خسائر بمئات ملايين اليورو والغاء ثمانية الاف وظيفة واقفال مصنع تاريخي، متاعب تلقي بثقلها على شركة بيجو سيتروان وتفلت منها تماما منافستها الالمانية فولكسفاجن، الشركة الاولى اوروبيا في صناعة السيارات التي تنتقل من رقم قياسي الى اخر. والخميس اعلنت المجموعة التي تشمل عشر علامات سيارات وفي صدد اكتساب علامة حادية عشرة، تحقيق ارباح صافية بقيمة 8,83 مليارات يورو بزيادة 36 في المئة لرقم اعمال من 95,4 مليار يورو في النصف الاول من العام. في مقابل ذلك، اعلنت "بي اس ايه" امس خسارة صافية من 819 مليون يورو مقابل رقم اعمال من 29,6 مليار يورو. وتوصلت المجموعة الالمانية الى هامش استغلال النتيجة العملانية مقارنة بالمبيعات من 6,8 في المئة ما يجعلها احدى اكثر شركات تصنيع السيارات مردودية. ومع نتيجة عملانية جارية من دون العناصر العملانية الاستثنائية مثل التحسب لاقفال مصنع اولناي في الضاحية الباريسية او مخزونات المجموعة في ايران من اربعة ملايين يورو تقريبا، فان هامش بي اس ايه (بيجو سيتروان) هو بواقع 0,0 في المائة. وعلى المستوى الدولي، فان "بي اس ايه" الصغيرة جدا والمتمركزة جدا في اوروبا حيث حققت 61 في المئة من مبيعاتها في الاشهر الستة الاولى من العام، تجد صعوبة في الاستفادة من انفجار الاسواق النامية وفي مقدمها الصين. وعلى العكس، باعت فولكسفاغن قرابة 53 في المئة من سياراتها في النصف الاول من العام خارج اوروبا، ووفرت لها الصين هوامش مريحة وسوقا استهلاكية في حال مواجهة اخفاقات في اسواق اخرى. وبالفعل، فان الاسواق الاوروبية التي تواجه فائضا في قدرات الانتاج، في حالة تراجع، وهوامش شركات التصنيع تقلصت على مر السنوات العشرين السابقة منتقلة من معدل مبيعات من 5 في المئة الى 1 في المئة تقريبا، بحسب دراسة حديثة اجرتها مؤسسة "برنشتاين ريسيرتش". وهذا التطور يشجع المجموعات القادرة على توفير اموال على نطاق واسع على غرار فولكسفاغن التي تصنع مزيدا من السيارات من مختلف العلامات التجارية: سكودا وفولكسفاغن وبورش او اودي، في قواعد مشتركة. وعلى العكس، فان "بي اس ايه بيجو سيتروان" تحالفت للتو قبل ستة اشهر تقريبا، مع الشركة الاميركية جنرال موتورز، لكن اولى السيارات التي صنعت في مصانع مشتركة لن يتم تسويقها الا اعتبارا من 2016. وحذر فرديناند دودنهوفر الاستاذ في جامعة دويزبورغ-ايسن الالمانية من ان "السوق الاوروبية اصبحت في السنوات الثلاث الاخيرة اكثر صعوبة ولدى بي اس ايه القليل من الاموال للتجديد في منتجاتها. وقد تكون فولكسفاغن اكبر الرابحين لانها حاضرة على المسرح الدولي". واضاف يورغن بيبر المحلل في شؤون السيارات في بنك ميتزلر ان "فولكسفاغن ستستفيد من ضعف متواصل لدى بي اس ايه". وعندما يعلن ممثل نقابة "سي جي تي" في مصنع اولناي-سو-بوا الذي اعلنت بي اس ايه نيتها اقفاله، "الحرب" على ادارته، يصبح بامكان فولكسفاغن ان تعتمد على دعم "آي جي ميتال" التي تدعم استراتيجيتها في مجلس الرقابة حيث لها كلمتها كما في كل الشركات الالمانية الكبرى. وتربح فولكسفاغن حتى في فرنسا مقر شركات التصنيع الفرنسية. وقبل بضعة اشهر اوضح مدير الشركة جاك ريفوال ان "هدفنا في العام 2012 هو بلوغ نسبة 8 في المئة من حصص السوق مقابل 7,5 في المئة العام الماضي. انها انطلاقة جيدة". واضاف "لسنا في سيناريو كارثي وخصوصا ان المبيعات للشركات حلت محل المبيعات للافراد". وشهدت المجموعة في العام 2011 سنة قياسية في فرنسا مع تسليم اكثر من 300 الف سيارة بينها 176 الفا من ماركة فولكسفاغن. وشنت المجموعة هجوما تجاريا عبر زيادة مراكز البيع واطلاق منتجات جديدة لاغراء المستهلكين. ويتهمها منافسوها ايضا بتحطيم الاسعار وهو ما ترفضه المجموعة. ومع ذلك فان بعض المحللين في برشتاين ريسيرتش يقولون ان "سلاحهم الرئيسي هو السعر" الذي يضاف الى منتجات اكثر اجتذابا، وعلامات تجارية تدار بشكل افضل ونوعية اعلى بكثير في نظر الزبائن. لكن الخطر بالنسبة الى "بي اس ايه" لا ياتي فقط من المانيا. فقد اعلنت الكورية هيونداي موتورز التي نددت الحكومة بوصول سياراتها الى فرنسا، الخميس زيادة 10,4 في المائة في ارباحها الفصلية لتصل الى 1,8 مليار يورو بفضل صادرات جيدة.
