جاءت تصريحات تميم بن حمد أمير قطر في افتتاح القمة العربية بالكويت لتثير حالة جديدة من الجدل والاستنكار بالشارع السياسي العربي والمصري ، خاصة في ظل التلميحات المتناقضة التي حملتها الكلمة . ففي الجزء الأول من كلمته، تحدث عن علاقة قطر بمصر، بصورة أعطت انطباعًا عن سعي قطري إلى المصالحة، حيث قال إن "بلاده تؤكد على علاقة الأخوة التي تجمعهم بمصر باعتبارها "الشقيقة الكبرى"، مضيفًا بقوله: " نؤيد تطلعات الشعب المصرى نحو الاستقرار، وتحقيق الآمال، والتطلعات التي يصبو إليها، ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار الشامل". إلا أن هذه الانطباعات انتهت بحديث الأمير القطري عن الإرهاب، حيث أكد على إدانة بلاده للإرهاب وضرب المنشآت لأغراض سياسية، إلا أنه عاد وعقب بقوله: " كما لا يجوز أيضًا ضرب المخالفين في الرأى أو اعتقالهم". كما أنه تحدث عن الفترة الأخيرة قائلا إن: "البلاد العربية شهدت تحولات خطيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي سعت فيها شعوب بعض الدول لنيل حريتها"، مضيفًا: "هناك دول تعانى من انسداد الأفق السياسي، لكن دولًا أخرى حلت مشاكلها عبر الحوار"، في الوقت الذي أثنى فيه على كل من: تونس والسودان واليمن. وبهذه التلميحات والتصريحات أضاع أمير قطر ذو ال33 عاما علي نفسه وبلاده امكانية فتح صفحة جديدة مع أعمامه ملوك وأمراء ورءساء الدول العربية ، وكشف بكلمته هذه مدي ارتباط بلاده بالأجندة الأمريكية بصورة لا تجعله يري الحقائق والوقائع كما هي وهو ما جعل بعض المحللين السياسيين يشبه بالرئيس الليبى السابق معمر القذافى الذي كان لا يري ولا يسمع سوي نفسه معتمدا علي قوته ونفوذه حتي كانت نهايته التي يعلمها الجميع . حاول الآمير الشاب خلال كلمته أن "يدس السم بالعسل" فتحدث عن مصر الشقيقة الكبري ثم ألمح لحصار غزة ووصفه بالغير مقبول، وذلك في محاولة منه للمزايدة علي موقف مصر دفعت الغالى والنفيس منذ الأربعينات لمساعدة الفلسطينيين". فشل الأمير الشاب في التعبير عن نفسه في اول ظهور عربي له منذ انقلابه الناعم علي والده بقيادة الشيخة موزة الحاكمة الفعلية للإمارة الصغيرة ، وبعد هذه الكلمة المثيرة للجدل كان من الطبيعي أن يرحل تميم بعد أن أصبح شخصا غير مرغوب فيه بدولة غير مرغوبة فيها داخل البلاد العربية .