ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن دارسة مستقلة لتقييم خطط إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتحريك موارد للأمن القومى تجاه آسيا، انتقدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، قائلة "إنها لم توضح بقدر كاف كيفية نقل القوات العسكرية للمنطقة، وكيف ستعزز الإدارة تركيزها على التحديات الأمنية المتزايدة فى منطقة المحيط الهادىء". وقالت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - "إن الدراسة المكونة من 110 صفحات أشارت إلى أن هذه الخطط العسكرية لم تصاغ لتنسجم وتتوافق مع الميزانية المحدودة للغاية". وأوضحت أن الدراسة - التى أعدها مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية فى واشنطن لا تعنى وصف استراتيجية آسيا الجديدة بأنها عديمة الجدوى، غير أنها تنصح ببذل المزيد من الجهود من أجل إقناع الكونجرس بدعمها وتمويلها. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت فى وقت سابق هذا العام خططا للتحول من العراق وأفغانستان للتركيز على موارد الأمن القومى فى منطقة آسيا والمحيط الهادىء. وقالت الدراسة "إن وزارة الدفاع لم توضح على نحو مناسب الاستراتيجية بشأن خطة نشر القوة، ولم تقرنها بالموارد بطريقة تعكس وقائع الميزانية الحالية". ولفتت الصحيفة إلى أن الجدل حيال ما تأمل الإدارة الأمريكية أن تكون إعادة ترتيب فارقة للسياسة الخارجية ستستمر فى وقت لاحق اليوم عندما يتلقى المؤلفان الرئيسيان للدراسة ديفيد بيرتو ومايكل جرين أمام لجنة فرعية للشئون العسكرية بمجلس الشيوخ مع روبرت شير مساعد وزير الدفاع لشئون التخطيط وديفيد هيلفى القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع لشرق آسيا، وذلك للإدلاء بشهادتهم أمام مجلس الشيوخ. وكان أعضاء مجلس الشيوخ الذين طالبوا بتقييم الاستراتيجية الجديدة قد أصدروا بيانا يوم الجمعة أكدوا فيه على الحاجة لتحقيق توازن بين الأهداف الاستراتيجية والقيود الحالية على الإنفاق. وأشارت الدراسة إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة الآن فى آسيا تتركز بشدة فى شمال شرق آسيا ناحية كوريا واليابان بهدف مواجهة أى تهديدات أو نزاعات كبرى فى شبه الجزيرة الكورية أو قبالة اليابان أو فى مضيق تايوان، إلا أنها أوضحت أن المخاطر تزداد بسرعة أكبر فى جنوب شرق آسيا جراء الإجرءات المزعزعة للاستقرار التى تقوم بها الصين لدى محاولتها توسيع سيادتها على بحر الصين الجنونى وجزر فى المنطقة. وقالت "إن أولويات الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة فى آسيا ليست التجهيز لحرب مع الصين، بل تشكيل البيئة التى يكون معها مثل هذا النزاع أمر غير ضرورى على الإطلاق.. وربما فى يوم من الأيام أمر غير مصدق". يشار إلى أنه منذ الإعلان عن استراتيجية آسيا - الباسيفيك الجديدة رسميا فى يناير الماضى أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية مسئولين كبار إلى آسيا كمبعوثين مثل أشتون بى.كارتر مساعد وزير الدفاع الذى قضى 10 أيام فى المنطقة. وكان وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا قد أبلغ مسئولين عسكريين أسيويين فى سنغافورة أن الولاياتالمتحدة ملزمة بتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة، وذلك على الرغم من القيود على ميزانيتها.