وزيرة الهجرة: صندوق "حماية وتأمين المصريين بالخارج" يوفر مظلة الحماية الاجتماعية والتأمينية    أول تعليق من الأب دوماديوس الراهب بعد قرار الكنيسة بإيقافه عن العمل    «قوة الأوطان» موضوع خطبة الجمعة المقبلة    نادي جامعة حلوان يطلق مبادرة «المخترع الصغير» لصقل مواهب الأطفال    مصادر: حلف اليمين للحكومة الجديدة الأحد المقبل    مصر للطيران تسير السبت 19 رحلة جوية.. وأولى رحلات عودة الحجاج من المدينة المنورة    استقرار أسعار عملات دول البريكس في البنوك المصرية    «الداخلية» تواصل المرحلة 26 من مبادرة «كلنا واحد» لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة (فيديو)    ارتفاع أسعار الذهب في منتصف تعاملات الجمعة 21 يونيو    المالية: نعمل على ميكنة مقاصة مستحقات المستثمرين ومديونياتهم لدى الحكومة    محافظ أسوان يقدم واجب التعزية لأسر حجاج بيت الله من أبناء المحافظة    قوة إسرائيلية خاصة تحاصر قلقيلية شمال الضفة الغربية    دي بروين يوجه رسالة إلى الشعب البلجيكي قبل مواجهة رومانيا فى يورو 2024    هآرتس: الجيش الإسرائيلى يستعد لإنهاء القتال فى غزة    الصحة العالمية: ارتفاع الحرارة في غزة قد يفاقم الأزمة الصحية    "ملعب كارثي".. هجوم عنيف من مدرب وحارس الأرجنتين بعد الفوز على كندا    وزير الرياضة يطالب الزمالك بخوض القمة والأبيض يرد    التشكيل الرسمي لمباراة أوكرانيا وسلوفاكيا في يورو 2024    الكاف يحسم موعد مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك    هل حصل أحمد شوبير على هدايا من تركي آل الشيخ؟.. حارس الأهلي السابق يوضح    لتعويض كروس.. موندو ديبورتيفو: ريال مدريد يدرس التعاقد مع أدريان رابيو    كتلة لهب وسحابة دخان.. حريق هائل يلتهم محول كهرباء في البحيرة- فيديو وصور    وزير التربية والتعليم يشدد على كافة اجراءات انتظام سير لجان الامتحانات    «الصحة»: تسليم كروت المتابعة الطبية ل39 ألفًا و713 حاجًا عقب عودتهم للأراضي المصرية    التضامن تطلق فعاليات النسخة الثانية لمبادرة "الأب القدوة"    أبرز تصريحات أحمد سعد في «سولد أوت».. تحدث عن أزمة الحلق وطلاقه من زوجته الرابعة    القاهرة الإخبارية: 21 شهيدا جراء الاستهداف المتواصل لمناطق متفرقة فى غزة فجر اليوم    بعد إتهامه بالسرقة.. شقيق شيرين عبد الوهاب يقاضي حسام حبيب    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع «منتدى علماء أفريقيا» قضايا تجديد الخطاب الديني والتراث    وزير الأوقاف: تعزيز قوة الأوطان من صميم مقاصد الأديان    محافظ بني سويف يؤدي خطبة الجمعة بمسجد عمر بن عبد العزيز    الكلب «طاهر أم نجس»؟.. مفتي الجمهورية يحسم الجدل (فيديو)    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى الصدر بالزقازيق    بالصور- افتتاح مسجد الرحمة الكبير في بني سويف بعد تطويره بتكلفة 470 ألف جنيه    هكذا يؤثر مرض السكري على أعضاء الجسم    كوريا الجنوبية تحث موسكو على وقف التعاون العسكري مع بيونج يانج    بدائل الثانوية العامة 2024.. شروط القبول بمدارس «القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي»    «الداخلية» تُحرر 169 مخالفة للمحال غير الملتزمة بترشيد استهلاك الكهرباء    بعد الإطاحة به من المنافسة.. خيبة أمل تصيب صناع الفن بعد تذيل أهل الكهف الإيرادات    أزهري يوضح أضلاع السعادة في الإسلام    اتصالات موسعة لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لقمة الأهلي والزمالك    أحمد مات دفاعا عن ماله.. لص يقتل شابا رميًا بالرصاص في قنا    