بحث وزير الداخلية الأردني حسين هزاع المجالي اليوم الخميس مع وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيو روبرتوس ، الذي يزور عمان حاليا ، سبل تدعيم التعاون الثنائي في مجالات مكافحة الجريمة والإرهاب وتبادل الخبرات الأمنية والشرطية والزيارات إضافة إلى أبرز التطورات الجارية في المنطقة وخاصة أزمة اللاجئين السوريين وانعكاساتها على الأردن ودول المنطقة والعالم. واستعرض المجالي آثار الأزمة السورية التي طالت مختلف القطاعات الحيوية والخدمية في المملكة وكيفية التعامل معها من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية والإنسانية ، مؤكدا على أن الأردن لن يستطيع بمفرده تحمل آثارها دون مساعدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية نظرا لشح موارده ومحدودية إمكاناته وموارده الطبيعية والاقتصادية. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة النظر بعين الاعتبار للمجتمعات المستضيفة للاجئين والتي تقاسمت معهم جميع الموارد والخدمات المخصصة لهم ، وذلك عبر التركيز على إنشاء مشاريع استثمارية وانتاجية وخدمية تمكنهم من استيعاب آثار الأزمة والتعاطي معها بإيجابية. وأكد المجالي ، خلال اللقاء الذي حضره السفير البريطاني في عمان بيتر ميليت ، أهمية الشراكة الاردنية البريطانية وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيلها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين. ومن جانبه .. ثمن الوزير البريطاني المواقف الأردنية المعتدلة تجاه جميع القضايا التي تواجه المنطقة وذلك في إطار حرص الأردن قيادة وحكومة وشعبا على تثبيت أركان الأمن والاستقرار وتحقيق السلم الإقليمي والدولي عبر مكافحة الإرهاب والجريمة بشتى أنواعها ، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة. وأشار إلى حاجة الأردن للمزيد من الدعم الدولي لمساعدته على تحمل الأعباء الناجمة عن الأزمة السورية التي أثرت عليه بشكل مباشر نظرا للحدود المشتركة الطويلة بين البلدين وعلاقات الجوار المرتبط بها العديد من المصالح بين الجانبين. ويستضيف الأردن على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011 ما يزيد على 600 ألف لاجيء سوري ، فضلا عن وجود عدد مماثل قبل الأحداث وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة ولم يتمكن غالبيتهم من العودة. وكان مدير إدارة شئون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود قد أعلن مؤخرا أن عدد السوريين يزيد على مليون و330 ألفا منهم ما يزيد على نصف مليون لاجيء وهم موزعون على خمسة مخيمات. وتعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك قبل أكثر من عامين ، وذلك لطول حدودهما المشتركة التي تصل إلى 378 كم يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها.