نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه ان سيناء كانت منذ فترة طويلة منطقة ذات اهمية. ويسكن القبائل البدوية ، الذين على مدى عقود تم تهميشهم، شبه الجزيرة الصحراوية الشاسعة المهملة و الفقيرة. لكن في الأشهر ال 18 منذ قيام الثورة المصرية التي اجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي ، أصبحت سيناء أكثر فوضوية وعنف. وأصيبت إسرائيل بانزعاج شديد بسبب الوضع الأمني المتدهور على امتداد حدودها الجنوبية. وفقا لتقرير، سيناء: جبهة جديدة، اعده المحلل الاسرائيلي ايهود ياري بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي صدر في وقت سابق من هذا العام. شبه الجزيرة هي "نقطة ساخنة جديدة ذات بنية تحتية ارهابية التوسع، هناك حاجة لاتخاذ تدابير لمنع الانهيار الكامل للأمن في وحول شبه الجزيرة [و] تجنب ارتفاع لدويلة البدو المسلحين". وقد حثت اسرائيل الحكومة المصرية لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المتشددين والمهربين من البدو، والتمست الدعم من الولاياتالمتحدة في جهودها. خلال زيارة الى القاهرة الشهر الماضي، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن سيناء يمكن أن تصبح "قاعدة عمل" للمجاهدين اذا لم يتم تشديد الإجراءات الأمنية.
لقد عانت المنطقة من نقص مزمن في الاستثمار في التعليم والصحة والنقل. سكانها هم من بين الأكثر فقرا في مصر. يضاف إلى هذا المزيج من الفقر والإقصاء والولاءات القبلية , هناك عددا كبيرا من الفلسطينيين في شمال شبه الجزيرة، لهم صلات عائلية وسياسية واقتصادية بقطاع غزة. في الجنوب، الاستثمار الهائل منذ التسعينيات في منتجعات صيد الاسماك سابقا الراقية في القرية البدوية في شرم الشيخ، ووضع برنامج لإنشاء "ريفييرا البحر الأحمر" على طول الساحل، اثار نفور مزيد من البدو. و عادة ما يتم استبعادهم من العمل في المنتجعات الراقية، ويترتب على ذلك الاستياء الذي ساهم في موجة من عمليات خطف السياح والسطو المسلح في العام الماضي. في الشمال، هناك مزيد من العنف بشكل ملحوظ. وقد تم تفجير خط أنابيب إمداد الغاز إلى إسرائيل أكثر من اثنتي عشرة مرة، مما يؤدي الي تعطيل تدفق ملايين من الدولارات. تتاجر العصابات المسلحة بأعداد هائلة من الناس الذين يفرون من الاضطهاد والحروب أو الفقر في أجزاء أخرى من أفريقيا، و يفرضون الالاف من الدولارات للمرور عبر سيناء إلى إسرائيل. و يعد تهريب المخدرات والأسلحة أيضا من الصناعات الرئيسية.
و هناك زيادة في الحركات الاسلامية المتشددة. وتقول اسرائيل انها تكشف عن وجود مسلحين و جماعات " الجهاد العالمي" ، المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال جنرال دان هاريل، نائب سابق لرئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا الاسبوع"هناك مشكلة مع القبائل البدوية و هي الانجراف نحو فكر إسلامي أصولي، وجعل أنفسهم جزءا من حركة الجهاد الإسلامي، وأقصد بها الشبكة الفضفاضة من المنظمات الارهابية الصغيرة في محاولة لمحاربة النظام الحالي"،
لا يمكن لإسرائيل ان تخاطر بتهديد معاهدة السلام مع مصر منذ 33 عاما من خلال اتخاذ الإجراءات نفسها. وفقا لأحكام المعاهدة، سيناء هي منطقة منزوعة السلاح. ولكن الهجوم العسكري بين عشية وضحاها من قبل الجيش المصري ربما يكون الخطوة الأولى في جهود القاهرة لاستعادة السيطرة وفرض النظام.