رفض الكاتب الصحفي حجي جابر عن تصنيف روايته "سمراويت" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، وصف الرواية بأنها سيرة ذاتية وتجربه شخصية، مبيناً أن أي عمل روائي هو خليط بين الواقع والخيال. وأضاف أن الرواية ليست سيرة ذاتية على أي حال، لكنها تلامس كثيراً مما عشته أو عايشته في جدة وأسمرا، وتابع "بطل الرواية يشبهني لكنه شخص آخر، استفدت في تشكيله من حيوات كثيرة شاهدتها أو سمعت عنها". وتدور أحداث الرواية التي تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، بين حواري مدينة جدة السعودية ومقاهي مدينة أسمرا عاصمة إريتريا، حيث يروي الكاتب قصة بطل الرواية (عمر) ذلك الشاب الإريتري الذي ولد ونشأ في جدة وهي المدينة التي اعتبرها بطل القصة مملكة قائمة بذاتها. حيث تستعرض الرواية عبره مجتمع مدينة جدة بأحيائها وحواريها وكياناتها الاجتماعية، وتحديداً حي (النزلة اليمانية) وهو المكان الذي اختفت فيه جميع الحواجز وانصهرت فيه كل الهويات في مشهد ينم عن نظرة إنسانية رحبة ومتسامحة، بحسب الكاتب. وتمكنت الرواية من خلط العديد من الأوراق الشخصيات والأحداث وإخراج عمل متجانس، يتنقل بين جدة وأسمرا بسلاسة دون أن يؤثر على تسلسل الرواية، كما استخدمت فيها لغة سهلة أدخل فيها بعض المفردات العامية سواء من اللهجة الجداوية واللغة الإريترية. أما أكثر الجوانب المثيرة والمحيطة ببطل الرواية فهي عودته لوطنه كمواطن يبحث عن الوطن، وظاهرة الاكتشاف لأول مرة، وهي مشاعر يمكن الإحساس بها لدى الاريتريين الذين لازالوا في الشتات رغم استقلال وطنهم، فالرواية تظهر جدلية العلاقة بين الوطن الحقيقي والوطن الموجود، وهو ما عكسه تشتت (عمر) واغترابه داخل الوطنين وما فيه من تجسيد لواقع وقصة الشتات الاريتري لما يسمى بأزمة الاغتراب داخل الوطن.