في الوقت الذي اتجهت فيه أنظار صناع القرار السياحي على مستوى العالم، إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث بورصتها السنوية للسياحة والسفر لمواصلة الترويج لمقاصدهم السياحية، كان وزير السياحة المصري هشام زعزوع يعتبر بورصة برلين نقطة الانطلاقة لحشد الجهود من جديد بعد تحذيرات السفر الأخيرة التي فرضتها ألمانيا وإحدى عشرة دولة أخرى حذت حذوها بعد أحداث طابا الأخيرة. جهود مكثفة ومتواصلة بذلها فريق العمل من القطاع السياحي الحكومي والخاص المشارك في بورصة برلين لإعادة بصيص من النور للنفق المظلم في ظل أزمات متاعقبة تجابة القطاع السياحي، منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن، وما أعقب ذلك من صور مختلفة للانفلات الأمني ورغم الجهود المتواصلة لوزارة السياحة من خلال آليات مختلفة لمجابهة الأزمة، إلا أن حادث طابا الأخير أعاد الجهود لنقطة الصفر لتبدأ من جديد، وقد كانت بورصة برلين فرصة سانحة للالتقاء بالشركاء من كبار منظمي الرحلات وكبار مديري الشركات السياحية وشركات الطيران ومسئولين حكوميين في محاولات جادة للاستمرار في بيع مصر كمقصد سياحي ومطالبة حكومات الدول لأجل إثنائها عن موقفها بشأن تحذيرات السفر. فقد التقى وزير السياحة هشام زعزوع بنائب وزير الخارجية الألماني المسئول عن ملف الشرق الأوسط، كما شملت أجندة لقاءاته السيدة رئيس لجنة السياحة في البرلمان الألماني، فضلاً عن عشرات من منظمي الرحلات سواء ألمان أو غيرهم من المشاركين في فعاليات البورصة، خاصة أن ألمانيا تمثل سوقا أساسية لمصر. وقد شهدت فعاليات البورصة بثاً مباشرًا من مقاصدنا السياحة "الأقصر والغردقة وشرم الشيخ" عبر الإنترنت في محاولات مستمرة لتحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري وبث رسائل طمأنة بأن مقاصدنا السياحية آمنة، وأن ما حدث في طابا حادث عارض يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم. وقد أحسن صنعاً وزير السياحة والوفد المرافق في الاتفاق على توجيه رسالة طمأنة موحدة للخارج بشأن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في بسط سيطرتها الأمنية على مقاصدها السياحية والتدابير الأمنية التي اتخذتها في هذا الشأن. وقد شملت الوعود الألمانية بإعادة تقييم الموقف بالنسبة لتحذيرات السفر إلى مصر من خلال إيفاد خبراء أمنيين للمقاصد السياحية المصرية لتقييم الموقف على أرض الواقع.