نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه تحت جنح الظلام، بدأ عدد قليل من عمال البلدية بهدوء طلاء رمز الثورة المصرية: وضع صورة زيتية جدارية عملاقة في الشارع العام الذي شهد أعنف اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة خلال العامين الماضيين. وتمتد اللوحة الجدارية علي، ثلاث مباني على طول الجدار قبالة ميدان التحرير في القاهرة، و تعد هذه الرسوم بمثابة متحف مفتوح لتاريخ الثورة وأهدافها - مع صور "الشهداء" المحتجين الذين قتلوا، و الجرافيتي، و النكت، و شعارات الحرية ، و الصور القومية و المسلمين، و المسيحين لاظهار تراث مصر المختلط و تاريخها من النضال.
و ظهر عدد من الثوار، الشباب التقدمي للدفاع عن الصورة المرسومة علي الجدران. في جوف الليل، بدأوا في تصوير العمال يرسمون تحت حراسة الشرطة، على أمل ان يكون هذا إحراج لهم. و تحدثوا مع الرسامين عن ما يعنيه الرسم. كان المشهد في شارع محمد محمود في الساعات المبكرة يوم الاربعاء طباق صغير ولكنه معبر عن الاحتجاجات الاسبوع الماضي امام السفارة الأميركية، بقيادة الإسلاميين المتشددين المحتجين علي الفيلم المعادي للإسلام. نشبت هذه الاحتجاجات على مسافة غير بعيدة من شارع آخر بالتحرير.
معا، تشير هذه المشاهد إلى المنافسة على هوية مصر الجديدة، و على ما آلت إليه البلاد الآن , و علي ما يمكن التعبير عنه. ان المزيج من النشطاء العلمانيين الذين اشعلوا الثورة منذ فترة طويلة ضد الزعيم حسني مبارك العام الماضي يقولون ان "الثورة" ما زالت مستمرة، حتى تهدم البلاد ماضيها الاستبدادي وتجلب الحريات والعدالة الاقتصادية. و لكن الاسلاميين الذين تولوا السلطة بعد الاطاحة بمبارك، لديهم رؤيتهم الخاصة لمصر، و التي يقولون انها يجب أن تلتزم ب "الهوية الإسلامية" كما يعرفونها والحفاظ على التقاليد.
وتقول الحكومة انها بدأت في حملة لتجميل ميدان التحرير، وسط احتجاجات مناهضة للمبارك. ورأى نشطاء ذلك أنه محاولة من الحكومة لمحو دعوات استمرار الثورة و للتأكيد على أن النظام الجديد مستقر الآن في مكانه، تحت حكم رئيس الجمهورية الاسلامي محمد مرسي. وقال جمال عبد الناصر، والد شهيد بلغ من العمر 19 عاما قتل خلال الأيام الأولى من الاحتجاجات المناهضة لمبارك "انهم محو التاريخ, هذه ليست حكومتي. انها لا تمثلني. " وبالنسبة للبعض، إعادة طلاء الجدار يعزز فقط الشعور بأن الإسلاميين قد انتزعوا جوائز للثورة.