نجوى مصطفى خبراء الاقتصاد : زيارة الوفد التجارى الامريكى " الجميع لابد ان يستفيد " روبرت هورمانس : على رأس الوفد التجارى الامريكى بالقاهرة عبده: العبرة بالنتائج و ليس الزيارات لبيب: البورصة المصرية تعبش حالة من التفاؤل
شهدت مصر عقب احداث ثورة يناير المجيدة كساد اقتصادى كبير ؛ بسبب طول الفترة الانتقالية و التى شهدت العديد من الاحداث التى جعلت من مصر ، بلد طارد للاستثمارات ،و المستثمرين المصريين قبل الاجانب الا ان جاء اول رئيس منتخب - محمد مرسى - لينتظر الجميع كيف به بان يخرج بمصر لبر الامان بفتح العديد من مجالات الاستثمار ، لتعود لمصر مكانتها العالمية مرة اخرى ، و لتشجيع المستثمرين المصريين و العرب و الاجانب بعودة استثماراتهم مرة اخرى لداخل مصر و انشاء استثمارات جديد ، الى ان جاءت زيارة مرسى للصين لتفتح العديد من مجالات الاستثمار و التعاون الاقتصادى الثنائى ، ثم جاءت الخطوة التالية بزيارة وفدا من رجال أعمال أمريكى للتشاور حول أهم القضايا على الساحة الاقتصادية بين البلدين، وعرض أهم فرص الاستثمار بين مصر وأمريكا.
و الجدير بالذكر أن الوفد ضم ممثلين رفيعى المستوى من البيت الأبيض ووزارة الخزانة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الممثل التجارى للولايات المتحدة ومؤسسة الاستثمار فى الخارج ، بالاضافة إلى نحو 100 شخصية يمثلون كبرى الشركات الأمريكية.
وكان والوفد الاقتصادي الأمريكى رفيع المستوي برئاسة " روبرت هورمانس " مساعد وزير الخارجية لنمو الأقتصادي والطاقة والبيئة ، قد التقى كلا من رئيس الجمهورية " الدكتور محمد مرسى " و رئيس مجلس الوزراء " الدكتور هشام قنديل " لبحث سبل التعاون الاقتصادى بين البلدين و فتح استثمارات جديدة للبلاد .
و فى تعليق له على زيارة الوفد الامريكى اكد الدكتور " رشاد عبده رئيس المنتدى المصرى للدرسات الاقتصادية و الاستراتيجية " انه عادة ما تكون هناك زيارات متبادلة بين الدول و لكن ليس العبرة بالزيارات و لكن العبرة بالنتائج ، ففى مجال الاقتصاد لابد ان يستفيد الجميع ، فالوفد الامريكى جاء الى مصر ، لا من اجل التعاون الاقتصادى فقط بل جاء لدراسة النظام المصرى الجديد الذى يحكم الان ، خاصة و أن النظام القديم كان موالى للولايات المتحدة تماما ، و لكن من حيث المبدأ فمصر ترحب بالاستثمارات من اى جانب ، سواء كانت من دول شرقية او غربية ، طالما انه يحفظ كرامة المصريين و لا يجور على حريتهم و مبادئهم و قيمهم ، و انها ترحب دائما بانشاء اى مشروعات جديدة تعمل على خفض نسب البطالة بين الشباب ، و بالتالى يتم دفع ضرائب للدولة تساعد فى سد عجز الموازنة ، و ايضا تزيد الانتاجية فتنخفض الاسعار ،و ايضا عندما يتوفر انتاج هذه المشروعات داخليا سيتم التصدير للخارج و من ثم تدخل لمصر العملة الصعبة التى تساهم فى رفع الاحتياطى النقدى الاجنبى الذى انخفض كثيرا بعد احداث ثورة يناير من 36 مليار الى 16 مليار فقط .
و اضاف عبده : أن الاستثمارات الخارجية بالداخل تعد استثمار بلا تكلفة بمعنى انه اذا ارأد شخص بعمل مشروع اما ان يذهب الى البنك للاقتراض و دفع فؤاد للبنك، او يتم طرح سندات للمجتمع وهذا يعد اقتراض من المجتمع و يتم ايضا دفع الفوائد ، او أن يتم طرح أسهم فى البورصة و ادخال شركاء أخرين فى المشروع يؤثروا على سياسات صاحب المشروع ، اما الاستثمار الاجنبى الخارجى يضخ عملة صعبة اضافية فى المجتمع مما يخلق نشاط و رواج فى المجتمع .
و أكد عبده : أن الاستثمار الاجنبى لا يجلب الاموال للداخل فقط انما ايضا يجلب الخبرة ، و احدث التقنيات الموجودة فى دول العالم المختلف ، و لكن لابد أن يعلم المستثمر الاجنبى أننا لن نسمح بعمل مشاريع استهلاكية ، انما لابد أن يقوم بعمل مجموعة من المشاريع الاقتصادية الانتاجية الصناعية التى تدر على المجتمع ما يسمى بالقيمة المضافة .
و أشار عبده : الى ان زيارة الوفد الامريكى قد جاءت أيضا لتعلم ما هى الضمانات التى ستمنحها الادارة الجديدة لمصر خاصة بعد زيارة " مرسى الى الصين ثم ايران ، وايضا لتبين الولاياتالمتحدة للعالم بان لها دور فى الشرق الاوسط و خاصة فى دول الربيع العربى و بالتحديد مصر لانها اهم دول المنطقة ، و ايضا للوقوف على مدى السيطرة على الانفلات الامنى و و الذى يعد الطارد الاكبر للاستثمار و ايضا مدى السيطرة على الاضرابات و المطالب الفئوية للعمال خاصة و اأن بعض العمال فهموا معنى الثورة خطأ بأن الدولة ستقوم يتاميم المصانع و المشاريع ، مما يجعل المستثمر يأخذ جميع احتياطاته قبل أن يستثمر فى مصر.
و من جانبه اكد " عبد الرحمن لبيب " الخبير الاقتصادى و المحلل المالى بالبورصة " أن زيارة الوفد التجارى الامريكى لمصر و مجموعة من العوامل الاقتصادية الأخرى مثل زيارة الرئيس مرسى للصين والاستثمارات التى بدأت تتدفق من دول الخليج على مصر بمليارات الدولارات ، و ايضا تدفق الاموال المتوقع انها تأتى بعد زيارة الرئيس لأوروبا و امريكا فى الفترة المقبلة ،فكل هذه الخطوات المتفائلة انعكست على البورصة فى الفترة الحالية بارتفاع مؤشراتها .
و أضاف لبيب : ان التعاون الدولى الملموس الذى قام به الرئيس مرسى فى الفترة الماضية بزيارته للصين ثم ايران اعطى رساله لدول العالم اننى لن اعادى احد و سأتعاون مع الجميع سواء المعسكر الشرقى أو المعسكر الغربى ، و أيضا من العوامل التى ساعدت على ارتفاع مؤشرات البورصة قرار الادارة الامريكية باسقاط مليار دولار من ديون مصر و التى اوشكت على ارساله للكونجرس للتصويت عليه .
هل ستسطيع الحكومة المصرية الإستفادة من هذه الزيارة في دعم الإستثمارات في مصر ؟! هل ستتم الإتفاقات في صالح مصر أم ستخدم أمريكا ؟ الشعب المصري يضع آمالا كبيرة بعد الثورة أن تتغير مصر وأن تتحول إلى دولة عالمية خاصة وان لدينا جيع الإمكانات فهل ستستغل الحكومة هذا الحماس الشعبي ؟!