مدير آثار الكرنك: عقيدة المصري القديم تشير إلى وجود 3 أشكال رئيسية للشمس    استشاري نفسي يقدم روشتة للتخلص من اكتئاب الإجازة    أمين الفتوى محذرا من ظلم المرأة في المواريث: إثم كبير    رغم تذيله الإيرادات.. المخرج عمرو عرفة: فخور بإخراج فيلم أهل الكهف    طريقة عمل ميني بيتزا، سهلة ومناسبة لإفطار خفيف    وزير الإسكان: جار إنشاء الطريق الإقليمى الشرقى حول مدينة أسوان وتوسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد    إسقاط التهم عن طلاب بجامعة كولومبيا اعتقلوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين    نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    توجيه سعودي عاجل بشأن رصد 40 حالة تسمم في جازان (تفاصيل)    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    عاجل - "قطار بسرعة الصاروخ".. مواعيد وأسعار قطارات تالجو اليوم    أسعار الأسماك اليوم 21 يونيو بسوق العبور    سول تستدعى سفير روسيا للاحتجاج على معاهدة بيونج يانج وموسكو    حلمي طولان يناشد الخطيب بطلب شخصي بخصوص مصطفى يونس.. تعرف على السبب    طقس اليوم شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 38    القس دوماديوس يرد على الكنيسة القبطية: "ذهابى للدير وسام على صدرى"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.نادية حلمي "الخبيرة في الشئون السياسية الصينية" في حوار عن زيارة الرئيس مرسي إلى الصين
نشر في المسائية يوم 31 - 08 - 2012


مصر ستحقق اقصى استفادة من زيارة مرسي للصين
اسرائيل قلقة من الزيارة بحجة سعينا للحصول على الاسلحة النووية
حوارها : محمد زيان
بعد زيارة الرئيس المصري محمد مرسي الى الصين كان لابد ان نقف على اهمية الزيارة الى هذا العالم المجهول لنا واللى لا نعرفه الا من خلال التليفونات المحمولة صينية الصنع ، بينما هو فى حقيقته مجهول لدينا لغة وعلما وفهما لسلوكيات البشر هناك ، فأكبر دولة فى الشرق يزورها رئيس مصري بما له من دلالات وعلامات استفهام طرح ناها على اهل العلم ليفتوننا فى أمرها .. سالنا الدكتورة نادية حلمي الخبيرة فى الشئون الصينية عن اهمية الزيارة وملف العلاقات المصرية الصينية والارتباط الذى لا ينفك بين الصين وروسيا والملف السوري ودور الزيارة فى انهاء هذه الحالة من الاقتتال الطائرة فى سوريا ئ، وأسئلة كثيرة دارت معها فى هذا الحوار ... فإلى التفاصيل :
سالناها ، ما أهمية زيارة الرئيس مرسي إلى الصين في هذا التوقيت بالذات ؟
أجابت . أبدأ تعليقي على زيارة الرئيس مرسي للصين بهذه الحكمة البليغة " دع الصين نائمه لانها لو قامت سوف يندم العالم " وهي حكمة نابليون بونابرت ، والتي ركز فيها وأوجز عن أهمية الصين للعالم، كونها الدولة الأولي عالمياً من حيث تعداد السكان، فضلاً عن كونها المارد الأصفر العملاق الصاعد بقوة على الصعيد الدولي.
ومن هنا تكتسب زيارة مرسي للصين أهمية قصوى باعتبارها أول زيارة له لدولة غير عربية وأفريقية في أقل من شهرين من توليه رئاسة الجمهورية، وهي الثالثة بعد زيارته للمملكة العربية السعودية وأثيوبيا. وتأتي أهمية هذه الزيارة من الناحية الاقتصادية في المقام الأول، وهذا يتضح من خلال هذا العدد الهائل من رجال الأعمال والمستثمرين المصاحبين للرئيس مرسي لفتح قنوات عمل واستثمارات مشتركة بين الجانبين المصري والصيني، كما أن هذه الزيارة تسهم في زيادة هامش الحركة لمصر سياسياً في المجال الدولي، ومحاولة إيجاد قوة مناوئة لقوة الولايات المتحدة ولقضايانا في المنطقة، مما قد يؤثر على توازن القوى في المنطقة.
