هل تنتهى الحضارة الإنسانية فى عام 2012؟ لا يبدو السؤال مفاجئا للكثير من سكان العالم، خاصة بعد أن وصل هاجس نهاية العالم إلى هوليوود، لتحول السؤال إلى فيلم سينمائي، بعنوان «2012»، الذى تعامل معه البعض باعتباره مجرد واحد من أوهام «هوليوود»، التى تمكن السينما الأمريكية من السيطرة على عقول العالم، بينما أكد آخرون أن الفيلم جاء مبنيا على نبوءات وحقائق علمية، ترجح أن تأتى نهاية العالم فى هذا العام، الذى يأتى بعد عام 2011، بما شهده من اضطرابات سياسية خطيرة. يعتقد كثيرون فى جميع أنحاء العالم، أن الكرة الأرضية ستشهد فى العام المقبل، سلسلة من الكوارث الطبيعية، فى يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، بما قد يعيد الإنسان آلاف السنين إلى الوراء، خاصة أن التاريخ يرتبط بالكثير من التنبوءات التى تشير إلى أن نهاية العالم ستكون فيه، وهو ما يتوافق مع تفسيرات لعلماء الحضارات القديمة، تؤكد أن العالم قد يشهد فى هذا التاريخ الكثير من الكوارث الطبيعية، التى قد تقضى على الحضارة الإنسانية، ليبدأ الإنسان مرحلة جديدة فى تاريخ البشرية، بداية النبوءات القديمة حول 21 ديسمبر 2012، تعود إلى حضارة المايا العظيمة التى ظهرت فى أمريكا اللاتينية قبل الميلاد ب700 سنة، وتحديدا فى شمال جواتيمالا وأجزاء من دولة المكسيك، ووفقا لتقويم المايا، فإن نهاية العالم ستكون فى عام 2012، حيث كان سكانها يؤمنون بأن البشر يخلقون ويفنون فى دورات تزيد قليلا على خمسة آلاف عام، وبما أن آخر سلالة بشرية، وفقا لاعتقاداتهم، قد ظهرت قبل 3114 من الميلاد، فإن نهايتها ستكون فى عام 2012.
أما فى آسيا، فتشير كتابات المنجمين الصينيين، إلى أن سلالة الإمبراطور شانج، التى حكمت الصين منذ عام 1766 قبل الميلاد، ستستمر حتى نهاية الدنيا، بعد 3778 عاماً، وهو ما يوافق تقريبا عام 2012.
وفى فرنسا، أشارت نبوءة للمنجم نوستراداموس، مستشار الملك شارل التاسع، إلى حدوث اضطرابات تصيب كواكب المجموعة الشمسية بنهاية الألفية الثانية، وتتسبب فى دمار الحياة على وجه الأرض، وللمنجم الفرنسى كتاب شهير يحمل عنوان «النبوءات»، صدر فى عام 1555، تضمن عددا من النبوءات، منها ما ثبت كذبه، ومنها ما تحقق بالفعل، مثل وفاة الأميرة ديانا فى عام 1997، وأحداث 11 سبتمبر فى عام 2001، وحرص المنجم الفرنسى على كتابة نبوءاته فى صورة أشعار من أربعة أبيات، وبطريقة مبهمة تجعل من الصعب تفسيرها.
وتوجد أسطورة قديمة فى الحضارة السومارية بالعراق، تشير إلى اكتشاف السوماريين لكوكب غامض فى المجموعة الشمسية، وأطلقوا عليه اسم «نيبيرو»، يدور حول الشمس دورة كاملة كل 3600 سنة، متوقعة أن يمر بين الأرض والشمس فى عام 2012، وهو يتسم بقوة مغناطيسية كبيرة، ستتسبب فى زلازل وفيضانات هائلة، وتغييرات مفاجئة فى المناخ، قد تقضى على أغلب سكان الكرة الأرضية.
وتشير الأسطورة السومارية إلى أن هذا الكوكب قد يكون السبب فى حدوث طوفان نوح جديد، وهى الأسطورة التى تناولها الكاتب الأمريكى زيشاريا زيستيشن فى كتابه «الكوكب الحادى عشر»، الذى أشار فيه إلى أنه حصل على وثائق سومارية تتحدث عن هذا الكوكب، موضحا أنه قد يكون هو نفسه الكوكب الغامض X الذى اكتشفته وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» فى عام 1983.
وكان علماء صينيون قد تنبأوا بأن بداية النهاية للعالم، ستكون فى 21 ديسمبر 2012، عندما يظهر كوكب مجهول فى أقرب نقطة له من الأرض، ويستمر تأثيره حتى عام 2014، ليكمل مساره حول الشمس، على أن يعود مرة أخرى بعد 4100 سنة، متسببا فى كوارث طبيعية كبيرة، والغريب أن هذه النبوءة تأتى مع توقعات لعالم الرياضيات اليابانى هايدو ايتاكاوا، فى عام 1950، بأن تتعامد كواكب المجموعة الشمسية فى خط واحد خلف الشمس، وأن تصاحب هذه الظاهرة الفريدة كوارث مناخية فظيعة تنهى الحياة على سطح الأرض فى أغسطس 2012.
وبعيدا عن نبوءات الحضارات القديمة، فقد حذرت وكالة ناسا من عواقب العاصفة الشمسية التى بدأت فى عام 2008، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها فى عام 2013، حيث تتوقع أن تكون لها تأثيرات عاصفة جيومغناطيسية على الكرة الأرضية، من المقدر لها أن تبلغ عشرة أضعاف خسائر إعصار كاترينا، الذى ضرب الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عام 2005
