قرار سحب سفراء بعض دول مجلس التعاون من دولة قطر سابقة غير معروفة في مسيرة مجلس التعاون - التي تجاوزت الثلاثة والأربعين عاماً، حفلت بالكثير من الطموحات والأماني، وكذلك المنغصات والهزّات والتي كانت تُحلّ ببعد الأفق والتسويات التوفيقية داخل الأسرة الخليجية جاء لاصرار قطر على دعم جماعة الاخوان المسلمين فى مصر على الرغم من وضعها على قوائم الارهاب فى اكثر من دولة خاصة المملكة العربية السعودية هذا الاصرار اثار العديد من التسؤلات فى دول التعاون الخليجى والتى لم تجد لها اجابة مقنعه من قطر جعلهم يقومون بهذه السابقة. كما ان قرار سحب السفراء جاء تضامنا مع الشعب القطرى الذين انتظر التغيرات السياسية والارتباط الدولى بين دول مجلس التعاول الخليجى الذى وعد بها الأمير تميم فى خطابة عقب تولية السلطة في قطر بانه يحمل رؤية جديدة في التعامل مع عدد من ملفات وقضايا السياسة الخارجية ، وأنه سيكون أقرب إلى اتباع سياسات "تصالحية" تقضي على حالة التوتر التي شابت علاقات بلاده ببعض دول المنطقة، ولكن الأداء الفعلي على أرض الواقع، لم يعكس ذلك. كما ان الشعب القطرى احس بان العلاقات تتدهور مع جميع دول المنطقة الا امريكيا فلا يوجد شخص ما او جهة ما ، لم تعرف حجم تنامي العلاقات القطريةالأمريكية علي نحو مَرَضِي سرطاني لا تناسب فيه وهى علاقة بين دولة عظمي تمثل القطب الأوحد في الكون ودويلة صغيرة في كل شيء هي قطر، إلا إذا كانت هذه الدويلة تقبل ما لا يقبله الكبار. لابد أن هناك من رصد وفحص وحلل وتوصل إلي نتائج محددة قدمت لأصحاب القرار ، إلا أن القرار قد صدر متأخراً جداً . لذا فأن اتخاذ خطوة خليجية ضد قطر لم يكن أمراً مفاجئاً، فالخلاف بين قطر والدول الخليجية ازدادت حدته مع سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، إذ بدت قطر معزولة عن محيطها الخليجي الداعم بقوة للإدارة المصرية الجديدة، ولم تُفلِح الجولة الخليجية التي قام بها الأمير تميم إلى كل من الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان و المملكة العربية السعودية في و تجسير حدة هذا الخلاف . خاصة وان قطر اصرت على دعم الاطراف التى تُهدد استقرار دول المجلس أمنياً وسياسياً، وفي ذلك أيضاً إشارة غير صريحة إلى دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تحديداً، وربما لفروعها أيضاً في دول الخليج فهذا الاصرار يوضح ان قطر تضع امامها عزيمة وهدف وغاية تسعى لتنفيذة على الرغم من معرفتها الكاملة بان هذه العزيمة او الاصرار يخالف تعهدت القمة الثلاثية التي تمت في الرياض والذى يجعلنا نتيقن انها تصر على قطع علاقتها بالدول المحيطة. واخيرا الاعلام القطرى الذى يجب ان يتخلى تماما عن الشعب القطرى وذلك لانه لا يعرف تفاصيل الخلاف بالضبط بين الانظمة, لا يستطيع ان يدرك سوى ما يسرب عمدا او سرا من تفاصيل أو يختلق اختلاقا. ولا يملك أي مواطن قطري الا التاثر بوسائل الاعلام القطرية الذى ادرك ما يفعله الاعلام من كذب وتضليل .