كما أنها أول زيارة لأول رئيس إسلامي منتخب لمصر إلى الصين، وهذا في حد ذاته له دلالة عميقة عند الصينيين والعديد من دول العالم التي كانت ومازالت تنظر دوماً إلى صعود تيارات الإسلام السياسي بعين الشك والريبة، ولعل زيارة الرئيس مرسي للصين قبل عمل زيارة للولايات المتحدة يبرهن عن منحى جديد في السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير في التوجه شرقاً، لخدمة أهداف البلاد، بديلاً عن الخضوع للضغوط والاملاءات الخارجية.
ما أهمية الوفد المرافق للرئيس مرسي من رجال الأعمال، وما هي دلالات هذا الحشد، وهل لديك تعليقات معينة عليه؟
الرئيس مرسي اصطحب معه إلى الصين وفد كبير مكون من 7 وزراء مصريين، و80 رجل أعمال. وتعد هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها تشكيل وفد بهذا المستوى الواسع من التمثيل، حيث تألف وفد رجال الأعمال من الذين تجمعهم بالصين علاقات عمل قوية في مجالات البنية التحتية (الطاقة والمياه والنقل والطرق والمواصلات) والبناء والتعمير والسياحة والبتروكيماويات والصناعات الدوائية والغزل والنسيج. فضلاً عن مشاركتهم في أعمال المنتدى الاقتصادي الذي يعقد بحضور مائتي شركة صينية عملاقة، وذلك بالتنسيق مع المجلس الصيني للتسويق والتجارة الدولية وبدعم المكتب الاقتصادي والتجاري لسفارة جمهورية مصر العربية في الصين، والهيئة العامة للاستثمار. وسيشهد الملتقي الإعلان عن انطلاق منتدى الأعمال المصري الآسيوي، في توجه لتوسيع حجم التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين. كما أنه من المتوقع أن يسفر المنتدى عن عقد شراكات اقتصادية مصرية صينية في مجالات اللوجستيات والاتصالات والنقل والبنية التحتية، تسهم في ضخ استثمارات صينية في مصر ترتفع بحجم الاستثمار الصيني في مصر من 500 مليون دولار إلي ملياري دولار خلال الثلاث سنوات القادمة.
ما تعليقك على التشكيل والوفد المرافق للرئيس؟
في حقيقة الأمر، فملاحظاتي حول تشكيل هذا الوفد من رجال الأعمال، تتلخص في عدة نقاط لهم أبعاد سياسية في غاية العمق، يمكن إجمالهم كالآتي:
هل سيتألف وفد رجال الأعمال المصاحب للرئيس من أقليات دينية في مصر، بمعنى هل سيتكون من رجال أعمال أقباط، وربما من أقليات دينية أخرى. فهذا في حد ذاته له دلالة عميقة على العلاقة الجيدة بين الإسلاميين في مصر، والأقليات الدينية الموجودة في البلاد، وهذه النقطة محل اهتمام سياسي عالمي، ولا يجب إغفالها تماماً.
النقطة الثانية المتعلقة بتشكيل الوفد المرافق للرئيس من رجال أعمال منتمين للنظام السابق أي "فلول" بحسب التعبير الدارج، بمعنى هل سيتغافل الوفد المرافق للرئيس دور عدد من كبار رجال الأعمال المحسوبين على النظام السابق في مجال الاستثمارات والبيزنس ممن لم يتهموا في قضايا فساد أو رشاوى من قبل، وبمعنى آخر أكثر عمقاً، فإن هذا الأمر له أيضاً دلالة عميقة للغاية في نجاح ما يسمى بجهود "المصالحة الوطنية" في مصر، واعتبار الرئيس مرسي رئيساً لكل المصريين المعارضين قبل المؤيدين.
وأخيراً، دور هذا الوفد المرافق للرئيس في البحث عن مصالح البلاد وتعافيها اقتصادياً، بدون البحث عن عقد أو إبرام صفقات ثنائية خاصة تخص سلع أو أدوات ترفيهية أو استهلاكية، بمعنى أن الاستثمارات الحقيقية يجب أن تعود لخدمة السياسة الاقتصادية العليا في البلاد من مشروعات اقتصادية عملاقة توفر فرص عمل حقيقية للشباب، وأن ينأى رجال الأعمال المصاحبين للرئيس عن عقد صفقات خاصة بغض النظر عن المصالح العليا للوطن.
