أكد د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، في البداية حزنه الشديد على مرض الناقد عبد الرحمن أبو عوف الذي تم نقله الى مستشفي المعادي ثم القصر العيني ، و تأييده إقامة مشروع وطني للحرف التقليدية ، و كذلك عقد مؤتمر حول مستقبل الثقافة في مصر بعد ثورة 25 يناير ، جاء ذلك في لقاء مفتوح حول " رؤى ومستقل الثقافة المصرية " أقامه حزب التجمع مع وزير الثقافة بمقر الحزب ، شاركت فيه ، فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي وسيد عبد العال أمين عام الحزب وعدد كبير من المثقفين والأدباء وأداره الشاعر حلمي سالم . وأكد عبد الحميد أن وزراء حكومة الجنزوري أول من طُبق عليهم الحد الأقصي للأجور ، مشيرا الى أن هذا القرار جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء الطارئ الذي عقد صباح أمس وهذا ما منعه من حضور افتتاح مؤتمر أدباء مصر بدار الأوبرا ، وأضاف شاكر أنه قام بتحويل بعض ملفات الفساد الى النيابة العامة لمباشرة التحقيق فيها ، رافضا الكشف عن الأسماء التي تم تحويلها كما اتفق مع د . فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي علي إنشاء صندوق لإنقاذ السينما المصرية ، وسيشكل وفداً لمقابلة د. الجنزوري ود. فايزة لمناقشة دعم الدولة لهذا الصندوق ، مشيراً الى أنه لا مانع من أن نقبل أي دعم لهذا الصندوق من أي أطراف أخري بشروطنا الوطنية ، حيث كانت الوزارة تحصل على 10 % من دخل الآثار بقيمة تبلغ 100 مليون جنية ، أما الآن فيتعذر معه الحصول على هذا المبلغ ، كما أوضح أنه قد كلف المخرج أحمد علي بتولي مسئولية هذا الصندوق والمهرجانات السينمائية ، مشيرا أن السينما هي صناعة وفن ، وأن السينما والمسرح والموسيقي هي ثالث مكون للدخل الأمريكي بعد صناعة السلاح والبرمجيات ،وأضاف أننا سنعلن عن تشكيل لجان للمجلس الأعلي للثقافة الأسبوع المقبل ، ولن ننتظر اختيار اللجان لمقرريها ، لأن الأمر سيستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع، وقد تم ذلك بالاتفاق من قبل على آلية اقترحها د . عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق ومعه عز الدين شكري وأكملها د شاكر الوزير الحالي ، وأكملتها د . كاميليا صبحي بعد ذلك . كما اتفق على عمل لجنة دائمة لتطوير الثقافة الجماهيرية وإدارة لتوزيع الكتب والتسويق تابعة للوزارة ، كما أكد علي تفعيل دور المكتبات والتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاتفاق مع وزير التعليم على تزويد المكتبات بالكتب . وأكد د . شاكر على أهمية العلاقات الثقافية بالسودان وستكون لها الأولوية في المرحلة المقبلة ، فالمسالة هي أمن قومي للبلدين ، قبل أن تكون مجرد أمن ثقافي ، مؤكدا علي فكرة التنوير أنها كالماء والهواء . كما أكد علي ضرورة العمل على ضخ دماء جديدة لوزارة الثقافة تعيد مكانتها المنشودة بعضهم من الشباب ، كما تمت هيكلة بعض المؤسسات الإبداعية بالوزارة ببعض الكوادر الجديدة القادرة على تحقيق الطموحات في هذه المرحلة منها د . كاميليا صبحي أمينا عاما للمجلس الأعلي للثقافة ، د . إيناس عبد الدايم رئيسا لدار الأوبرا ، وعبد الواحد النبوي نائب رئيس دار الأوبرا ، د . زين عبد الهادي رئيسا لدار الكتب والوثائق ، د . طارق النعمان رئيسا للإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلي للثقافة ، ومجدي أحمد علي رئيسا للمركز القومي للسينما ، وخليل الجيزاوي مديرا للشئون الأدبية بالمجلس الأعلي للثقافة وأضاف عبد الحميد أننا لسنا متخوفين من سيطرة الإسلاميين ولا نقبل بأي قمع للشعب المصري بأن يعيدنا إلى الوراء ، فنحن نحترم صندوق الانتخابات ، كما شدد على أن جموع المثقفين ضد استخدام الإسلام فيما يسئ للإسلام وأن يختزل الإسلام السمح في قمع حريات الناس ، مؤكدا أن الشعب المصري متدين بطبعه، وأنه بحاجة الى رئيس له رؤية سياسية واقتصادية وتعليمية جديدة تقود مصر إلى الأمام . وأوضح شاكر أن الثقافة أسلوب حياة وليس مجرد أدب وفن ولكن هي انعكاس هذه الأشياء وظهورها وتجسدها في سلوك الإنسان مع نفسه والآخرين ، وأضاف أنه يري تغيير منح التفرغ بأن يقوم الأديب بعمل مشروع في وسط الناس في مكان معين ولمدة معينة ، كما دعا د . شاكر عز الدين نجيب لتنظيم ندوة حول الدستور الثقافي بالمجلس الأعلي للثقافة لبحث آلية وضع