تطالعنا الصحف كل حين بأخبار عن ماسبيرو والتليفزيون المصري وان وزيرة الاعلام علي وشك اجراء تغييرات في ماسبيرو أو أن وزيرة الإعلام قد اجتمعت مع القيادات لاعتماد الترشيحات المحتملة لرؤساء القنوات، وحقيقة الأمر أن هذه التغييرات السابقة أو اللاحقة أو القادمة لا تعنى المشاهد المصري لتلفزيون الدولة المصري في شئ. لأنها في مجملها مثل لعبة الكراسي الموسيقية فماذا يفرق معنا إن كان رئيس قناة كذا هو فلان أو فلانة هل باسمه فقط وشهرته سوف يستقيم حال القناة أم أنها منظومة كاملة تعمل من أجل الشاشة فالإعلام الناجح لا يقوم علي اسماء مشهورة فقط فالأهم أن تكون اسماء لها تاريخها ومصداقيتها فلذلك فنقل قيادة من قناة إلي أخري والعكس ليس تغييرا علي الاطلاق. وإنما هي حركة تنقلات ليس إلا لن تزيد ولن تنقص الشاشة من شئ فهو جيل إعلامي بأكمله يجب ان يتغير فكره وادائه ونحن نشك في امكانية ذلك أو أن ندفع بجيل أخر ليتولي المسئولية الإعلامية بأداء جديد ولكن من المخلصين لهذا الوطن وليس كما يفكر بعض مسئولو ماسبيرو حاليا من استقدام العمالة من السوق الخاص لتدير التلفزيون الرسمي دون مؤهلات لذلك سوي الاسم فقط بعيدا عن المهنية والتاريخ المهني. فنحن نرجو من وزيرة إعلام مصر ان يكون التوجيه والاهتمام الاوحد في الفترة القادمة نحو عنصرين اسايين هما المضمون والاداء فهما عنصري المصداقية والجودة لدي المشاهد وليس الشكل كما يفعل الآن كل قيادات ماسبيرو في محاولة لتحسين الشكل للمنافسة الخاطئة مع القنوات الخاصة فالشكل من الممكن ان ينبهر به به المشاهد مرة أو مرتين وسرعان ما سوف يتعود عليه وينصرف إلى غيره. لأن المضمون والمحتوي والاداء ليس كما تمناه ويرجوه هذا المشاهد ونحن لا نريد أن نعدد الأمثلة ولكن خير مثال لهذا قناة تلفزيونية رسمية انشئت عام 1990 اسمها الفضائية المصرية وكان الغرض من إنشائها التواصل مع المصريين بالخارج وعدم انفصالهم هن وطنهم الأم مصر وايضا تعريف الخارج بمصر الحقيقية حكومة وشعبا ومجتمعا ولكم هل ما يحدث الآن في هذه القناة العصماء في هذا العصر الإعلامي الفوضوي يخدم الهدف من إنشائها ؟ الاجابة طبعا لا ، فالفضائية المصرية أصبحت قناة باهتة الشكل والمضمون تعتمد علي بواقى القنوات الأخري وأصبحت المادة الروتينية هي سمة هذه القناة التي لا يوجد علي خريطة برامجها برنامج واحد يخدم الهدف من إنشاء هذه القناة فعليا وإنما مجموعة من البرامج السطحية التي لا ترقي لان تُعرض على قناة يشاهدها العالم وقد يقول احد قيادات ماسبيرة الحاليين أن العاملين لا يقدمون برامج جيدة او افكارا جديدة فهذا هو فكر واداء قيادات ماسبيرو. دون ان يحاول حل مشاكلهم حتي يتفرغوا لعملهم ولابداعهم من خلال برامج تخاطب المشاهد المصري في الخارج وكذلك المشاهد العربي لتوصيل الرسالة المصرية بوعي وحقيقة بعيدا عن مزايدات الفضائيات الخاصة التي لا تعنيها مشاهد في الداخل او في الخارج وانما يعنيها مصالح ملاكها والربح والخسارة لذا فأنا أعتقد أن الاهتمام بالفضائية المصرية وتغيير فكرها البرامجي والذي تخاطب به الخارج هو من ضروريات الامن القومي المصري، بعد ان تحولت برامجها الي نفس شكل ومضمون القنوات المصرية الأرضية وإن كانت بشكل اسوأ فالقناة التي تخاطب الخارج يجب ايضا الاهتمام بالشكل والمضمون معا.علي التوازي . وفي النهاية فما نرجوه من حكام ماسبيرو أن يتم الدفع للفضائية المصرية بقيادة إعلامية واعية لدور هذه القناة وتعرف أهداف لإنشائها وكيفية تحقيقها وليست قيادة روتينية كالعادة تعمل علي تسيير الأمور دون فكر او هدف وتنهي الخلافات التي ضربت هذه القناة فالفضائية المصرية لها دور كبير إعلاميا وسياسيا لا يندرج تحت بند الربح المادي ولا تخضع لمنطق الشو الاعلامي مش كده ولا ايه ! فهل من مستجيب؟.