هذه دمشق وهذه الكأس والراح .. انى احب وبعض الحب ذباح
انا الدمشقى لو شرحتموا جسدى .. لسال منه عناقيد وتفاح
ولو فتحتم شرايينى بمديتكم .. سمعتموا فى دمى اصوات من راحو
بتلك الكلمات وصف الشاعر الكبير نزار قبانى سوريا تلك الدولة العربية الشقيقة التى لا تبعد عنا سوى بضع كيلو مترات تفصلنا عنها ولانها الان تستقبل عهدا جديد بعد بشار الذى على وشك السقوط فالطريق اليه ملئ بالدماء.
وتعتبر سوريا من اقدم الدول فى العالم وتاريخها يمتد لالاف السنين فقد قامت على ارضها الحضارات الاشورية السومرية والفينيقية مما جعلها دولة ذات اصول ممتذة فى جذور تاريخ كما ان له تاريخا كبيرا فى الدولة الاسلامية باعتبارها مهد الامويين وفيها قامت خلافتهم التى استمرت مائة عام ازدهرت خلالها دمشق وذخرت بالعديد من المبانى الى الان كالمسجد الاموى وقبر عاتكة وما الى ذلك من ثروات.
وتعتبر سوريا حلقة وصل بين اسيا وافريقيا واوروبا من ناحية بلاد الشام ويعيش على ارضها 23 مليون سورى.
لم تختلف سوريا عن كثير من البلاد العربية من حيث سياسات الحكم فهو يحمها حزب البعث ذوى الاتجاهات القومية العروبية نظامها الاقتصادى هو الاشتراكى وان كانت بدات فى الاتجاه الى السوق الحر فى السنوات الاخيرة تسير بنظرية الحزب الواحد والفرد الواحد نظامها الرئاسى هو النظام المتخلط عضوا فى الجامعة العربية ودولة ذات سيادة.
تعرضت سوريا مثل ما تعرضت له اغلب الدول العربية فهى قد وقعت تحت احتلال القوات الفرنسية وقامت بثورة من اجل استردادها وتعرضت لانقلابات عسكرية وتم التحالف بينها وبين مصر فى فترة المد العروبى فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر وتوحدت تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة وتم الانفصال اثر انقلاب عسكرى 1961.
اشتركت سوريا مع مصر فى حرب اكتور واستطاعت ان تسترد فى حربها القنيطرة عاصمة الجولان وبقيت الجولان إلى الآن محتلة.
وتعتبر سوريا من الدول القليلة فى العالم العربى التى لم توقع اى اتفاقية سلام مع اسرائيل اضافة الى علاقتها القوية مع ايران والصين والاتحاد السوفيتى اى مع المعسكر الاشتراكى فى العالم فى عام 1970 انتخب الرئيس حافظ الاسد وزير الدفاع وقتها لرئاسة الجمهورية عن طريق استفتاء وبقى فى الحكم لمدة ثلاثون عاما متوفيا عام 2000 .
لم تخلو سوريا من ملف التوريث وان كانت هى الدولة الجمهورية الوحيدة فى العالم العربى التى حدث فيها توريث عندما تولى بشار الاسد الذى عدل له الدستور خصيصا ليستطيع ان يحكم سوريا وتولاها فى عام 2000 الى ان قامت الثورة السورية فى العالم العربى.
كانت سوريا من الدول التى لحقت بالربيع العربى بعد تونس ومصر وليبيا معترضة على الاوضاع فى سوريا وكان يوم 15 مارس 2011 هو يوم الغضب مقتديا بذلك بايام الغضب فى الدول العربية الكافة.
وشهدت سوريا العديد من الاحداث خلال تلك المدة من مارس 2011 إلى الآن وهو ما سنتعرض له الحلقة القادمة.