يتصرف الكثير من الناس أثناء إمضاء أجازاتهم السنوية بشكل مشابه لتواجدهم في أماكن عملهم فبدلا من التمتع بالاسترخاء والاستجمام الجسدي والنفسي يستمرون في التفكير بالعمل ومتابعة التطورات والإشكالات التي فيه مبررين ذلك بالقول أنهم يريدون أن يكونوا في صورة الأوضاع كي لا يصابوا بالدهشة بعد عودتهم من أجازاتهم مع أن ذلك يجعل الفائدة من الإجازة السنوية تضيق بشكل كبير.
تؤكد المتخصصة التشيكية بالمصادر البشرية شاركا فريتشوفا أن الشيء الأسوأ الذي يرتكبه البعض هو قيامهم بالرد على كل مكالمة هاتفية تأتيهم أو على كل رسالة تأتيهم بالبريد الالكتروني عندما يذهبون لإمضاء أجازاتهم وعدم قيامهم بإغلاق هواتف الخدمة التي لديهم مشيرة إلى أن عدم التخلي عن هموم العمل خلال الإجازة لا يمثل إثما فقط وإنما يتناقض قواعد التفكير العقلاني السليم . وتضيف قد يشعر بعض الناس بأنهم متجانسين بقوة مع ثقافة الشركات التي يعلمون بها والتي تتطلب منهم أداءً كاملا أي بنسبة مئة بالمئة غير أن هؤلاء ينسون بأنهم خلال عليهم التمتع بالراحة وتجديد الطاقة أما في حال تجاهلهم لهذه الحقيقة فإنهم يأخذون الطاقة من المصادر الاحتياطية للجسم وبالتالي فإنهم سيصابون بعد عودتهم من الإجازة بالتعب والتوتر .
انسوا الرسائل الالكترونية
تشير المتخصصة إلى انه في حال قرر الإنسان أن يصطحب معه الهاتف الذكي إلى المكان الذي يمضي فيه إجازته ولاسيما خارج البلاد بهدف الاستعمال الشخصي فقط وليس لأغراض العمل فيتوجب عليه أن يستعمله بطريقة عقلانية وان ينزل فيه فقط البرامج التي يمكن أن تكون له مفيدة ولذلك فان ضياعه مثلا عند مفترق للطرق في مدينة غريبة فانه يمكن أن يستعين بخدمة ج ب اس للاستدلال على الطريق وتنصح المتخصصة بعدم القيام بالرد على الرسائل التي تصل بالبريد الالكتروني وتتعلق بقضايا العمل وان كان الإنسان يشعر بالإغراء لفعل ذلك موصية قبل التوجه إلى الإجازة بتشغيل الخدمة التي ترد على أصحاب الرسائل بالقول أن صاحب البريد المرسلة إليه الرسائل موجود خارج المكتب وانه يمكن مراجعة شخص أخر محدد في حال الضرورة بدلا عنه .
نقل الواجبات للآخرين دليل على حسن التنظيم
تنبه المتخصصة التشيكية بالمصادر البشرية إلى أن قيام الموظفين بالعمل أثناء أجازاتهم يشير إلى وجود نقاط ضعف محددة في تنظيم العمل بالشركة أو المؤسسة ولاسيما في موضوع توزيع الواجبات ونقلها إلى الآخرين وتضيف يتوجب على الشخص قبل توجهه إلى الإجازة الاتفاق مع المسؤول عنه في الشركة ومع زملاء له فيها على من سيقوم بالنيابة عنه أثناء غيابه وان يتجنب هذا الشخص الأفكار حول عدم مقدرة الآخرين على إنجاز ما يقوم به وبالتالي استمراره في حالة توتر بسبب ذلك .
الإجازة المخطط لها تعتبر أساسا
تشدد السيدة فريتشوفا على أن الأساس في موضوع الإجازة يكمن في التخطيط والإعداد لها بشكل جيد مع العائلة وفي العمل حتى يتم تامين الاستمرارية في العمل بالشكل المطلوب وبالتالي عدم التفكير به وفي نفس الوقت التمتع بالإجازة مع العائلة بالشكل الذي ينساب أوقات أفرادها واهتماماتهم. وتؤكد أن الإجازة السنوية هي بالغة الأهمية بالنسبة للإنسان كونها تمثل تغييرا ايجابيا في حياته تجعله في حال إمضائها بالشكل المطلوب يشحن قوته وعزيمته لفترة لاحقة وتجعل جسمه أكثر رشاقة وتأهلا لإنجاز المهام الجديدة إضافة إلى أنها تقوي العلاقة مع الزوجة والأطفال كون وقت الإجازة مخصص عمليا للعائلة وللاستراحة وبالتالي فان أصحاب العمل الذين يحرصون على أعمال شركاتهم ومؤسساتهم يتوجب عليهم أن يهتموا بشكل كبير بكيفية إمضاء الموظفين لديهم أجازاتهم بشكل مريح تجعلهم يعودون إلى أعمالهم وهم أكثر عافية جسديا ونفسيا وأكثر قوة واستعدادا الأمر الذي ينعكس بشكل أفضل على أداء الشركة.