رأت رئيسة "مؤسسة أمريكا الجديدة"، آن ماري سلوتر، أن الحرب الكلامية التي اندلعت مؤخرا بين الغرب وروسيا حول الأزمة في أوكرانيا إنما تخدم مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت سلوتر - في مقال لها بصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية نشرته في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ وأوردته على موقعها الألكتروني - أن زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) السابقين والحاليين أقروا في بروكسل خلال الأسبوع الجاري أن العام الجاري شهد نهاية عصر ما بعد الحرب الباردة، وذلك في ضوء تحدي روسيا الغرب من خلال ضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها. ورصدت سلوتر تصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكي روبرت منديز بأن بوتن بدأ بنفسه لعبة الروليت الروسية مع المجتمع الدولي، والتي كانت متبعة إبان الاتحاد السوفيتي.. فيما أشارت سلوتر إلى تعليق مايكل ماكفول، سفير الولاياتالمتحدة الأخير لدى روسيا، بأن روسيا انهت عصر ما بعد الحرب الباردة من خلال ضم القرم. كما نقلت سلوتر عن الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوج راسموسن قوله:"إن ضم القرم أكد أن غزو روسيا لجورجيا في عام 2008 لم يكن حادثا فريدا ولكنه كان جزءا من استراتيجية أكبر"، في تصريح فسره قدري ليك، وهو زميل بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بأن بوتن يريد "نظام عالمي جديد"، والذي يرفض مبدأ أن "الدول أحرار في اختار تحالفاتها" ليعيد صياغة "فكرة نفوذ المجالات الجيوسياسية التي تراها أوروبا وضعت في مزبلة التاريخ". وأوضحت سلوتر– التي تولت منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2009 - 2011- أن الناتو ليس لديه أي نية في الاعترف بجورجيا أو أوكرانيا على وجه التحديد نظرا لأنه لا يرغب في دخول الحرب مع روسيا بشأنهما، فبرغم أن كلتا الدولتين لديهما علاقات قوية مع أوروبا إلا أن تاريخهما وثقافتهما وجغرافية أرضهما تنطوي على علاقات وروابط قوية جدا بروسيا. وأردفت سلوتر تقول:" إنه يجب على واشنطن أن تقلل من حدة نفاقها، فمثلما كان تدخل بوتن في القرم غير شرعي ويتعارض مع القانون الدولي، كذلك كان تدخل واشنطن في العراق وتدخل الناتو لحماية كوسوفو غير شرعي ويتعارض مع القانون الدولي".