محلب وحكومته

لا أجيد فن انتقاد البعض حينما يتركون مناصبهم القيادية وأحبذ ان أكون مواجها لهم حينما يكونون فى اوج سلطتهم ، ولكن الدكتور حازم الببلاوى شأن مختلف فهو شخصية ذات كاريزما مختلفة عما سبقوه وهو يمتلك ضحكة لم اشاهدها من قبل رغم اننى اعلم جيدا مثل غيرى ان الدكتور الببلاوى صاحب فكر اقتصادى عظيم وله العديد من المؤلفات والنظريات والابحاث الاقتصادية التى لا يمكن لأى دارس للاقتصاد فى مصر والوطن العربى دون ان يعبر عليها، ولكن حينما أتيحت له الفرصة لكى يطبق تلك النظريات على مصر لم نجد اى شىء.
وهنا اتضح لنا ان الشعب المصرى تجرع مرارة مقلب كبير فى تلك الشخصية التى كانت ولازالت تمتلك الفكر المميز على الورق ولكنها واقعيا لا تمتلك اى شىء سوى مجموعة من التصريحات المتكررة لحكومات متعاقبة بدءا من حكومة عصام شرف مرورا بالجنزورى ثم هشام قنديل وكان اول تلك التصريحات هو عودة الامن للوطن وطمأنة المواطنين وكررها رئيس الوزراء الجديد المهندس ابراهيم محلب وأتمنى ألا يكون مثل سابقيه يمتلك تصريحات وردية بلا اى مردود فى الواقع المرير الذى يعيشه المواطن الذى بدأ يفقد الاحساس فى ان الوطن اصبح وطنه.
وقد يرى البعض اننى امتلك نظرة تشاؤمية من حكومة المهندس ابراهيم محلب والمتوقع ان تحلف اليمين خلال الساعات القادمة ولكن اتمنى ان يكون كل وزير فى تلك الحكومة مدركا تماما لكل ما يشغل المواطن المصرى فى الفترة المقبلة والاحساس ، وأن يتخلى الوزراء عن التباطؤ الذى شهدناه فى حكومة الببلاوى وفتح ملفات الفساد الذى شهدته مصر طيلة الاعوام الماضية وتقاعست الحكومات عن فتح تلك الملفات وعلى رأسها سحب الأراضى المخالفة والتى من المتوقع ان تجذب ما يزيد على تريليون جنيه ستساهم فى حل العديد من المشاكل والازمات التى نعانيها الان.
ورغم ان الحكومة الجديدة ستواجه مجموعة كبيرة من التحديات وسط ظروف قد تكون هى الاصعب فى تاريخ مصر الحديث ولكن لديها فرصة تاريخية لتحقيق مجموعة من الانجازات من خلال اتخاذ قرارات جريئة دون النظر الى مصالح البعض او اعتراض البعض الاخر.