ظل المصريون في الخارج لسنوات طويلة محرومين من حق المشاركة السياسية في الانتخابات او في المشاركة في اتخاذ اي قرارات مصيرية تخص مصر مثل الاستفتاءات المختلفة وغيرها الي ان جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ألفين واحدي عشر لتمنحهم حقا من أبسط حقوقهم الاساسية لكي يشاركوا بأصواتهم الغالية في كل ما يخص الوطن ومستقبله. ومن هنا جاءت مشاركتهم في كل الانتخابات والاستفتاءات التي جرت خلال الثلاثة أعوام الماضية واليوم جاء الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق لاختيار رئيس مصر القادم بعد ان شاركوا في الاستفتاء علي الدستور الجديد ولقد راهن المتآمرون علي ان أبناءنا من المصريين بالخارج سوف يعزفون عن المشاركة ولن يذهبوا للإدلاء بأصواتهم. ولكن جاءت المفاجأة عكس ما توهم أولئك المتشككون وإذ بآلاف المصريين في الدول العربية والآسيوية والأوروبية وفي الأمريكيتين يشاركون بكثافة لم تحدث من قبل بل ان نسب المشاركة تعدت النسب السابقة ليثبت هؤلاء الأوفياء المخلصون لوطنهم الأم مصر انهم ورغم بعدهم الا انهم يعشقون ترابها ومصممون علي ان تكون لهم الكلمة الحرة في اختيار رئيس مصر القادم. لقد اصطفت الطوابير لمسافات طويلة أمام سفاراتنا وقنصلياتنا في كل دول العالم لتشهد حرصهم علي المشاركة بل رأينا المسنين والرجال والسيدات والعائلات حتي هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة ذهبوا ليشاركوا، لقد أراد هؤلاء المصريون الشرفاء ان يثبتوا للعالم ان الغربة لا تمنعهم عن حبهم وإخلاصهم لمصر وانهم حريصون علي استقرارها وأمنها ونهضتها من كبوتها مثلهم مثل أهاليهم وأصدقائهم المقيمين بالوطن الأم. لقد نجح أبناؤنا في الخارج في إعطائنا درسا في حب مصر والخوف عليها وعلي مستقبلها وقد تكون هذه نقطة هامة جداً تحفز كل مواطن داخل مصر ان يحذو حذوهم ويتخذ المثل منهم ويشارك في الانتخابات القادمة. فنحن أبناء مصر المقيمون بالداخل لن نقل وطنية وحبا لمصر عن أبنائنا وأهلنا في الخارج لقد أرسلوا لنا رسالة واضحة تقول اننا بدأنا وعانينا مشقة السفر لمسافات طويلة احيانا لنصل لمقار سفاراتنا من اجل ان نشارك وندلي بصوتنا لنختار رئيس مصر القادم وعليكم انتم أيضاً المشاركة بل والمشاركة بكثافة وأعداد كبيرة. انني أستطيع اليوم ان أطمئن أهلنا في الخارج وأقول لهم لقد وصلت لنا رسالتكم ونشكركم ونعدكم بإذن الله بأننا جميعا سنشارك وسوف نكون مثلكم محبين ومخلصين لمصرنا الحبيبة ونختار معكم الرئيس الذي تستحقه مصر.