حذر البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي من أن عدم انتخاب رئيس جديد وحدوث فراغ في موقع الرئاسة سيؤدي إلى انقسام يؤثر على استقرار لبنان ودوره. وجدد البطريرك الراعي خلال لقائه السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي اليوم مطالبته للنواب ولكل المسؤولين السياسيين انجاح انتخاب رئيس جديد مناشدا أصدقاء لبنان تأمين أجواء دولية واقليمية مناسبة لتحقيق الانتخاب سواء لناحية الامن في البلاد او حيادها الايجابي. ولفت الى تأثير الأزمة السورية على لبنان مشيرا الى ان بلاده تعاني اليوم من التبعات القاسية للازمة السورية من خلال استقبالها زهاء مليون ونصف مليون لاجىء سوري يشكلون ما نسبته ربع عدد سكان لبناني. وناشد المجتمع الدولي أن يسعى لانقاذ لبنان بوضع حد للحرب السورية التي تخلف المجازر ضد الابرياء وتدمر المدن وكل مظاهر الثقافة والحضارة التي بناها طوال قرون المسلمون والمسيحيون. وتطرق البطريرك الراعي الى الصراع العربي الاسرائيلي داعياً المجتمع الدولي أن يجد حلا له مؤكدا ان بلدان الشرق الاوسط لن تجد الراحة قبل حل هذا الصراع عبر تطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم واقامة دولة فلسطينية بحدود معترف بها دوليا وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي العربية التي احتلها في لبنان وسوريا وفلسطين واعطاء صفة خاصة لمدينة القدس لكي تكون المدينة المقدسة مفتوحة لليهودية والمسيحية والاسلام. واعتبر ان الحل السياسي المناسب لأزمة الوطن العربي يتطلب أن يصل المعتدلون الى السلطة بدعم من الجيش وانما دون عودة العسكر او الاسلاميين وبان تسود الانظمة السياسية المعتدلة كونها الاكثر احتراما لحقوق الانسان ولحرية الاعتقاد. وطالب الدول الصديقة ان تلعب دورا في تشجيع ايران والمملكة العربية السعودية على حل صراعاتهما عبر الحوار وليس بالمواجهة غير المباشرة والعنيفة معتبرا ان الصراعات القائمة بين السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان مرتبطة بالصراع الايراني السعودي. ودعا المجتمع الدولي إلى أن يساعد اليهود والمسلمين أن يحذو حذو المسيحية في الفصل بين السياسة والدين معتبرا ان الخلط بينها يجعل من الدين أداة في السياسة الامر الذي ينقل الدين بالسياسة التي تمليها المصالح. ولفت إلى أنه طالما تلك العملية لم تحدث فانه لايمكن الحديث عن ديموقراطية وحريات وحقوق إنسان.