واصل الكاتب محمد حسنين هيكل كشفه عن اسرار النظام السابق في كتابه "مبارك وزمانه ..من المنصة الي الميدان " التي تنشرها جريدة الشروق حيث كشف هيكل في الحلقة السادسة من كتابه أن الرئيس الفرنسى الأسبق كان يعرف مبارك، عن طريق رجال المخابرات الفرنسية، الذين تباعوا تحركات الرئيس السابق، وقت أن كان نائبا للرئيس الراحل أنور السادات.
وحكى هيكل أنه تحدث ذات يوم مع "دى ميرانش" مدير المخابرات الفرنسية فى الثمانينات، وسأله عن مبارك، فكان رد "ميرانش" سريعًا بأنه يعرف مبارك عن قرب، ووقتها قال ل"هيكل": "أتذكر مبارك وأتباعه منذ أن ظهرت صورته أمام الفرنسيين لأول مرة فى أجواء صفقة طائرت الميراج التى عقدتها ليبيا مع فرنسا عام 1971، وكانت صفقة كبيرة حجمها 106 طائرات".
وحين حاول "ميرانش" تفسير كواليس الصفقة ل"هيكل" قال له: "كنا نعرف أن ليبيا تعقد هذه الصفقة لصالح مصر، لمساعدتها فى حرب أكتوبر عام 1973، ولذلك رحنا نراقب باهتمام، وفى الواقع رصدنا وفد المفاوضات الذى بدأ التفاوض فى الصفقة مع شركة طومسون، وكانوا جميعا ضباطا من سلاح الطيران المصرى، أعطوهم جوازات سفر ليبية، لإقناعهم بأنهم ليبيون، لكننا عرفنا حقيقة أمرهم، ولذلك لم يعد الآن سرًا".
أضاف "ميرانش" فى محض تفسيره لكواليس صفقة الطائرات، وفقًا لما ذكره هيكل فى كتابه: "فى هذا الوقت لمحت مبارك، لأول مرة، فقد حدث خلافًا بين بعض الذين شاركوا فى مفاوضات عقد الصفقة، وكانوا قد تركوا سلاح الطيران المصرى، وكونوا شركة بينهم، ثم اختلفوا واشتد خلافهم، وظهر مبارك يصالحهم مع بعضهم، بالحرص على علاقاتهم معًا، وهم في الأصل من ضباطه، وكان علينا أن نرصد كل شئ لأن الصفقة كلها أحاطت بها ظروف غير عادية".
وبالمصادفة، كان هيكل فى رحلة سفر إلى فرنسا، فى شهر سبتمبر عام 2008، والتقى عبد السلام جلود، الذى كان رئيسًا لوزراء ليبيا بعد سبتمبر عام 1969، كما كان جلود فى زمانه، هو الرجل الثانى فى قيادة الثورة الليبية بعد العقيد معمر القذافى وذكر "جلود" خلال هذا اللقاء أن قيمة صفقة قيمة الميراج مع فرنسا كانت 4 مليارات دولار.
وحصل هيكل من "دى ميرانش" على معلومات تفيد أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل –وقت حكم السادات لمصر- كوّنوا مجموعة حملت عنوان "سفارى" أى (السفر فى الغابات) وكان نشاط هذه المجموعة الأصلى فى إفريقيا، وأن الملك "الحسن" فى المغرب، والملك "فيصل" فى السعودية، والشاه محمد رضا بهلوى فى إيران، وأنور السادات فى مصر، توفرت لديهم الجسارة لكى يتعاونوا مع فرنسا فى هذه المهمة، حيث كان يربط الدول الخمس "المغرب والسعودية وإيران ومصر وفرنسا" معاهدة مغلقة، وكان مبارك أحد الأشخاص الذين شاركوا فى هذه المعاهدة التى تم تسميتها بكلمة "كود" ولا يستطيع أحد تحديد معنى هذا الكود إلا إذا كان "طرفًا فى اللعبة"، وكان مبارك أحد المشاركين فيها.