انتهت القمة العربية بما لها وما عليها ... وكالعادة خرجت بالتوصيات الابدية التى يتفق عليها رؤساء ووزراء خارجية الدول العربية المشاركة بمنتهى الحماسة ... والتى تطرب الأذان بمجرد سماعها ونتمنى جميعا من قلوبنا ان يتحقق ربعها ...دون جديد ... ليبقى عدة نقاط بارزة فى هذه القمة العادية التى تعقد كل عام فى المعاد ذاته فى احدى الدول العربية المشاركة فى هذه القمة .... ارى من وجهة نظرى ان اهمها على الاطلاق هو ضرب دولة الامارات الشقيقة اروع امثلة الايثار فى عصرنا الحديث بتنازلها عن حقها فى رئاسة القمة العربية المقبلة مصر خلال شهر مارس المقبل حتى تعود الريادة مرة اخرى للشقيقة الكبرى ... وهذا الموقف البطولى والمشرف والذى يجب ان تحتاز كافة الدول العربية به حتى ترتقى شعوبنا اذا دل على شئ فيدل على عمق العلاقات الاخوية الحقيقية التى تربط الشعبين ببعضهما البعض ويمثل دعما كاملا للموقف المصرى ومساندتها فى فترة حرجة تمر بها البلاد ... ويرد على الكارهين والمشككين فى قدرة مصر فى مواجهة الحروب الضروس التى تحاك ضدها من بعد الدول بالمنطقة ... واعتقد اننا كوطنيين وعاشقين لقوة مصر وحريصين على مكانتها اسعدنا كثيرا هذا القرار وزاد من امتناننا وتوادونا مع شقيقتنا العزيزة الامارات. اما النقطة الثانية والبارزة فى هذه القمة وايضا من وجهة نظرى هى محاولة قطر ثمثيل دور الشقيقة المحبة و السيطرة على عدم اظهار كم العداوة لمصر بشكل أو بآخر اللا انها فشلت فشل زريع فى الوصول الى هدفها المنشود ... وبدا واضحا فى الكلمة التى القاها تميم بن حمد بن خليفة امير قطر قائد الانقلاب الناعم على والداه حاكم قطر ....مدى كرهه وتدخله فى الشأن الداخلى المصرى طوال الوقت بشكل واضح جدا من خلال تعقيبة على ما يحدث فى الدول العربية من خلافات سياسية على ارضيها بجملة ( هناك دول تعانى انسداد الأفق السياسى ... لكن هناك دول اخرى حلت مشاكلها بالحوار ...) مشيدا بتونس والسودان واليمن ....وطبعا الدول التى تعانى من انسداد الأفق السياسى من وجهة نظره هى مصر واكد على نيته هذه فى كلمته بانه ضد الارهاب فى الدول العربية لكنه ايضا ضد ان تمنع المعارضة ان تعبر عن ارائها ..... بصرف النظر عن الطرق التى تعبر بها هذه المعارضة ..... كلام متناقض ومخالف لكل الحقائق .... فقطر دولة داعمة للارهاب والدليل حمايتها للعناصر الارهابية الهاربة من مصر والمتهمة فى قضايا قتل وتحريض على القتل ورفضها الاعتراف بجماعة الاخوان جماعة ارهابية ....ودولة مانعة للحوار على ارضها الدليل المظاهرات التى خرجت ضد الأمير تميم ...خلال الاسابيع الماضى والتى تجاهلتها الحكومة القطرية تماما ووأدتها عن بكره ابيها ....بالإضافة الى استمرارها بممارسة ارهابها الفكرى من خلال ما تقدمه من افكار مسممه على قناة الجزيرة ليل نهار ضد مصر وجيشها وشعبها .... قطر تتحدث عن ضيق الافق السياسى لمصر .... وتنسى نفسها وحجمها . اما أكثر ما اسعدنى على الاطلاق هى كلمة الرئيس الموقت المحترم المستشار عدلى منصور .... فعلا فهو فخر لكل مصر .... رجل يستحق عن جداره احترام وحب الشعب باكمله عن تمثيلة المشرف وخطابة القوى والمعبر عن عنفوان مصر وشعبها فلهجته القوية وصلابة موقفة من القضية الفلسطينية .... معاداته الواضحة والصريحة للكيان الاسرائيلى ووصفه لهم بانهم قوى احتلال بمنتهى الحزم ومطالبة المنظمات الدولية وحقوق الانسان ان تتدخل لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى وامتنانة للدول الشقيقة التى تساند مصر فى مواقفها وخارطة طريقها .....ورده على من يهيننا بمنتهى القوة واللا مبالاة لما يفعلون ملقنهم درسا اعتقد صعب عليهم نسيانه كفيل بأن انحنى له شكرا وعرفانا ... لأخرج لاول من متابعة اى ما حدث فى القمة العربية بمضمون واحد فقط بعد سرد هذه المواقف الثلاثة وهى نجاح مصر فى استعادة دورها الريادى من جديد. [email protected]