الادارة القانوية بجامعة الدول العربية حول التشريعات العربية في مجال حقوق الانسان.