ما أهمية هذه الزيارة في عيون العالم، وكيف ينظر العالم لزيارة مرسي للصين؟
تباينت التحليلات والآراء الإقليمية والدولية حول الزيارة المُرتقبة التي سيقوم بها الرئيس محمد مرسي إلى الصين، والتي تعد خطوة مهمة وقفزة عملاقة من جانب مصر نحو الشرق، وهي الخطوة التي أهملها النظام السابق طويلاً حتى جعل مصر رهينة في قفص الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. لكن العديد من المحللين والخبراء في العالم حاولوا إيجاد الأسباب الحقيقية والخفية خلف هذه الزيارة، وتأثيرها على توازن القوى في المنطقة.
ويمكن معرفة أهمية هذه الزيارة من خلال النظر لعدة تصريحات إسرائيلية، وأمريكية، وصينية، حيث تصب التصريحات الإسرائيلية من الخوف من أن تؤدي مثل تلك الزيارة إلى سعي مصر للحصول على أسلحة نووية وصاروخية من الصين مما يهدد أمن إسرائيل، بينما يشير خبراء أمريكيون أن محاولة الرئيس مرسي لأن يعيد التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط بالتوجه نحو الشرق، وأخيراً، يأتي رأي الصحف الصينية في أن إنقاذ الاقتصاد المنهار هدف "مرسي" الرئيسي من زيارته للصين.
وماذا بعد أن تطرق الرئيس مرسي في زيارته للصين إلى الشأن السوري ؟ هل ستسفر عن حلول من وجهة نظرك ؟
كان متوقعا بالطبع أن يتطرق الرئيس مرسي إلى موضوع الشأن السوري والأزمة السورية، على اعتبار أن هذا الملف من الملفات التي تلقى اهتماماً شديداً للغاية من الرئيس مرسي، والذي تولى مهمة إقناع الصين وإيران بعد ذلك عند حضوره قمة "عدم الانحياز" في طهران فور انتهائه من زيارة الصين مباشرة، بالضغط على النظام السوري لوقف المجازر الحالية، ووقف نزيف الدم الذي يرتكبه بشار الأسد ضد شعبه الأعزل. وكان الرئيس محمد مرسي قد تقدم باقتراح باسم مصر في مؤتمر التضامن الإسلامي الذي عقد بمكة المكرمة في منتصف شهر أغسطس يقضي بتشكيل لجنة اتصال إسلامية تتكون من المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران إضافة إلى مصر، والتي ستتولى التدخل لتسوية الأزمة التي تعيشها سوريا ووقف سفك دماء الشعب السوري على يد نظام الرئيس بشار الأسد.
كيف يمكن أن تستفيد مصر من الصين، وفي أي المجالات؟
يمكن الاستفادة من الصين في عدة مجالات، نذكر منها للمثال لا للحصر العديد من الأمثلة كالآتي:
-1 فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي: عملت الصين على استخدام الاستثمار الأجنبي كمبدأ استراتيجي، وذلك من خلال: توقيع قروض مختلفة بين الصين والحكومات الأجنبية والمؤسسات المالية الدولية، واجتذاب استثمارات أجنبية مباشرة من خلال إقامة مؤسسات استثمارية مشتركة ومؤسسات تعاون إداري ومؤسسات استثمار شخصي للتجار الأجانب.
-2 التسهيلات التي قدمتها الصين للمستثمرين: إن تجربة الانفتاح على العالم الخارجي في الصين هي تجربة مثيرة تستحق الدراسة والإعجاب ويمكن لنا في مصر أن نستفيد من هذه التجربة الغنية حيث تتزايد الاستثمارات الأجنبية بمعدلات سريعة وفائقة، والسر في ذلك هو أن الحكومة وصلت إلى مستوى عالي جداً من المرونة في التيسير على المستثمرين الأجانب إلى حد يصعب معه على هؤلاء المستثمرين إذا ما اقتربوا من التجربة الصينية أن يقاوموا إغراء الاستثمار والتسهيلات هناك. وبشكل عام وضعت مبادئ وسياسات أساسية لدعم وجذب وتشجيع واستخدام الاستثمار الأجنبي أهمها: كسب العون الأجنبي والتسهيلات للمستثمرين الأجانب، المثابرة في الاعتماد على الذات كعامل رئيسي، والمثابرة على مبدأ المنفعة المتبادلة وضمان حقوق ومصالح الطرفين الصيني والأجنبي، فضلاً عن إعطاء معاملة تفضيلية ممتازة للأجانب الذين يشتركون في مشروعات مشتركة لاسيما في ضرائب الدخل.
