مصائر العمال الأفارقة المهاجرين، من تشاد وإريتريا وبلدان أخري في القارة السمراء، إلي أحياء الفقر في مدينة جدة، يرويها ناصر الشاب الإريتري المهاجر إلي السعودية. هذا باختصار الحدث الرئيسي الذي تدور حوله رواية "حب في جدّة" الصادرة حديثا عن دار الجمل من ترجمة خالد الجبيلي. والعمل تقريبا سيرة ذاتية لمؤلفه الكاتب الإريتري سليمان أدونيا المقيم في لندن. العربية هي واحدة من 20 لغة نقلت إليها هذه الرواية التي كتبت أصلا بالإنجليزية. إلي جانب تجربة الغربية يروي الشاب المهاجر عذاباته النفسية مع الفصل بين النساء والرجال في مجتمع محافظ. وقع العنوان يذكرنا بروايات أخري سارت علي نفس المنوال، بعضها كتبها سعوديون لكنها كانت أشبه بوثيقة اجتماعية عن الحياة الاجتماعية وأسرار العيش في مجتمع السعودية، أكثر من كونها عملا أدبيا إبداعيا له جمالياته و"محبوك" بأصول الكتابة الخيالية. هنا يصور "ناصر" بطل الرواية اللاجئ واقع السعودية في الكواليس والمسكوت عنه، ولهذا نالت شهرة واسعة في الصحف العالمية، فقد وصفت صحيفة "الديلي ميل" الرواية بأنها "جميلة ومؤثرة، فيما قالت "الصنداي تايمز": "قصة حب في الشوارع الضيقة والحر القائظ في المملكة العربية السعودية، العاطفة الواردة تكاد تكون قاهرة". تجري أحداث الرواية الأولي لصاحبها في مدينة جدة صيف 1989، عن قصة حب كتبها شاب صغير في عمر العشرين غريب عن المجتمع السعودي قادم من شرق إفريقيا، حيث يجد صعوبة في التأقلم مع الثقافة السعودية، صاحب الرواية نفسه جاء إلي السعودية هربا مع ذويه من الحرب الأهلية التي كانت دائرة في بلاده، ثم غادرها إلي بريطانيا أوائل التسعينات، بسبب فشل حبه هناك جراء معارضة عائلة الفتاة التي أحبها بتزويجه منها. أدونيا أمضي حياته المبكرة في مخيم لللاجئين في السودان بعد مذبحة أم هاجار عام 1976، وفي بداية مراهقته عاش ودرس في جدة، ثم حصل في إنجلترا علي بكالوريوس علوم الاقتصاد من يونفيرستي كوليدج لندن، وعلي الماجستير في دراسات التطوير من كلية الدراسات الشرقية الأفريقية بجامعة لندن.