قدامى التكفيريين رفضوا الإنترنت وحرموه حرمة "التليفزيون" العلاقة بين "التكفيريين" والإنترنت بدأت منتصف التسعينيات الانطلاقة الحقيقية بعد حرق مقار أمن الدولة في 2011 الجهاد اختار "تويتر" لتميزه بالسرية الجهاديون مرتبطون إلكترونيًا برموز الإرهاب في العالم ويصعب تعقبهم التوجه لشبكات أخرى مدفوعة الأجر كبديل عن "تويتر" الفترة القادمة زوجة حسن صالح وزوجة "أبوالعلا" أشهر المجندات في مصر "تويتر".. كلمة السر الآن لدخول عالم التكفير وتنفيذ مخططات الإرهاب، في الوقت الذي يبدو للعامة أن فكرة ارتباط التكفيرية بالشبكة العنكبوتية مخالفة لمعتقداتهم، والتي تحرم كل شيء له علاقة بالحداثة وتتهم من يتعامل معه ب"الكفر".. أما الآن وقد أصبحت العمليات الإرهابية تبدأ من صفحات "تويتر" بات لزامًا علينا محاولة اقتفاء أثر الإرهاب عليها، وتتبع العلاقة التاريخية بين الإرهاب والإنترنت. "منتصف التسعينيات" قال صبرة القاسمي، القيادي الجهادي السابق، إن علاقة الإرهاب بدأت بالشبكة العنكبوتية "إنترنت" فعليًا في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، حيث إن قدامى التكفيريين لم تكن لهم علاقة به ورفضوا التعامل معه وكانوا يحرمونه كتحريمهم لجهاز "التلفاز". وأشار إلى أن عناصر التكفير والإرهابين المتأسلمين، لاحظوا منتصف التسعينيات إقبال الشباب على التكنولوجيا الإلكترونية، وشعروا بأهميته البالغة في حياتهم، ما دفعهم في تلك الفترة لإنشاء مواقع خاصة بهم بدأوا يرفعون عليها الكتب الإسلامية والتراث الإسلامي الذي يشتمل على أفكارهم التكفيرية. وتابع "القاسمي" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد": ومع بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي في بداية الألفية الثانية خاصة بعد انطلاق "فيس بوك" في 2004، اتخذوا موقفًا رافضًا لها في البداية بدعوى أن بها اختلاطًا بين النساء والرجال وهو ما يعتبرونه عملاً مخالفاً لتعاليم الدين ويوقع في الكفر بحسب أفكارهم، حتى تحول الموقف تمامًا وهجموا هجمة شرسة على الإنترنت بشكل عام في 2010 – 2011. حرق "أمن الدولة" والانطلاق وعن تفاصيل هذا الهجوم، تابع "القاسمي": بدأ التكفيريون يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" على استحياء عام 2010، بعد أن لاحظوا أهمية المحادثات عليه في تبادل الشباب لوجهات النظر السياسية، وزاد الاهتمام بالأمر أثناء فترة الحشد لثورة 25 يناير، فبدأوا يكثفون حشدهم لأفكارهم التكفيرية، وبعد نجاح 25 يناير في الإطاحة بنظام الحكم، فطن التكفيريون إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي هي سلاح قوي لا يمكن إغفاله بعد أن استطاع الإطاحة بنظام حكم كامل استمر ل30 عامًا، إلا أنهم بقدر الإمكان كانوا يراعون أن هناك جهازًا أمنياً قد يكون مراقباً لتحركاتهم على الإنترنت. وأضاف: كانت واقعة حرق مقار أمن الدولة بداية حقيقية لانتهاء إدارة العمل التكفيري على الأرض وانتقالها بالكامل إلى الواقع الافتراضي، حيث اطمأن التكفيريون تمامًا إلى أن الأمن لا وجود له على الأرض أو على الشبكة العنكبوتية، وانتشرت على الفور وبكثافة الصفحات التي تدعو للجهاد بشكل صريح وفج وواثق من غياب أعين الأجهزة الأمنية. "علاقات دولية" وتابع: منذ ذلك الحين كون الجهاديون علاقات "دولية" وأصبحت