-3 التوجه الجغرافي: إقامة الصين ما يسمى "مناطق اقتصادية خاصة" ومدن مفتوحة وإتاحة هذه المناطق لإقامة صلات مع السوق العالمية وقد تميزت هذه المناطق بقدر كبير من الاستقلال الإداري في مجالات الاستثمار والتسعير وسياسات العمالة وإدارة الأراضي وتقديم الحوافز والتسهيلات والإعفاءات للمستثمرين.
4- التركيز على مفهوم "المدينة العالمية": وهي المدينة التي يتوفر فيها قاعدة صناعية وقطاعات مالية وتجارية وخدمية متقدمة والتركيز على العمالة الكثيفة والتكيف مع آليات السوق الأمر الذي حول مدينة "شنغهاي" إلى مركز الصين الاقتصادي والتجاري والتقني، ورفع المستوى التقني للاقتصاد الصيني حيث أعطت إستراتيجية "شنغهاي" الأولوية لتطوير التقنية المتقدمة لاسيما في مجال الدوائر الالكترونية المتكاملة وأجهزة الكومبيوتر وصناعة أجهزة الاتصالات، وتم من خلالها تحويل المدينة إلى اكبر مركز مالي في المنطقة الآسيوية حيث تضم المدينة أهم أسواق الصين المالية مثل سوق الأسهم والسندات والسلع والعملات.
-5 الاستفادة من تجربة إصلاح نظام التعليم في الصين: إن من أهم منجزات الثورة التعليمية والتي بدأت الصين بها بعد عام 1985 هو إحكام الدولة قبضتها على المؤسسات التعليمية والإشراف عليها من بعد تاركة لها حق الإدارة الذاتية لتسعى المؤسسات التعليمية إلى الحصول على الدعم المالي المطلوب من المجتمع نفسه، وبذلك أصبح على الجامعات أن تتخذ القرارات التي تراها ملائمة لظروفها بما تحقق لها أهدافها، لذا ارتأت كثير من الجامعات إن أفضل طريقة لإحداث الإصلاح والتطوير المطلوب هو التوسع في خدماتها لتخدم أكثر من مجال وبذلك ستنعم بالدعم المالي من الحكومة المركزية والمحلية وتصبح مؤسسات تعليمية ذات إدارة مشتركة وهي بذلك ستلعب دوراً ايجابيا في دعم الاقتصاد والتنمية المحلية. كما انتهجت مؤسسات تعليمية أخرى سبيلاً آخر لإصلاح نظامها التعليمي، فرأت إن أفضل سبيل هو الاندماج مع الشركات والتنظيمات الاجتماعية وبذلك أوجدت لنفسها دعماً مالياً من مصدر جديد، والمنهج الآخر الذي سلكته بعض الجامعات هو الاندماج مع جامعات أخرى بهدف الاستفادة المشتركة من إمكاناتهما العلمية والمالية ولتخفيض حجم تكاليف العملية التعليمية فهما تشاركان بعضهما في الاستفادة من التدريس والمعامل والمكتبات والأبنية وغيرها.
-6 الاستفادة من تجربة الاستثمار في العنصر السكاني: بمعنى، كيف استطاعت الصين أن تحول الزيادة السكانية عندها من عبء إلى طاقة إنتاجية كبرى غزت من خلالها العالم، وسمحت لأبنائها بالرحيل والعمل والدراسة في أماكن شتى في العالم، مما وثق في النهاية من علاقات الصين مع العالم الخارجي من خلال ما يعرف ب "الاستثمار في العنصر السكاني" وتوليد طاقاته وإبداعاته، مما أدى في النهاية إلى غزوهم للعالم، فضلاً، عن الاستفادة منهم داخلياً من خلال تشجيعهم على العمل والإنتاج والانتقال ببلادهم إلى مصاف القوى الكبرى اقتصادياً.
ما الفائدة المتوقعة من زيارة الرئيس مرسي والوفد المرافق له إلى الصين؟
في الأساس فإن أهمية الزيارة سيكون لها مدلول وأبعاد اقتصادية في المقام الأول، فالاستثمارات الصينية في مصر متنوعة ومتعددة، نظراً لإمكانيات الصين وقدراتها الفنية للاستثمار في الخارج والاستفادة من مظلة الدعم الحكومي والسياسي والمالي، كتوجيه الشركات الصينية للاستثمار في الخارج، بغرض استهداف أسواق جديدة خاصة في مصر.
