منذ قرون مضت جاء الأرمن إلي مصر سالمين وعاشوا بها آمنين. ولا زالوا هكذا حتي الآن وإلي أبد الآبدين. فقد استقبلت مصر، شعباً وحكومات ، الأرمن بكل ترحاب وتسامح لاسيما إبان الفترات الصعبة والحرجة أيام الاضطهادات والملاحقات والأزمات والمذابح والإبادة . وفى مصر ، لم يشعر الأرمن يوماً بأنهم غرباء أو أجانب ؛ إذ أن أم الدنيا احتضنتهم كأبنائها الأعزاء دون تفريق أو تمييز وعاش الأرمن فى المحروسة حياةً كريمةً ، وتمتعوا بكل الحقوق المكفولة لعموم الشعب المصرى . وعلى مدار التاريخ وحتى الوقت الراهن ، أيد الأرمن بشدة آمال وطموحات الشعب المصرى ، وساندوه بصفتهم جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المصرية ، ونزلوا الميادين فى ثورتى 25 يناير و 30 يونية 2013 لمؤازرة الشعب العريق عندما شعروا بأن الكنانة مستهدفة . وقد تفانى الأرمن بصفتهم مواطنين مصريين فى خدمة مصر : فجر الضمير الإنسانى ، الحضارة ، قبول الآخر . ونحن على أعتاب مئوية الإبادة الأرمنية ، لا ولن ولم ينس الأرمن حكومةً وشعباً ومهجراً الدور المصرى البارز فى إنقاذ الآف الأرمن الناجين من الإبادة التى اقترفتها حكومة تركيا العثمانية ضد الشعب الأرمنى منذ ما يُناهز القرن ، وتحديداً اعتباراً من 24 أبريل 1915 .