"مصر هي الشقيقة الكبري" هي الكلمات التي ذكرها تميم بن حمد حاكم قطر في مستهل خطابه يالقمة العربية الأخيرة، ورغم العديد من الخلافات نجد أن أغلب الدول العربية ترى أن مصر شقيقتها الكبري، وتتعامل من منطلق الدور المصري في حماية الإسلام والعروبة من كل الأخطار على مدار التاريخ. ولكننا- بعض الأحيان- نجد في العائلة أحد الأشقاء الصغار الذي يتطلع إلي لعب دور محوري وإزاحة من ينافسه لمجرد امتلاكه المال، وبغض النظر عن أي اعتبارات سياسية أو تاريخية، وهذه الغيرة العمياء هى التي تجعنا نرى أن الأخ يقتل أخاه أو يسجنه أو يدمر حياته. وإذا طبقنا هذا على واقعنا العربي المعاصر، نجد أن قطر "الصغيرة" تسعى لأن تكون محور الأحداث في المنطقة العربية، بل وتصبح القائد الذي يسير خلفه الركب العربي، لمتلاكها الأموال، متجاهلة كافة الحقائق التاريخية والجغرافية. وهذا ما يمكننا من فهم الموقف القطر تجاه مصر، فالقاهرة هي العقبة الأساسية التي تحول بين لعب قطر دورا حيويا بالمنطفة، فالخلاف بين البلدين لم ينشأ عقب اتخاذ الدوحة موقفا معاديا من ثورة 30 يونيو، ولعب دور في إثارة الوضع الداخلي في مصر عن طريق تمويل العمليات الإرهابية وتوفير ملاذ آمن لمن يخططون لهذه العمليات، بل وتوفير منصة إعلامية لنشر أفكارهم، وهو ما اعترضت عليه مصر. فقطر منذ نشأتها في منتصف القرن الماضي، لم تتواني عن الصدام مع مصر لإظهار نفسها كقوى اقليمية، فعندما حدثت خلافات بين بين الدولتين في عهد عبد الناصر قررت قطر وقتها مقاطعة القمة العربية المنعقدة في مصر، كنوع من رد الفعل المؤثر، ولكنها صدمت من موقف الزعيم الراحل حينما قال "ما شاء الله نخلتين وخيمة بتقاطع مصر". وبعد ذلك وجدت قطر في قرار الدول العربية بمقاطعة مصر، عقب توقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل، سبيلا للتخلص من العقبة التي تسد طريقها للوصول إلي مبتغاها. وعقب تولى الرئيس السابق حسنى مبارك الحكم، شهدت العلاقات بين البلدين حالة من الفتور الشديد، والسبب في ذلك هو تطلع قطر للعب دور اقليمي يتباين مع الموقف المصري، خاصة في قضيتين أساسيتين تراهما مصر حقا مكفولا لها وهما القضية الفلسطينية وأزمة دارفور، هذا إلي جانب ما كانت تبثه قناة الجزيرة من أخبار عن مصر اعترض عليها النظام الحاكم وقتها. هذا جزء ضئيل من الموقف القطري من مصر، لهذا ليس من المستغرب أن نرى تسعى بكل ما أوتية من قوة لإسقاط مصر وتفتيتها.