أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس أنه اتفق خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي جون كيري ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على تبني وثيقة أطلق عليها "اتفاقية جنيف"، تم خلالها الاتفاق على البدء في اتخاذ خطوات أولية لتهدئة الأوضاع المتوترة في أوكرانيا وضمان أمن جميع مواطنيها. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السويسرية جنيف وبثه تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة تجنب جميع الأطراف لأي نوع من أنواع العنف وأي استفزازات، ونحن ندين التطرف والتشدد بشتى أنواعه ومن بينها الأعمال المعادية للسامية". وتابع "ومن بين الخطوات الأولية التي ينبغي على جميع الأطراف التعهد بتنفيذها هي نزع سلاح جميع المجموعات شبه العسكرية غير القانونية وضرورة إعادة جميع المباني المحتلة بشكل غير قانوني إلى السلطات، كما ينبغي أيضا إخلاء جميع الشوارع والأماكن العامة والميادين والعفو عن جميع المحتجين عدا الذين تورطوا في جرائم خطيرة". وطالب وزير الخارجية الروسي بعثة المراقبة الخاصة بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموجودة في أوكرانيا بأن تلعب دور القيادة في تقديم المساعدة للأوكرانيين أنفسهم وللسلطات والمجتمعات المحلية في مختلف الأقاليم لتحقيق جميع الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في الوثيقة سلفا، لافتا إلى مشاركة كل من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تلك البعثة كأعضاء. وألمح لافروف إلى أنه سيتم تسليط الضوء على عمل تلك البعثة، ويهدف ذلك للتأكيد على إقرار الحوار بين الأطراف المتصارعة في أوكرانيا من أجل إيجاد تسوية والتأكيد على إحراز تقدم في ذلك المأزق الصعب، مطالبا بإجراء حوار وطني شامل يتسم بالشفافية والأمانة بين جميع الجماعات المتصارعة داخل أوكرانيا والتأكيد على ضرورة دعوة جميع الجماعات السياسية لإجراء مناقشات مع اللجنة البرلمانية المنوط بها تعديل الدستور. وألمح لافروف إلى أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية تقديم المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا وضرورة دعم جميع الجهود التي تهدف إلى تحقيق استقرار الاقتصاد الأوكراني في ذلك الوضع الصعب، واصفا الاتفاقية التي تم التوصل إليها بأنها "تسوية فعلية" واعتراف بأن الإصلاح في أوكرانيا لن يحققه سوى مواطنوها دون تدخل من أي أحد أو أي أطراف خارجية. وأضاف "أنه تم الاتفاق أيضا على رفض الاحتجاجات العنيفة وعدم احتلال المباني الحكومية، ووضعنا أمامنا قبيل التحضير لذلك الاجتماع ضرورة حضور ممثلي الجماعات المناهضة للسلطات الأوكرانية، لكن لأسباب تنظيمية لم نستطع توجيه الدعوة لهم، كما علمنا أن حزب الأقاليم وهو حزب الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش قد عقد مؤتمرا أمس الأربعاء اتخذ خلاله سلسلة من التدابير تهدف لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا ومجموعة من الوثائق التي تعبر عن نظرتهم المستقبلية لجنوب شرق أوكرانيا".