وفي هذا الإطار، فإن مصر يجب أن تهتم بمقاطعات جنوبي الصين على وجه الخصوص، ودعوة عدد من الشركات والمستثمرين في هذه المقاطعات الجنوبية الصينية للالتقاء بالوفد المصري أثناء وجوده في الصين، نظراً لكونها المحرك الرئيسي ل 65% من الاقتصاد الصيني وتصدر أكثر من 40% من صادرات الصين إلى مختلف دول العالم، كما تمتلك القدرة الفنية والتكنولوجية للوصول إلى الأسواق الخارجية.
وأخيراً، ما هي الرسالة التي تبعثينها للرئيس مرسي خلال زيارته للصين، بصفتك خبيرة في الشأن السياسي الصيني؟
في حقيقة الأمر، فلقد بعثت بالفعل برسالة للرئيس مرسي مفادها ضرورة الاهتمام بموضوع "الدبلوماسية الشعبية" في المقام، كنهج ثابت في التعامل مع الدول الصديقة لمصر، ويمكن تفعيل ذلك من خلال توجيه دعوة رسمية إلى فريق الأوبرا الصيني، وبالمناسبة فإن عروض الأوبرا الصينية من الصعب أن تعرض فقراتها خارج الصين، ولهذه الفرقة تأثير كبير في المجتمع والشارع الصيني، ولها حضور قوي ومؤثر في الشارع الصيني من خلال تتبع أخبارها الثرية، وبالتالي، فموافقة فرقة الأوبرا الصينية على المجيء إلى مصر، وعرض فقراتها على مسرح الأوبرا المصرية، سيعد إضافة بلا شك لما يمكن أن نطلق عليه "الدبلوماسية الشعبية"، وسنعمل على عمل استقبال شعبي حافل لفريق الأوبرا الصينية بدءاً من وصولهم المطار حتى محل إقامتهم واستقبالهم. وهذا بالطبع سيبرهن على عمق الدبلوماسية الشعبية بين الشعبين، خاصة مع الاستقبال الحافل لأعضاء الفرقة الصينية، والذي ستغطيه وسائل الإعلام على نطاق عالمي واسع النطاق. مع ملاحظة لم أكن أريد أن أوردها تماماً، ولكنها بلا شك تلح على الذهن باستمرار بشأن: مقارنة استقبال "هيلاري كلينتون" شعبياً، وما سيكون الوضع عليه من استقبال فرقة الأوبرا الصينية شعبياً أيضاً.
كما طلبت من سيادته ضرورة تفعيل الدور المصري والعربي داخل الجامعات الصينية، بالمقارنة بالدورين الإسرائيلي والإيراني وعرض ملفات بلادهما داخل أروقة الجامعات ومراكز الأبحاث الصينية، وأخيراً، طلبت منه إرسال رسائل تطمينية للصينيين بخصوص صعود تيارات الإسلام السياسي في مصر بعد ثورة 25 يناير، وأرسلت له مبادرتي التي قمت بالفعل بدراستها مع الصينيين ونلت الموافقة عليها من خلال إصدار "التقرير الاستراتيجي الصيني" تحت إشراف مصري- صيني الذي سيتم من خلاله توجيه الإسلاميين وكافة القوى الموجودة على الساحة السياسية المصرية، للكتابة إلى الصينيين، والعكس تحت عنوان كبير مرتبط ب "ماذا يريد كل منا من الآخر؟".
ما الحكمة التي تودين توجيهها للشعب المصري من خلال تجربتك للحياة والمعيشة في الصين؟
أقول لشعب مصر العظيم، ألا يحق لنا أن نعتبر تجربة الشعب الصيني الموحد ذو ال 1500 مليون نسمة والذي يتكون من 56 قومية، رائدة وتستحق الدراسة والتأمل لغرض الاستفادة منها في تطوير بلداننا، التي لا زال الإنتاج فيها يسير كسير السلحفاة بل يتراجع أحياناً، وبات من الضروري توثيق العلاقات بكافة المجالات مع هذا الشعب الذي يتميز بالجد والإخلاص في العمل والبساطة والتواضع، فعلى الرغم من التطور الهائل الذي أحدثوه وأصبحوا يعيشون في دولة عظمى، ولكنهم يؤكدون عند النقاش معهم "نحن لا زلنا دولة نامية" فرحم الله شعوبنا ودولنا التي لا زال الكثير منها نائماً ولكن نومهم أصبح طويلاً وعميقاً ويختلف عن نوم الصينيين الذي حذر منه نابليون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.