جاء الإسلام ليخلص الإنسانية من ذل العبودية فى تدرج جميل، فجعل عتق الرقبة من الكفارات عن الذنوب وجعل تحرير العبيد والإماء من الرق من القربات إلى الله عز وجل. كما جاء الإسلام ليرفع من قدر المرأة ويغير نظرة المجتمعات الجاهلية لها التى كانت تنظر لها على أنها مجرد جسد.. مجرد أداة لمتعة الرجل وخدمته، ففرض عليها الحجاب لكيلا ينشغل الرجل بجسد المرأة ولا يبقى أمامه إلا النفس والعقل الذى ليس للرجل إلا أن يتعامل معه. وحبب للمرأة الحرة أن تقر فى بيتها ولا تخرج إلا للضرورة ولا تبتذل نفسها ولا تهنها ولا تعرض نفسها لمواقع الرجال فلا تعرض نفسها عليهم ولا تثير غرائزهم لا بالقول ولا بالزينة الظاهرة ولا بالزينة الخفية ذات الرائحة أو ذات الصوت، كل هذا ليحمى المرأة المسلمة من التعرض للأذى أو للانتقاص من قدرها، وأمر الرجل بالإنفاق على المرأة أما وأختا وزوجة وبنتا وجدة وعمة وخالة حتى لا تهان وتضطر للخروج للعمل لتنفق على نفسها. وتأملت الزمان الذى نعيش فيه الآن فإذا بنا فى زمان تمتهن فيه المرأة ويعود زمن الجوارى فتتصرف النساء كما تتصرف الجوارى. فالجارية خراجة ولاجة، أى كثيرة الخروج والدخول لقضاء مصالح أسيادها من بيع وشراء وقضاء حاجات، أما الحرة فتقر فى بيتها فإذا لم يكن لها خادم أو جارية فزوجها يكفيها مؤنة الخارج وعليها عمل الداخل أى المنزل، فجاء زمن الجوارى لتخرج النساء فى الشوارع لمجرد التسكع والفرجة على الفاترينات، فضلا عن ندرة الخدم، وقامت بعمل الخادم والجارية حتى شكت لى إحدى النساء أن زوجها يكلفها أن تخرج لتشترى له الدخان! الجارية تكلف بالعمل خارج المنزل لتأتى بالمال لسيدها وتعمل فى أى عمل يكلفها به، أما الحرة فعملها إذا أرادت التكسب لها وبمحض إرادتها لتتصدق منه على نفسها ويمكن أن تعطى منه زوجها فضلا لا قسرا وجبرا، وجاء زمن الجوارى لتجبر كثير من النساء على الخروج للعمل للإنفاق على أنفسهن والبعض منهن للإنفاق على العائلة وأحيانا للإنفاق على أزواجهن! الجارية تكشف رأسها وشعرها وأجزاء من جسدها ما تحتاج إليه فى المهنة كالذراعين والساقين والحرة تغطى جسدها فلا يظهر منها سوى الوجه والكفين، فجاء زمن الجوارى لتخرج الحرة وتظهر من جسدها أكثر مما كانت تظهر الجوارى كاشفة شعرها وصدرها وأحيانا كامل جسدها فى ابتذال ومهانة زمن تستخدم فيه المرأة وجسدها كمادة إعلانية للترويج للسلع وإثارة الغرائز لجلب المال لرجال الأعمال لا يستنكف الرجل عن ذلك ولا تستحى المرأة.. هذا عن زمن الجوارى، أما أخلاق العبيد فأحدثكم عنها فى المقال التالى إن شاء الله. [email protected]