من الواضح أن هناك علاقة وثيقة بين اللمس وإثارة العواطف، إن لمسة رقيقة باليد يمكن أن تفجّر مشاعر الإثارة أو الراحة أو النفور؛ اعتمادا على ماهية صاحب اللمسة وتوقيتها. قام مجموعة من الباحثين بعمليات فحص بالرنين المغناطيسي للمخ لمجموعة من الرجال المتطوعين لمراقبة المشاعر عند التعرّض للمسات رقيقة من سيدات جميلات ثم من رجال آخرين عن طريق مراقبة المخ.. فوجد أن هناك منطقة معينة في المخ تنشط أكثر بشكل ملحوظ عند لمسة الأنثى للمتطوع. في الحقيقة لم يكن المتطوع يعرف من الذي لمسه؛ لكن كان يتم إخباره مسبقا بأن مصدر اللمسة فتاة جميلة أو رجل، وكانت اللمسة تأتي من فتيات في الحالتين؛ لكن وجِد أن منطقة المخ التي تستجيب للمسات كانت تنشط أكثر حين يعتقد المتطوع أنها لمسة أنثى. وعلى هذا فالفرق لا يأتي من اللمسة نفسها -لأنها واحدة في الحالتين- لكن من معالجة المخ للأمر، وعلى هذا الأساس نجد أن الإدراك الاجتماعي المرتبط باللمسة يُغير من مفهومها لدى المخ وبالتالي استجابته لها.