أشار الرئيس السوداني عمر البشير إلى أن الشعب السوداني عانى من نظام القذافي كما عانى منه الشعب الليبي، مثنيًا على شجاعة الليبيين وبسالتهم في مقاتلة وإسقاط نظام القذافي السابق. وقال الرئيس البشير: "لقد عانينا كلنا من نظام الحكم السابق سواء الشعب الليبي أو الشعب السوداني إلا أننا نقول: إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة، وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام"، مشيرًا إلى أنه كان يتابع الثورة الليبية المباركة التي شهد لها العالم، وقتال الليبيين ببسالة وشجاعة.
وأعرب عن سعادته بزيارة ليبيا بعد انتصار شعبها وتحرره من نظام القذافي، مؤكدًا أنه يزور ليبيا بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة وكأنها الزيارة الأولى لها.
وشدد البشير على حرص بلاده على استقرار وسلامة وأمن ليبيا، وقال: "لقد جئنا إلى ليبيا لنؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب الليبي في هذه المرحلة وهي مرحلة مهمة في التحول والتي تحتاج إلى جهد إضافي وحرص من الجميع"، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وكانت العلاقات بين الخرطوموطرابلس قد توترت خلال حكم القذافي؛ بسبب مساندة الأخير للمقاتلين في منطقة دارفور وفي جنوب السودان، الذي أعلن استقلاله في يوليو الماضي بموجب اتفاقية السلام المبرمة في عام 2005.
وقد وصل البشير إلى ليبيا اليوم السبت اليوم في زيارة رسمية لليبيا تستغرق يومين، يُجري خلالها مباحثات مع المجلس الانتقالي الليبي تتعلق بالعلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد أثارت زيارة البشير إلى ليبيا انتقادات من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، نظرًا لوجود مذكرة اعتقال دولية بحق البشير بتهمة الإبادة الجماعية في منطقة دارفور بغرب السودان، وقال مدير العدالة الدولية بالمنظمة: "الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشأن إعلان المجلس الوطني الانتقالي التزامه بحقوق الإنسان وحكم القانون"، وأضاف: "بعد انتهاء عقود من الحكم الوحشي في ليبيا، من المزعج أن تستضيف طرابلس رئيس دولة هارب من مذكرة اعتقال؛ لارتكابه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".