حرية.. ديمقراطية .. عدالة اجتماعية ، إنزل يا مصري ... يقطع الفقير وسنينه''.. كانت هذة الشعارات تردد فى نواحى ميدان التحرير ، والعباسية ،وتحت كبارى ، وغيرها من ميادين ثورة 25 يناير التي انهت على حكم مبارك الذي طحن هو واعوانه طموحات وامال "الفقير " ، "ابن السبيل " على مدار 30 عاما، وزاد الفقير فقراً ، وزادت ارصدة فلول النظام السابق فى البنوك . كان من أبرز أسباب إندلاع ثورة 25 يناير هو إنصاف الفقير، وإنقاذه من جوعه، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن وبعد مرور عام على الثورة، وانشغال الساحة الداخلية بالصراعات ما بين شرعية الميدان"ميادين التحرير "وشرعية البرلمان وغيرها، سقط الفقير من الحساب، ليشعر كما كان يشعر من قبل بالتجاهل والقهر، بعدما تنفس بعض نسمات الأمل في الأيام الأولى للثورة.
يعيش في عدد من العشوائيات مصريون تحت خط الفقر في إنتظار ثورة تنتشلهم من حياة الهم، وتوفر لهم الحياة الآدمية والكريمة، ليصبح شعار "العدالة الإجتماعية" واقعا ملموساً، وتسد جوع الفقر بالطعام وليس بالشعارات والهتافات التى تستمر فى ذكرى ثورة 25 يناير .
يعترفون نزلنا ميدان التحرير في الثورة يوم 25 يناير علشان" احساس الظلم" قبل كدا، بس احساسنا بالتشاؤم لأن مفيش حد نظر فى أحوال الفقراء بعد نجاح الثورة ومستقبل اولادنا المحرومين من كل ملذات الحياة لأن ظروف حياتنا لا يكفي سوى لتوفير "رغيف عيش وحبة طماطم " مأساة الفقراء لا يقتصر على سكان العشوائيات فقط ولكن سكان المحافظات لهم نصيب كبير أيضا وهو ما واضح فى اعتصامات بشارع مجلس الوزراء كما ذكرنا من قبل ، ايضاً منطقة "زرزارة" بمدينة بورسعيد تلك المنطقة التي يقطنها ما يقرب من ثلاثين الف مواطن داخل عشش من الأخشاب والصفيح وسط مستنقعات الصرف الصحي، والتى يضطرون لدفع مبلغ شهرى لكسح الصرف عن طريق عربات "صرف صحى ".
شبعنا من كلام المسئولين وزهقنا من وعودهم الكدابة.. هذا هو لسان حال سكان المناطق المجهولة الذين لا يهمهم سوى تحقيق العدالة الاجتماعية وإنقاذهم من الجوع الذي ينهش امعاءهم ليلاً ونهاراً.
أحدى سكان العشوائيات "سيدة عجوز" 50 سنة ، قالت ان زوجها توفى ، ووالدها توفى ايضا فى الثورة ولا يوجد لها سوى المولى عز وجل وقدمت طلبات عديدة من بينها لحصول على دخل شهرى لان لا يوجد سوى جنيهات دخلاً لها ، ماذا تفعل سيدة فى فاتورة الكهرباء والمية شهرياً في النهاية ووسط الفقراء تلخصت مطالبهم في عدد من الأمور وكلهم أمل في أن تلتفت إليها الثورة قبل أن يموتوا من الجوع، وهذة المطالب الرئيسية لثورة 25 يناير ، هو توفير "رغيف العيش " وليس طابوره.