صدر للشاعر نبيل خلف بعنوان "منفى ووطن" ديوان جديد عن دار شرقيات في بداية عام 2012 يضم غلافه المتميز للفنانة التشكيلية منى عنايت بين ضفتيه 20 قصيدة من القطع المتوسط، وهو الديوان ال 20 من إبداعه الشعري. وقد لخص ببراعة التذييل على ظهرغلاف الديوان بقلم الفنان راجي عنايت ما يحتويه الديوان قائلا: "عندما يرتطم الواقع شديد التغيير بأغوار الذات الحميمة بكل ما تحتويه من تراكمات، لن تجد مهربًا آمنًا أكثر من الصدق.. وهذا هو ما تراه متجسدًا في أشعار الديوان الجديد للشاعر نبيل خلف "منفى ووطن"، وقد كان هذا التصادم بين الطارئ المتسارع والكامن المستقرِّ، امتحانًا تشكيليًا للفنانة منى عنايت التي حاولت أن تقترب بحرص من شظايا ذلك التصادم. فقد قدَّمت الفنانة التشكيلية منى عنايت غلافًا دالاً على محتوى قصائد الديوان وموقف الشاعر المفعم بالصدق والشفافية، فيما ورد من أفكار ومعاناة وإحساس بالحصار والإحباط والاضطهاد. وديوان "منفى ووطن" يتنبأ فيه الشاعر بأن يضع الواقع المعيش إجابات بديهية للعديد من التساؤلات. وفي قصيدة "هل فيه وقت" يطرح الشاعر تساؤلاً ينطوي على التمني والرغبة في التحقق، بضرورة إيجاد هذا الوقت حتى نعبر أزماتنا ونتفادى المصائب والويلات التي تورثنا الضعف والهزيمة والاحباط والضآلة.. إلخ. وتتضح قوة الإيمان المطمئنة بالحياة الأخرى بعد البعث قضية محسومة لا تشغل بال شاعرنا فقط، بل يعيشها إيمانًا وصدقًا لا يشوبهما أي شك. ومن أروع ما جاء في الديوان هذه الصورة الشعرية الدالة "يا شمس رع واخناتون.. هى شمس الوجود، شمس الأمم.. مصر، هى الشمس التي يخاطبها الشاعر (رحتي فين؟!)، السؤال هنا تأكيد يحمل الإجابة في طياته.. والإجابة المفردة هى الفقد.. فالشاعر يفتقد مصر الأم مصر الوطن.. التي أصبحت بفعل الظروف منفىً، ويغيب عنه الفرح الذي يتمناه بغيابها عنه". ومن أهم قصائد الديوان قصيدة "العنكبوت": نوع آخر من التواصل مع الآخرين، استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.. الكمبيوتر، من خلال النت، وفيس بوك والإيميل وتويتر وغيرها من الوسائل إيجاد أنواع من الخيوط التي تربط الإنسان بغيره، وهو غير متواصل بجسده. وهذا الاختراع المبهر الجديد يصوره شاعرنا بالعنكبوت لأنه قادر على غزل خيوطه ومدها، مهما طالت المسافة فلا استحالة للتواصل، طالما تمد هذه الخيوط الصلبة.