الطرف الثالث يقمع المظاهرات الفئوية لصالح رجال أعمال مرسى على طريقة الطرف الثالث قامت مجموعة مسلحة بإطلاق النيران الحية والخرطوش على العمال المتظاهرين أمام مصنع السامولى بمدينة المحلة الكبرى، الهجوم المسلح نتج عنه إصابة 8 عمال، أحد المصابين اخترقت جسده 80 طلقة خرطوش، ودخل فى غيبوبة 10 ساعات. الأنباء التى ترددت عقب هذا الحادث قالت إن 7 عمال اصيبوا، والثامن فارق الحياة، لم يكن أحد يتوقع أن يقاوم العامل احمد محمد حسنى النجار الرصاص الذى اخترق جسده، ويعود للحياة مرة أخرى ليروى لنا تفاصيل الواقعة التى تمثل أسلوباً مبتكرا للتعامل مع العمال الذين يطالبون بتقاضى رواتبهم، أو بتطبيق العلاوات الاجتماعية التى أقرتها الحكومة. اطلاق الرصاص الحى والخرطوش على العمال المعتصمين بدأ امام نقطة شرطة النصر، حسبما اكد 7من شهود العيان، ووقفت قوات الشرطة للفرجة على ما يحدث. نقطة شرطة النصر تقع فى مواجهة بوابة مصنع «ساموتكس للصناعات النسجية»، الشهير باسم صاحبه السامولى، وبين نقطة الشرطة والمصنع يمر طريق المحلة المنصورة. يعمل بالمصنع قرابة 1200 عامل، مقسمين على ثلاث ورديات، وتنقسم رواتب العمال بالمصنع الى 10 اقسام، تبدأ من 130 جنيها اسبوعيا، الى 400 جنيه فى الاسبوع، وتصل ساعات الوردية الواحدة الى 8 ساعات، وتصل ساعات الوردية الى 11 ساعة حسب رغبة إدارة المصنع. منذ شهرين ونصف الشهر بدأت ادارة المصنع فى اتباع اسلوب جديد فى صرف رواتب العمال، واصدرت قرارا بصرف 70% فقط من المرتب الاسبوعى، والباقى يصرف بعد يومين بحجة أن المصنع الذى يعمل بكامل طاقته «متعثر ماليا»، وهو ما تكرر أربع مرات، آخرها يوم الخميس قبل الماضى، قبل رمضان بيوم واحد، وفوجئ العمال بأن ادارة المصنع اصدرت قرارا بصرف 70% فقط من رواتبهم، فخرج قرابة 400 عامل وتظاهروا امام المصنع، وعندما حضرت قوات الشرطة قامت ادارة المصنع بصرف رواتب العاملين، ووعدت بحل باقى مشاكلهم يوم الاثنين الماضى بصرف العلاوة 15%، ومقابل العمل فى الاجازة السنوية. وبعد يوم واحد فقط، وتحديدا فى الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة، علقت ادارة المصنع منشورا بفرض اجازة لمدة اسبوع كامل على العمال من الاجازة السنوية، غير مدفوعة الاجر، وفى صباح السبت الماضى اغلقت الادارة ابواب المصنع امام العمال، فذهب عدد منهم لعمل محضر اثبات حالة فى قسم اول المحلة، الا انهم فوجئوا برفض ضباط القسم عمل المحضر، وقال لهم احد الضباط «احنا زهقنا من رجال الاعمال»، فعاد العمال واخبروا زملاءهم الغاضبين، فقاموا بقطع طريق المحلة المنصورة، واحضروا «كاوتش» قديما واشعلوا فيه النار، ومنعوا دخول سيارات إدارة المصنع. وقال احد العمال –رفض ذكر اسمه- أن قوة شرطة برئاسة عقيد جاءت وقال لهم العقيد «ولعوا فى الكاوتش براحتكم حتى يشتكى منكم المواطنين، وبعدها سنقبض على 20منكم زى ما عملنا مع عمال سيراميكا كيلوباترا فى السويس»، وبعد مرور ساعتين ذهب العمال للصلاة فى مسجد النصر الملاصق لنقطة شرطة النصر، وبعد انتهاء الصلاة، واثناء خروجهم من المسجد، فوجئوا بقدوم سيارتين ميكروباص سرفيس المحلة محملتين بالبلطجية المسلحين بمسدسات وطبنجات خرطوش وسنج، وقاموا باطلاق الرصاص والخرطوش على العمال على باب المسجد فسقط اول مصاب. كان المصاب الأول هو العامل هيثم متولى على ابراهيم داود 27سنة، وهو متزوج وله طفلان، هيثم قال لنا انه يعمل منذ 3سنوات بالمصنع، وحاصل على