أكد سفير مصر لدى الكويت السفير عبد الكريم سليمان أن ثورة 25 يناير غيرت وجه مصر ونفضت عنها الاستكانة والخمول ، وبعثت فيها الحياة بعد الجمود ، وحولتها الى دولة فتية فى كامل عنفوانها ، متألقة وبهية.
وقال إن ثورة 25 يناير فاجأت العالم بمفردات جديدة فى قاموس الثورات الشعبية ، كان لها وقع الصدمة جعلته يقف مذهولا فى إجلال لتلك الملحمة المتفردة فى طبيعتها وأسلوبها وسمات مفجريها ، بعد أن خرج بناة الاهرام بكافة طوائفهم ومشاربهم وانتماءاتهم ، من جميع التيارات السياسية ، الكل اجتمع على قلب رجل واحد ، قلب ينبض بالامل فى غد افضل ومستقبل اكثر اشراقا ، واعادت الثورة اكتشاف المعدن الاصيل للشعب المصرى ، وخاصة الشباب ، الذى خرج ليطالب بما يستحقه من " حرية ، كرامة ، عدالة اجتماعية " ، ورفض الظلم فى شتى صوره سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وكانت الهتافات سلمية سلمية تعبر عن مكنون هذه الثورة البيضاء.
وشدد - خلال الاحتفال الكبير الذى اقامته السفارة المصرية في الكويت ليلة أمس بمناسبة الذكرى الاول لثورة 25 يناير ، بحضور جمع غفير من أبناء الجالية المصرية ، وشخصيات كويتية من الادباء والمفكرين والاعلاميين ودبلوماسيين عرب وأجانب إلى جانب أعضاء السفارة والقنصلية والمكاتب الفنية التابعة للسفار المصرية بالكويت - على أن هتاف الجماهير " عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية " كانت مطالب الثوار الذين ضحوا بدمائهم الذكية من أجل القضاء على الفساد وسيادة حقوق المواطنة ودولة القانون والمساواة والعدالة بين أبناء الوطن الواحد ، وهى ما أطلقت شرارة البدء لمسيرة التغيير فى مصر.
ودعا السفير سليمان الحضور إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا فى ميدان التحرير وجميع ميادين مصر ، ووجه تحية الى الشهداء من خيرة وزهرة الشباب الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم فى سبيل نهضة بلدنا ، مشيرا الى أن مصر عاشت حراكا غير مسبوق بفضل ثورتها ، وكان عاما تاريخيا وفارقا فى حياة المصريين ، شهد تشكيل اول برلمان منتخب للبلاد ، برلمان الثورة ، الذى سيقوم بصياغة دستور جديد لمصر يكفل للجميع حقوق المواطنة والمشاركة بشكل فاعل فى بناء مصر الجديدة ، ولاول مرة يشارك المصريون بالخارج فى هذه الانتخابات ، وهو ما اتاح الفرصة لجميع السفارات والبعثات الدبلوماسية للالتحام مع الجاليات بالخارج بشكل غير مسبوف ، وبصورة عززت مفاهيم المشاركة والانتماء والمواطنة والتواصل بين كافة طوائف الشعب من جديد.
وقال سفير مصر لدى الكويت عبد الكريم سليمان إن ثورة يناير حققت مكتسبات هى دليل على يقظة الشعب المصرى ، وإنه شعب يستطيع تخطى كافة الصعاب ، وقادر على صنع المعجزات، وعلى إبهار العالم ، ولن يتوقف، فالثورة مستمرة للوصول بمصر إلى أعلى مصاف الدول ، وهو ما تستحقه مصر ، الحاضنة والشقيقة الكبرى والقلب النابض والداعم
العرب ، وأمن مصر هو أمن كل العرب ، فمصر كنانة الله على الارض ، ستظل رائدة وقوية وواحة الامن والامان الى يوم الدين.وتضمن الحفل - الذى قدمه رئيس المكتب الإعلامي بالكويت المستشار محمد فوزى - عرضا لفيلم تسجيلي عن ثورة يناير المجيدة ، ومعرضا للكتب التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات عن الثورة ومنها "يوميات ثورة 25 يناير" ، "مستقبل الحياة الحزبية في مصر بعد الثورة" ، "الشباب شرارة الثورة" "25 يناير ثورة شعب" ، "مستقبل المجتمع المدني بعد الثورة" ، "المرأة المصرية في ثورة 25 يناير" ، فضلا عن بث الأغاني التي ارتبطت بثورة يناير ، وعرض بوسترات تعبر عن الثورة ، كما قام عدد من أعضاء الجالية بالطواف بعلم كبير لمصر فى أرجاء القاعة مرددين الهتافات التى ترددت فى ميدان التحرير، وسط شعور غامر بالفرحة والشكر لشباب ثورة يناير.
وكان السفير المصري لدى الكويت عبدالكريم سليمان قد بدأ الاحتفال بالذكرى الاولى لثورة يناير منذ صباح الامس ، حيث دشن المبادرة التي أطلقها "موقع مصريون في الكويت" لتحويل المدخرات بمناسبة الاحتفالات بثورة 25 يناير ، والتي تحمل شعار " مصر.. حتى في ثورتها حلوة.. وأنت بعيد تقدر تساعد " في مقر احدى شركات الصرافة ، وأكد ان فكرة التحويل الى مصر يوم الثورة بسيطة لكنها عميقة المغزى وعظيمة ، داعيا المصريين في الكويت الى زيادة حجم تحويلاتهم بهدف توفير الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة في مصر ، منوها بان المبادرة مستمرة إلى 10 فبراير المقبل
واشار فى تصريح له عقب تدشين المبادرة الى عمق العلاقات المصرية الكويتية ، مشيرا إلى ان العلاقات بين البلدين لم تتغير قيد أنملة عقب تغيير النظام السياسي في مصر ، وقال انه لا مخاوف على الاستثمارات الأجنبية والعربية في مصر ، لافتا إلى أن المخالفات التي يجري التعامل معها حاليا في مصر تتعلق بمخالفات من بعض المستثمرين سواء كانوا مصريين أو عرب ويتم تسويتها وفقا للقانون .
ولخص السفير سليمان استراتيجة عمل السفارة المصرية عقب ثورة 25 يناير في كلمة واحدة " المس التغيير بنفسك " ، داعيا المقيمين في الكويت للذهاب الى السفارة والقنصلية لانجاز معاملاتهم ، مؤكدا أنهم سيلمسون تغييرا كبيرا قياسا بالفترات السابقة ، وأن أبواب السفارة مفتوحة للجميع ، مشددا على أهمية الالتزام بالقوانين والتعليمات دون أي تجاوزت لكي يحصل كل صاحب حق على حقه.