رحلة

التحدي والأمل والتفاؤل السياحي سلاح المشارگة المصرية ببورصة برلين

كل الدلائل تؤكد أن لا هدف من وراء تلك الممارسات الارهابية التي تقوم بها جماعة الارهاب الاخواني واذنابها علي الارض المصرية.. سوي الحاق الضرر بالشعب والدولة المصرية. هذا الواقع يجسده التركيز علي المنافع الاقتصادية التي تأتي صناعة السياحة ضمن أولياتها.
ليس أدل علي هذه الحقيقة من اختيار مكان وتوقيت العملية الارهابية التي استهدفت أتوبيس سياح كوريا الجنوبية عند منفذ طابا بجنوب سيناء الذي كان موضوع مقال الاسبوع الماضي.
بالنسبة للمكان فقد استهدفوا توجيه ضربة موجعة إلي هذه المنطقة التي تعد من أهم مناطق الجذب لسياح أوروبا خاصة.
أما فيما يتعلق بالتوقيت فقد كان في دائرة اهتمام المدبرين أن يقع هذا الحادث الاجرامي قبل انعقاد بورصة برلين التي تعد اكبر حدث للترويج السياحي العالمي بشكل عام إلي جانب أنه أداة لتنشيط السياحة الاوروبية إلي مصر بشكل خاص.
مضمون هذه الرسالة الاجرامية أدي إلي أن تكون بورصة برلين التي بدأت فعالياتها »أمس الاربعاء« ساحة لمواجهة حامية يخوضها قطاع السياحة المصري بقيادة هشام زعزوع وزير السياحة بدعم من كل العاملين في الانشطة السياحية وفي مقدمتهم إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية وبمساندة من منظمي البرامج السياحية الألمان. كان أحد مبررات اشتعال جذوة هذه المواجهة في بورصة برلين ذلك التحذير الصادر عن الحكومة الألمانية لسياحها ولأول مرة بشأن زيارتهم لمنطقة جنوب سيناء والذي تبعته تحذيرات من بعض الدول الاوروبية الاخري. كان من الطبيعي أن تكون هذه القضية محورا اساسيا للقاءات والاتصالات التي شهدتها والتي سوف تشهدها بورصة برلين.
هذه الاجواء غير المواتية انعكست علي أجندة المهام المنوطة بالوفد المصري المشارك في بورصة برلين. تمثلت البداية في دعوة الوزير هشام زعزوع إلي عدد كبير من الشخصيات البارزة في الاعلام السياحي الألماني إلي لقاء معه في الليلة السابقة للافتتاح الرسمي للبورصة.
جري ذلك في مبني السفارة المصرية بحضور السفير المصري محمد حجازي ومحافظي كل من جنوب سيناء والبحر الاحمر والاقصر واسوان والفيوم باعتبارهم المسئولين عن أهم المقاصد السياحية المصرية.
حرص الوزير في بداية اللقاء أن يؤكد انه والوفد المصري قد أتوا إلي برلين وهم مسلحون بروح التحدي التي تستهدف استعادة السياحة المصرية لانطلاقتها من جديد. وفي هذا الاطار قام باستعراض النجاحات والاخفاقات التي تعرضت لها هذه الصناعة مؤكدا اهميتها ودورها في خدمة الاقتصاد القومي. اعلن ان هناك اجراءات مشددة قد تم اتخاذها لتأمين السياح الوافدين موجها الدعوة إلي ألمانيا وأي دولة سياحية لارسال ممثلين لاجهزتها الامنية بزيارة مصر للاطلاع عليها ومتابعة فاعليتها حتي يشعروا بالاطمئنان علي رعاياهم. كما وجه الدعوة إلي كل من يرغب من رجال الاعلام للقيام بزيارة إلي منطقة جنوب سيناء لمتابعة هذه الجهود علي الطبيعة.
من ناحية اخري فان ما يلفت النظر فيما جري خلال اليومين الماضيين هو مساندة شركات السياحة الألمانية لموقف مصر تجاه قرار الحظر الذي اصدرته الحكومة الألمانية لسياحها بالنسبة لرحلاتهم إلي منطقة جنوب سيناء. رغم المعارضة فان هذه الشركات لم يكن امامها سوي الالتزام بقرار الحظر خوفا من اي مساءلة قانونية تترتب عليه تعويضات باهظة.
لاجدال أن حادث طابا قد خلق موقفا في غاية الصعوبة امام المشاركة المصرية في بورصة برلين.. توقع ان آثاره وتداعياته سوف تكون محورا للقاءات واتصالات اعضاء الوفد المصري وهو ما دفع بالوزير هشام زعزوع إلي عقد اجتماع موسع مع كل المشاركين في البورصة قبل السفر إلي برلين.
جري في هذا الاجتماع التوافق علي ان علي اعضاء الوفد ان يوضحوا لكل من يلتقون بهم في بورصة برلين بأن حادث طابا يمكن ان يقع في اي دولة وانه ليس الا حلقة من حلقات الارهاب الدولي الذي يجب ان تتعاون كل الدول علي التصدي له ومقاومته.. وفي اطار خطة التحرك لهزيمة الارهاب اعلن وزير السياحة عن تعظيم الحملات الدعائية والاعلامية ومواصلة برنامج التحفيز لشركات السياحة والطيران المعارض. ليس هناك من توصيف للحالة السائدة حاليا في الاوساط السياحية سوي أنها ولدت شعورا بالامل والتفاؤل بالمستقبل.. وهو ما يعد في حد ذاته جزءا ساسيا من الانتصار المنشود علي المتربصين بمصر والمتآمرين علي شعبها وثورته.