أسئلة مهمة تتردد بإلحاح فى ذهن كل مصري، بعد المواقف القطرية المتعددة بخصوص الشأن المصري، التى كان آخرها بيان وزارة الخارجية القطرية الأخير، الذى يحمل فى مضمونه تدخلا سافرا فى الشئون الداخلية لمصر، وإصرارا على عدم احترام إرادة الشعب المصرى الذى اختار طريقه نحو الديمقراطية الحقيقية والمستقبل الآمن، عبر خارطة محددة بدأ فى تنفيذها برغم محاولات الإرهاب التى تمارسها جماعة الإخوان ضده. لقد أكدت مصر مرارا وتكرارا، أن الهوية العربية المشتركة، التى تجمعها بدولة قطر، تجعلنا نتطلع إلى علاقات جيدة معها، وفقا للأسس والثوابت التى تجمع كل الدول العربية، وتحقق المصالح العربية العليا، وطموحات الشعبين الشقيقين فى كل من مصر وقطر. إن القاهرة تعى جيدا حدود المسئولية القومية التى تتحملها بوصفها كبرى الدول العربية، وبحكم دورها التاريخى والقيادى فى العالم العربي، وهو ما يستلزم من الأشقاء احترام مكانة الشقيقة الكبرى، والحفاظ على أمنها واستقرارها وليس العكس، وأهم مظاهر هذا الاحترام، هو تقدير خيارات الشعب المصري، واحترام إرادة المصريين الذين قاموا بثورة 03 يونيو، وأطاحوا بحكم جماعة فاشلة، لم تستطع تحقيق ما وعدت به الجماهير، واستغلت الفرصة لفرض سياسة تمكين عناصرها من مفاصل الحكم دون سند أو مشروعية، حتى خرجت الجماهير تدافع عن إرادتها المسلوبة، وتستعيد الوطن من براثن من لا يؤمنون به. وهنا لا تملك الدول الشقيقة والصديقة سوى احترام إرادة الشعب المصري، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر، وهو أحد الأسس المهمة فى العلاقات بين مختلف دول العالم، ولذلك فإن حقوق المصريين عند الدول الشقيقة لا تحتمل دعم أى طرف لجماعة إرهابية تستهدف ضرب الأمن والاستقرار فى البلاد. إن أمن مصر هو ضمانة مهمة للأشقاء فى الخليج العربي، وجزء أساسى من الأمن القومى العربي، لأن أمن الخليج، مسئولية مصرية عربية، وكلاهما يتأثر بأى تهديدات يواجهها الآخر. لذا فمن المستغرب أن تخصص قطر ترسانتها الإعلامية للتحريض على بث الفوضى وضرب الاستقرار فى مصر، خدمة لجماعة إرهابية، والمستغرب أكثر المواقف السياسية القطرية الداعمة لهذا التوجه، والتى تعيد إلى الذاكرة علامات الاستفهام التى أحاطت بالدور القطرى فى ليبيا وسوريا، والخلافات المستمرة بينها وبين باقى دول الخليج، والسؤال المطروح دائما عن حقيقة الدور القطرى فى العالم العربى. إن مصر مازالت تتطلع إلى علاقات جيدة وسوية مع قطر، وقد رحبت بتولى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى مقاليد السلطة فى قطر، وكانت تتوقع منه أن يفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل لإرادات الشعوب والتعاون البناء المثمر لصالح الطرفين، لكن استمرار المواقف القطرية السلبية تجاه الشعب المصرى، تجعلنا نتساءل: قطر إلى أين؟! لمزيد من مقالات رأى الاهرام