هذا الدستور ليصبح أحد الأحجار الأساسية لبناء الدستور المصري القادم ، كما وعد بضرورة إنشاء قناة ثقافية ، كما صرح بعمل مقترحات قانون لحماية الوثائق القومية في المؤسسات المختلفة وعرضها علي مجلس الشعب، كما دعا لتخفيض أسعار تذاكر مسارح الدولة وأشار أن مصر والثقافة مستهدفان ، وأنه قد تم الاتفاق مع شيوخ شمال سيناء على تجهيز بعض بيوت الثقافة ، الاتفاق على تطوير مكتبات الشوارع وإعادة التراث التقدمي ونشره . قائلا : لقد قمنا بتكليف عشرة من المثقفين المصريين ليكتبوا في بعض الموضوعات لتبسيط بعض المفاهيم والمصطلحات للشباب منها معني كلمة ثورة التفاؤل النخبة العلمانية .... الخ وستوزع هذه الكتيبات مجانا أو بأسعار زهيدة ، كما تطرق لكيفية مواجهه ثقافة التخلف عن طريق إصدار الكتب وعقد الندوات والمؤتمرات أو الابداع أو طرح الأفكار ، وشددَ على أن تكون ثقافة التنوير من أسفل الى أعلى وأن تكون من الأمام وليس للوراء ، وأضاف أن مجال دعمنا لمجلة أدب ونقد هو دعم لأنفسنا ، أن الإبداع هو الإنتاج المفيد الجديد سواء كان علمى أو أدبى أو سلوكى ولا يمكن للإبداع أن ينشأ في ظل القمع و الكبت ، ولو اجتمعت الحريتان الداخلية والخارجية سيأتي الابداع أفضل ، قائلا أنا أرهن على الطبيعة المبدعة للشعب المصري ، فإذا أرادوا سلب الشعب المصري هذه الحرية فإنهم يريدون شعبا متخلفا ، فالشعب الذي حقق انتصارا كبيرا لا يمكن أن يسمح لأي أحد تحت أي مسمي أن يسلبه حريته ، مضيفا أن التفاؤل يقوي مناعة الفرد والجماعة وعلاج للاكتئاب الذي يصدروه لنا ووصف ثورة 25 يناير في أحد مقالاته بأنها ثورة إبداعية ، فالشعب المصري أبدع وسيبدع وسيظل يبدع ، فالحرية شرط أساسي للإبداع لا ينبغي أن يتسلل الخوف إلي قلوبنا ، فنحن نركز على العقل الحوارى على حد تعبير " باختين " هو أساس للتقدم الإنساني ليس على المجتمع ككل بل حتى للطفل الصغير ، ولسنا دعاة صدام ولكن إذا اضطررنا اليه سندخل فيه وأوضح حلمي سالم أن علم نفس الإبداع هو تخصص د . شاكر وهو جملة من ثلاث مفردات علم نفس الإبداع كيف سيستخدم هذا المثلث المركب في إدارة الثقافة المصرية ، فبالعلم وبالغور في الذات و النفس و الأشخاص وبدعم الابتكار والخلق والإبداع يستطيع شاكر أن ينتقل بعلم نفس الإبداع إلى مجري نهر الثقافة المصرية الجارية ، فشاكر المثقف والمثقِف كان كذلك دائما في عمله التأليفي والأكاديمي في مصر وفي بعض البلاد العربية وعمله الثقافي العام ، فهو يستطيع أن ينتقل بالمثقف والمثقف من قاعات الدرس إلى ميادين الثقافة المصرية ، يعتبر شاكر أحد مؤسسي حزب التجمع وهو اليوم بيننا ونحن معه وزيرا لثقافة مصر وأوضح سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع أن الثقافة في مصر هَم الشباب كله ، وأن ملايين الشباب يتطلعون إلى الثقافة من أجل الحفاظ على قيمنا وتقاليدنا وتراثنا وكل ما ناضل من أجله ثوار 25 يناير من حرية الفكر والاعتقاد ، كما توجهت فريدة النقاش بالشكر للدكتور شاكر عبد الحميد لأنه أول وزير للثقافة في مصر تقريبا عين د . كاميليا صبحي أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة وإيناس عبد الدايم رئيسا لدار الأوبرا كأنه يرد بشكل ضمني على الحملة الموجهه ضد النساء بعد أن تعرضت بعض النساء المصريات لهجوم فظيع بعد أن شاركن في الثورة برغم الأدوار الكبيرة التي قامت بها ، مشيرة إلى أن لديها تخوفات كبيرة عن المرحلة القادمة في مصر فمنذ خمسين عاما نطالب بالغاء كل القوانين المقيدة للحريات وسيظل هذا المطلب دائما للمثقفين المصريين ، ولكن الجديد الآن أن هناك قوي الاسلام السياسي صعد صعودا مفاجئا وسوف يتولي مهمات أساسية في اصدار التشريعات ، وهو ما يدعو المثقفين لأهمية التكاتف من أجل المطالبة بتعديل القوانين . واستشف الاسلاميون من وثيقة السلمي التي أجمعت عليها الأحزاب أن غضبهم كان على المادة الأولي التي تتحدث عن المواطنة ، كما نقلت فريدة للوزير مخاوف عدد من المثقفين بأن وزارة الثقافة ستكون موضوعا للهجوم من قبل الإسلاميين ، كما طالبت بالمحافظة علي التراث المصري ، مشيرة إلى أننا نملك أكثر من 80% من آثار العالم ، يجب المحافظة عليها كما طالبت بإشراك المثقف على نحو عميق جدا في أعمال وزارة الثقافة لأن هذا هو حصن تحصين الوزارة في هجوم ظلامي سوف يتم في الأيام المقبلة