الابتدائية، ويعول أباه وأمه وزوجته، وراتبه الاسبوعى 127 جنيها فقط، ويسكن فى شقة 3غرف بمنطقة شعبية بالمحلة، وكان يعمل سابقا باليومية. وعن تفاصيل اعتداء البلطجية عليهم قال هيثم إنه كان يصلى الظهر، وعند خروجه من المسجد هجم عليه احد البلطجية بسنجة، وضربه على ظهره فأصابه بجرحين قطعيين، فحاول الهرب منه، الا أن البلطجى ضربه على رأسه وظهره مرة أخرى، مما استلزم عمل 25 غرزة فى الرأس، وعندما نجح فى الهروب خاف من الذهاب لمستشفى قصر العينى وذهب لمستشفى خاص خوفا من قدوم البلطجية وراءه. استمر اعتداء البلطجية على العمال قرابة الثلث ساعة، سقط فيها 6 مصابين جدد من العمال، والمصابون هم مصطفى عبدالكريم وعزت عوض عبدالرازق وعاطف عبدالحليم وحسام المجدوب وعبدالسلام محمد حسنى وأحمد حسنى، و تراوحت اصاباتهم بين الخرطوش والاصابة بجروح قطعية بالسنج، الا أن اخطر حالة هى حالة العامل احمد حسنى حيث اصيب بقرابة 80 رصاصة خرطوش فى جسده، الا اننا اكتشفنا انه مازال على قيد الحياة، وعندما التقيناه كانت آثار الاصابات ظاهرة عليه، ويعانى من صعوبة فى الحديث، واخبرنا انه كان بين الحياة والموت ليومين كاملين. الشهيد الحى أحمد محمد حسنى النجار 26سنة عزب، وهو العائل الوحيد لاسرته بعد وفاة والديه، ويعول أختين وزوجة والده، والتقيناه فى شقة أحد اقاربه بالمحلة، وهو حاصل على معهد فنى صناعى المحلة، ويعمل منذ 5سنوات بمصنع السامولى بقسم المشغل، ومرتبه الاسبوعى لا يزيد عن 145جنيها فقط، وقال إنه يوم السبت الماضى - ثانى ايام شهر رمضان – ذهب لعمله كالمعتاد، فوجد العمال مجتمعين امام بوابة المصنع المغلق، وعرف أن ادارة المصنع اعطتهم اجازة اسبوعاً بدون مرتب، وقال إن القرار صدمه، لأن لديه مسئوليات وعندما تحرمه ادارة المصنع من أجر اسبوع فإنها تضيف عليه اعباء جديدة، خاصة انها الايام الاولى من شهر رمضان، وعندما حان وقت صلاة الظهر ذهب للصلاة فى مسجد النصر الملاصق لنقطة شرطة النصر المتواجدة فى الجهة المقابلة للمصنع، وبعد انتهاء الصلاة مباشرة سمع صوت ضرب الرصاص الحى، وعندما توجه الى باب المسجد شاهد عدداً من البلطجية يطلقون الرصاص فى الهواء، وعندما لمحه احد البلطجية وجه له فرد خرطوش واطلق عليه الرصاص، فشعر بنار فى بطنه، عندما امسك بها وجد الدماء تنزف فنطق الشهادتين واغمى عليه، فقام عدد من زملائه بنقله للمستشفى بعد فرار البلطجية، ودخل غرفة العمليات، وظل بها مدة طويلة، لكنهم لم يجدوا طبيب جراحة فقاموا بتحويله للمستشفى الدولى بالمنصورة، واجريت له فحوصات وتحاليل كشفت عن اصابته ب80 رصاصة خرطوش، ووجدت تجمعات دموية، الا انه بعد افاقته من الغيبوبة التى استمرت 10ساعات كان يشعر بألم شديد، اذ إن الخرطوش لم يخرج من جسده، وفوجئ العامل احمد حسنى بقيام ادارة المستشفى الدولى بإخراجه من المستشفى بعد مرور يوم واحد على دخوله، حيث خرج فى العاشرة من صباح الاثنين الماضى، وقالوا لاسرته «ان الخرطوش سيخرج من جسده من تلقاء نفسه». يستكمل العامل المصاب احمد حسنى كلامه قائلا انه يشعر بألم شديد وهبوط وارتفاع فى درجة الحرارة وألم فى منطقة الصدر، وعندما قام بتعرية منطقة البطن وجدناها مليئة بثقوب الخرطوش، وقال إن كل ما فعله مستشفى المنصورة الدولى هو وقف النزيف. وكشف احمد حسنى عن أن اجازات الاعياد الرسمية تخصم الادارة اجرها من رواتبهم، ووجه رسالة للرئيس محمد مرسى قائلا «انا انتخبتك يا دكتور مرسى ولكن أين حقوقنا».