رؤوس التكفير في مصر مرتبطة إلكترونيًا بنظيرتها في كل دول العالم، ويستطيعون بهذه الطريقة التدبير لكوارث دولية، ذلك لأنه مهما بلغت قدرات الأمن في تتبع صفحات الإرهاب في دولة فلا يمكن تعقبها في الدول الأخرى التي تحوي الأطراف الأخرى للإرهاب، فقد لا يسمح البروتوكول ما بين مصر و"مالي" مثلاً بتعقب الصفحات الشخصية للأفراد في مالي والعكس صحيح أو في باكستان أو في أوروبا أو في أي دولة أخرى من الدول التي بها إرهابيون متصلون إلكترونيًا بالإرهابيين في مصر. لماذا "تويتر" كما كشف "القاسمي"، عن عدة أسباب تقف بقوة وراء تفضيل جماعات التكفير لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وممارسة أعمالها الإرهابية من خلاله أكثر من اعتمادها على نظيره "فيس بوك" في هذا الأمر. وأوضح أن "تويتر" من المواقع التي يصعب اختراقها من جانب الأفراد العاديين، وكذلك من جانب قوات الأمن، إلى جانب أنه لا يحتوي عرضًا للملف الشخصي للمستخدم مثل "فيس بوك". وأضاف "القاسمي" في تصريح ل"صدى البلد"، أن تويتر أصبح الوسيلة الأولى في العالم الآن لغسل الأدمغة، وأصبح كبار التكفيريين يستخدمونه الآن في نفس الدور الذي كانوا يستخدمون فيه المساجد قبل أن يدخلوا إلى العالم الافتراضي، حيث كانوا يبدأون خطوات غسيل الدماغ من المسجد، بعد أن يلتقوا الشباب ويبدلون مفاهيمهم الإسلامية ويقنعوهم بأفكارهم التكفيرية أثناء جلساتهم التي كانت تعقد في المسجد، بينما الأمر الآن أصبح يبدأ من "تويتر". بدائل ل"تويتر" مدفوعة الأجر وعن صحوة الأجهزة الأمنية وشروعها في ضبط عدد من الخلايا الإلكترونية، قال "القاسمي": لاشك أن القلق بدأ يساورهم ولذلك قد يقررون في أي لحظة الانسحاب من "تويتر" و"فيس بوك" تمامًا بعد أن بدأ الأمن يجتهد في التوصل للخلايا التي حرضت على قتل الضباط خاصة، ولذلك فهم الآن يستعدون لهذه الخطوة بالاشتراك في شبكات اجتماعية أخرى "مدفوعة الجر" آمنة تمامًا من رقابة الأمن. "خطوات التجنيد" وعن الطريقة التي يتم بها تجنيد الشباب، قال "القاسمي": "تبدأ الخلايا الإلكترونية الخاصة بعناصر التكفير بمراقبة الملفات الشخصية للأفراد، ويختارون من لديه نقطة ضعف وتسيطر عليه حالة نفسية سيئة، ويبدأون في التواصل معه ومواساته في مصيبته وإقناعه بأن الله يحمل له الخير في مكان آخر، وبعد ذلك يطالبونه بالبيعة على السمع والطاعة". وأضاف: "عندما يقبل ويبايعهم يجرون عليه بعض الاختبارات التي تؤكد لهم صدقه في مبايعتهم، وهو ما يساعدهم في الوقت ذاته على جمع التحريات الكاملة عنهم، كأن يطلبون منه أن يصلي في المسجد "الفلاني" في ساعة وتاريخ محدد، ويراقبون مدى استجابته للأمر، ثم مراقبته وجمع كل المعلومات اللازمة عنه حتى يتمكنوا من الوصول إليه إذا ما خالف البيعة السابقة وحاول الفرار منهم". "تجنيد المرأة" وقال إن التجنيد لا يقتصر على الرجال فقط وإنما يشمل السيدات والفتيات أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكون المرأة في هذا الجانب مكلفة بالسمع والطاعة تمامًا لكل أمر مثلها مثل الرجل وتشارك فعليا في تنفيذ المخططات الإرهابية، لافتًا إلى أن تجنيد السيدات في مجال الجهاد والتكفير ظهر في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك وقد صدر حكم قضائي ضد اثنتين من المتورطات في أعمال إرهابية.