. قد يتورط الإنسان في كتابة كلاسيكية فصيحة عن سيدنا فؤاد المهندس..تكتُب مقالاً شاعريا مليئا بالنوستالجيا الجميلة، مُحافظاً علي كلاسيكية اللغة العربية.. مقال من هذا النوع قَد يُعجب السيد ” زكي المهندس “، والد “عمُّو فؤاد” . فالسيد زكي كان فقيهاً باللغة و من كِبار المُحافظين علي رونقها.. لكن لا أظن أن “عمُّو” سيسعد كثيراً بمقال من هذا النوع.. لذا سنفكر في كلام آخر يليق بذكراه الباسمة . 1 فؤاد زكي المهندس، ابن حي العباسية، واللي ذكري وفاته النهارده “16 سبتمر” .. أعتقد أن بدايته الحقيقية في ” ساعة لقلبك” كانت مع عبد المنعم مدبولي و عبد المنعم إبراهيم و محمد يوسف و رفيعة الشال و فؤاد راتب و غيرهم.. لكن بصورة خاصة، المهندس و مدبولي اسكتشاتهما في ساعة لقلبك كانت مميزة جداً، من حيث مواضيع و أساليب الإضحاك.. كذلك الحديث بأسمائهم الحقيقية ” ده ينادي ده يا مدبولي و التاني يقول له يا فؤاد”.. وبرضه ستكتشف أن الاتنين، مدبولي و المهندس بقوا أصحاب أسلوبين رائدين في الكوميديا المصرية بعد كده.. و رغم ده فضلوا كثنائي رائع فى كتير من أفلام المهندس . إنت تقدر توصف شكل عام للمهندس.. ده حقيقي.. بس مستحيل تقَولِبُه، بمعنى أنك مستحيل تختار شكل معين في الأداء وتقول هو ده ” فؤاد المهندس”.. حتي مُلاحظ جدا في هوجة بتوع تقليد الفنانين، مفيش حد تقريباً هَوِّب ناحية تقليد ” عمر فؤاد”.. لأنه _الله يرحمه_ مالوش أسلوب واحد.. سيدنا كان أفعي في انعدام القالب، رغم وجود أساسات في ردود أفعاله التمثيلية. 2 غير كده، فن المهندس أصيل.. أوريجينال تماماً، في أساليب تناوله للموضوعات و أساليب صنعه للإفيه الساحر البسيط العميق.. كوميديا أحياناً كتير غير منطقية . “شنبو في المصيدة” مثلاً و كمية الهلس الخالص فيه، و غيره كتير.. هلس خالص لدرجة موجعة أحياناً، لكنها سخرية راقية دايماً . و من المُلاحظ بشدة أن رقي فن المهندس _ و من قبله نجيب الريحاني _ طلَّع من تحت إيديه _ و إيد مدبولي _ كُل الكوميديانات اللي طلعوا بعد كده، محمد صحبي ، عادل إمام ، سعيد صالح ، سيد زيان ، فاروق فلوكس و محمد عوض ، وصولا للمنتصر بالله و يوسف عيد. طول الوقت، كان بيطرح كُل حاجة في الحياة _ حرفيا _ مهما كانت مليانة عواطف سلبية، و يقلبها بقدرة قادر لسخرية صرف.. . قبل تارانتينو ب50 سنة مثلا كان فيه فؤاد المهندس بيتكلم عن سفاح النساء و عقدة الطفولة ، و عن مستر إكس و “الإنسان الأنوي النادر”. مشي فؤاد المهندس، مشي عشان يجيب الديب من ديله.. و ماحدش عارف إن كان لقى له ديل ولا لسه.. بس “عمو فؤاد” ما سابش لينا مساحة ننساه.. في راديو ، أو تليفزيون ، أو مسرح أو سينما.