ذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية أن فعالية الحظر الذى يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الايرانى محل تساؤل من خلال وجود أدلة متزايدة على زيادة الشحنات التي وصلت من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط. ونقلت الصحيفة البريطانية قلق الخبراء من أن العلماء الإيرانيين قد يصلوا إلى مرحلة أكثر تقدما، الأمر الذي أثار بدوره احتمال تدخل إسرائيل بضربة وقائية، منوهة إلى أن اندلاع قتال من شأنه تسليط الضوء المباشر على مضيق هرمز في مدخل الخليج العربي، والذي يتم من خلاله نقل صادرات النفط الخام بنسبة تقرب من 40% من النفط الخام المنقول بحرا في العالم. وفي الوقت الذى يفضل فيه بالفعل فرض الاتحاد الأوروبي الحظر على النفط الإيراني على أسعار النفط العالمية، إلا أن حدوث حظر على امدادات النفط الخام المنقولة عبر المضيق يعد بمثابة القلق الاكبر لتجار النفط والاقتصاديين. ومارس مسئولون امريكيون واوروبيون الضغط على الاقتصادات الرئيسية الأخرى للحد من استخدامها للنفط الايراني لدعم تدابير الاتحاد الأوروبي. ووفقا لاستخبارات قائمة لويدز فإن بيانات شحنات يناير الماضي تشير إلى وجود دلائل على أن الصين -والتي اعتمدت على حوالي ربع صادرات الخام الايراني في العام الماضي- عملت على اختيار مصدر آخر لاحتياجاتها من الطاقة وتردد استيرادها ل7.9 مليون برميل، أي بما يعادل نسبة 11% من النفط الإيراني، لهذا الشهر. وقالت استخبارات لويدز أنه على ما يبدو وأن الصين قد تحولت بدلا من ذلك الى انجولا وفنزويلا. ومن ناحية أخري رفعت الهند كمية النفط الخام المستورد من إيران في يناير الماضي إلى 16.2 مليون برميل..والذي يعد ذلك بمثابة قفزة بنسبة 53% مقارنة مع الشهر السابق، والذي يرتفع بنسبة الثلثين عن متوسط المستويات التي سجلت في العام الماضي. ولفتت الصحيفة إلى أن الهند وكوريا الجنوبية واليابان من بين الدول الأكثر اعتمادا على الواردات التي يتم شحنها عبر مضيق هرمز. وأشارت إلى أن تلك الدول الثلاث فضلا عن الصين استوردت مايقرب من أكثر من 100 مليون طن من النفط الخام عن طريق الشحنات المنقولة بحرا من دول الخليج في العام الماضي. وتعد ايطاليا واليونان وإسبانيا على رأس الدول الأوروبية الأهم المستوردة للنفط الإيراني في عام 2011.