لا يزال الحظ يعاند ذلك الرجل و سواء اختلفنا أو اتفقنا حوله فإن حمدين صباحى إستطاع الحصول على تأييد عدد من الناخبين ليس بالقليل فى الانتخابات الرئاسيه السابقه و كاد أن ينجح فى الوصول الى جولة الاعادة لولا الانطباع الذى ساد آن ذاك و هو عدم قدرته على المنافسه - و هو ما أشرت اليه بمقال سابق - و على الرغم من الرؤيا التى سادت بين قطاع عريض من الناخبين حول عدم قدرة الرجل على المنافسه و تحول عدد منهم الى التصويت لمرشحين أخرين إلا أنه إستطاع الحصول على كتله تصويتيه وضعته بالمركز الثالث و بفارق سبعمائة الف صوت عن منافسه احمد شفيق و هو ما أثبت خطأ الاعتقاد السائد آن ذاك , و لا أدرى لما يترك الرجل ذلك الانطباع لدى العديد من المتابعين ربما هو سوء تواصل بينه و بين المتلقى أو بالاحرى هو سوء حظ , و قد يرى البعض أن الفرصه الانسب لنجاح حمدين صباحى كانت الانتخابات الماضية و أنه محكوم عليه بالفشل إذا ما ترشح المشير السيسى لمنصب الرئيس , و هو ما يدفع للتساؤل هل يستطيع حمدين صباحى منافسة السيسى على منصب الرئيس إذا ما إنحسر السباق بينهما أم أن الاخير سيكون لسان حاله – كما وصف الامر أحد الاصدقاء – حمدين...طير أنت ! و إذا ما عدنا إلى الوراء قليلا و إستعرضنا نتائج المرحله الاولى من الانتخابات الرئاسيه المنصرمه مستخدمين إياها كمؤشر لتوزيعات الكتل التصويتيه للناخبين و الذى يعكس الميول السياسيه و الفكريه للناخب سنجد أن حمدين يرتكز على كتله تصويتيه تقارب الخمسة ملايين صوت يمثلون بالاكثر الحراك الثورى و الفكر الناصرى الذى ينتهجه حمدين , و بعد أن أعلن الفريق شفيق عن عدم ترشحه فى حالة ترشح المشير السيسى يمكننا أن نحيل رصيده من الاصوات التى حصل عليها الى رصيد السيسى الانتخابى و ذلك لاعتماد تلك الكتله التصويتيه للفكر المناهض للتيارات الاسلاميه و إستحسان فكرة أن يكون الرئيس ذو خلفيه عسكريه و بالتالى ستصب تلك الاصوات فى صالح السيسى و هو رقم يتجاوز الخمسة ملايين صوت بقليل و بذلك يتبقى لدينا ما يقارب ثلاثة عشر مليون صوت إنتخابى موزعه ما بين الرئيس المعزول محمد مرسى و عبد المنعم أبو الفتوح و عمرو موسى و العوا و خالد على , و السؤال الهام هو كيف ستتوزع تلك التركه فى حالة عدم ترشحهم ؟ إذا ما إفترضنا–و الامر هنا لا يخرج عن كونه تقييم إفتراضى بحت - أن الاصوات التى حصل عليها مرسى هى خالصه للاخوان و تيار الاسلام السياسى فإن إمكانية تحول أى منها لصالح السيسى يعد منعدماً تماماً - إلا بعض أصوات التيار السلفى المنقسم داخلياً حول الموقف المعلن من جانب قياداته - و هو ما يرجح تحولها كامله الى رصيد حمدين من دافع الكيد بمنافسه و عدم تمكينه من الفوز بأى صورةٍ كانت و من المتوقع فى حالة عدم دفع التيار بمرشح يمثله بالانتخابات أن يتم الاصطفاف خلف حمدين بصوره غير معلنه دعماً له فى سبيل تقليص فرص فوز المشير السيسى و بذلك يرتفع رصيد حمدين ليصل الى ما يقارب عشرة ملايين صوت إنتخابى . أما بالنسبةِ الى عبد المنعم أبو الفتوح و الذى يعد بمثابة الشبكه التى القاها الاخوان لتفتيت الاصوات و إصطياد الشارد منها سواء من تيار الاسلام السياسى أو من المعسكر الثورى أو من حزب الكنبه فتلك الاصوات ستتوزع تبعاً للميول الفكريهلكل كتله على حده و بناءً على ذلك فقد يتقاسم السيسى و حمدين تلك الاصوات مناصفه فيما بينهما فتذهب أصوات التيار الاسلامى و المعسكر الثورى الى حمدين و تذهب أصوات حزب الكنبه الى السيسى و بذلك يرتفع رصيد كل منهم إثنان مليون صوت إنتخابى , و تأتى الطبقه الالييت أو صفوة المجتمع الاقتصاديه و السياسيه و الفكريه و التى صوتت لصالح عمرو موسى و التى تبلغ إثنان و نصف المليون من الاصوات لتضاف كامله الى رصيد السيسى بعد ما أعلن موسى عدم ترشحه و دعمه الكامل للمشير السيسى و بذلك يتبقى لنا ما يقارب الخمسمائة الف صوت للعوا و خالد على توزع على الطرفان مناصفه فيما بينهما و ذلك لعدم وضوح توجههم , و المدهش فى الامر أنه طبقاً لذلك التحليل – و الذى يحتمل الخطأ قبل الصواب – يتفوق حمدين على السيسى بفارق مليون صوت إنتخابى يأتوا لصالح حمدين صباحى و هو ما يجافى الرؤيه العامه المطروحه إعلامياً . أما إذا ما قمنا بتقسيم تلك التركه مناصفةً بين الاثنين دون تحليل للاتجاهات السياسيه لكل كتله سنجد أن الفارق بين المرشحان لن يتجاوز الثلاثمائة الف صوت تأتى لصالح السيسى تلك المره و لكنها ليست كافيه لحسم الانتخابات لصالحه, و على العكس مما يروجه البعض من أن الانتخابات الرئاسيه تعد شبه محسومه للمشير السيسى إلا أننى أعتقد أن تلك الانتخابات لن تكون بتلك السهوله التى يصورها البعض بل على العكس من ذلك فقد تشهد تلك الانتخابات إنتقال الصراع الى صناديق الاقتراع .