أعاد الجزء الثالث من فيلم "عمر وسلمي" فكرة أفلام الأجزاء التي شهدتها الشاشة الكبيرة بداية بأفلام إسماعيل ياسين وليلي مراد ومرورًا ببعض الأعمال للنجم عادل إمام.. ثم محمد سعد وكريم عبدالعزيز. أفلام الأجزاء تعتمد علي نجاح الفيلم الأصلي مثل "بخيت وعديلة" للنجم عادل إمام الذي تبعه "الجردل والكنكة" و"هالو أمريكا" ثم فيلم "حرامية في تايلاند" الذي كان بنفس فريق عمل حرامية "كي جي تو" وللنجم كريم عبدالعزيز
. وفيلم "اللمبي" لمحمد سعد الذي حقق نجاحًا كبيرًا وبعدها قدم بطله جزءًا آخر منه بعنوان "اللي بالي بالك". أما الفيلم الأخير من هذه النوعية والذي يعرض حاليًا فهو "عمر وسلمي" بطولة تامر حسني وهي عزالدين.
رصدنا رأي النقاد في هذه الظاهرة وهل فيلم "عمر وسلمي" بداية لنجاح هذه الأفلام أم لا؟ أكد الناقد نادر عدلي أن استثمار النجاح مسألة مشروعة والسينما العربية عرفت موضة أفلام الأجزاء فمنذ وقت مبكر ربما قبل السينما العالمية فعلي سبيل المثال قدم إسماعيل يس سلسلة من الأفلام تحمل اسمه منها "إسماعيل يس في الأسطول البحري" و"إسماعيل يس في السجن" و"إسماعيل يس في الحربية" ونفس الشيء فعلته الفنانة ليلي مراد.
ظاهرة مشهورة
أضاف عدلي أن هذه الظاهرة مشهورة عالميًا ومنتشرة بشكل كبير في السينما الأجنبية مثل فيلم "هاري بوتر وغرفة الأسرار" الشهير وهو أحد أجزاء سلسلة أفلام "هاري بوتر" وفيلم "حديقة الديناصورات" فهو أحد أجزاء "روكي وباتمان" وغيرها كثير من هذا القبيل.
أوضح أن تاريخ السينما العربية يستوعب الكثير من هذه النوعية. لكن هذه الظاهرة لابد أن تكون لها ما يبررها ولا يكفي مجرد النجاح الذي يحققه الفيلم الأول لأن فشل الجزء الثاني يقضي تمامًا علي نجاح الفيلم الأصلي ويجب أن تكون المسألة مدروسة وتهدف إلي ما هو جديد ومتنوع ولا يدفع الجمهور إلي الملل.
وعن فيلم "عمر وسلمي" وأجزائه قال: الفيلم حقق نجاحًا ساحقًا في السينما المصرية. لكن هذا ليس مبررًا لكي ينجح الجزء الثالث وعمومًا السينما المصرية تحتاج إلي التنوع دائمًا وعدم الاعتماد علي التكرار بدون فائدة.
خبرة كبيرة
يري الناقد أحمد الحضري أن ظاهرة أفلام الأجزاء تحتاج إلي خبرة كبيرة من إدارة الفيلم لنجاحها مشيرًا إلي أنها تعد مجازفة لفريق عمل الفيلم لأن فشل أي جزء سوف يطيح بباقي الأجزاء كما أن فيلم "عمر وسلمي" بداية مثمرة لنجاح أفلام الأجزاء في مصر فهو لا يعتمد علي تكرار الأحداث وتحتوي أجزاء الفيلم علي قصص مختلفة لنفس البطلين بعكس فيلم اللمبي الذي لجأ بطله محمد سعد إلي التكرار في عرض نفس الشخصية بطريقة أدائها مما دفع المشاهد إلي الملل في متابعة باقي الأجزاء.
أضاف الحضري: يجب أن تكون نوعية هذه الأفلام مدروسة.. وفيها ابتكار ونوع من الإبداع في الأحداث وتركيبة الشخصيات. أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن المسألة في استثمار نجاح أفلام الأجزاء تعتمد علي تقديم شيء جديد يسعد الجمهور ألا لا يكون هناك افتعال في الموضوع وإلا فمن المكن أن يأتي بنتائج عكسية للفيلم تؤدي لخسارته. أضافت: هذا النوع من الأفلام مشهور عالميًا ويحقق نجاحات كبيرة من ناحية الإيرادات فإذا تمت دراسة هذه النوعية بشكل جيد فسوف تحقق النجاح أما فيلم "عمر وسلمي" فليس مقياسًا لبداية نجاح أفلام الأجزاء في مصر. لأن كل عمل مرتبط بنفسه والخسارة محتملة في أي شيء.