- وزير الخارجية البريطاني: على أوكرانيا أن تظهر تصميمها على التصدي للفساد - تفتيش مكاتب الرئيس الأوكراني المعزول والبنك الوطني وتفكيك جهاز مكافحة الشغب - موسكو تسلم الأوروبيين شريطاً مصوراً يؤكد قيام المتطرفين في أوكرانيا بأعمال عنف - بريطانيا: نتابع التحركات العسكرية الروسية.. ونرفض التدخل الخارجي في أوكرانيا - موسكو تجرى تدريبات عاجلة لاختبار قواتها المسلحة في غرب روسيا على خطى دول الربيع العربى، دخلت اوكرانيا رياح التغيير، فبعد مظاهرات دامت لمدة 10 أيام، فر الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش، من قصر الرئاسة على طريقة زين الدين بن على الرئيس الاسبق لتونس. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: إنه يجب على القيادة الجديدة في اوكرانيا ان تظهر انها مستعدة لإجراء اصلاحات والتصدي للفساد المستشري في مقابل الحصول على دعم طويل الاجل من المجتمع الدولي. وكان هيج يتحدث بعد محادثات مع نظيره الامريكي جون كيري أمس الثلاثاء اثناء رحلة الي واشنطن جرى ترتيبها على عجل لمناقشة الاحداث في اوكرانيا حيث أطاح البرلمان بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش يوم السبت وسلم السلطة الي رئيس مؤقت. وأضاف هيج أنه وكيري ناقشا مساعدة مالية عاجلة لاوكرانيا التي تضرر اقتصادها بشهدة بسبب اشهر من الاحتجاجات والعنف في الشوارع. واضاف انه سيجتمع مع مسؤولين من صندوق النقد الدولي يوم الاربعاء لبحث هذا الامر. واوضح انه لكي تكون اوكرانيا مؤهلة لمساعدة دولية فانها بحاجة الي تلبية شروط للتوصل الي برنامج إقراض مع صندوق النقد الدولي وان تظهر تصميما على التصدي "لانتشار ثقافة الفساد على مدى سنوات كثيرة." وأبلغ هيج الصحفيين "لكي يحدث اصلاح اقتصادي من المهم التصدي بحسم لثقافة الفساد التي انتشرت على مدى سنوات كثيرة حتى يكون بمقدور المجتمع الدولي ان يرى انه سيكون هناك استمرارية وتصميم على التصدي لهذه المسائل وبالتالي يمكن تقديم دعم دولي طويل الاجل على اساس معقول." وقال مسئولون امريكيون وأوروبيون: إنه يجب على اوكرانيا ان تسعى الي برنامج اقراض مع صندوق النقد لمعالجة ازمتها الاقتصادية وقالت رئيسة الصندوق كريستين لاجارد انها ستوفد فريقا فنيا للصندوق الي كييف. وسيجري الفريق تقييما لآثار الازمة على الاقتصاد لتحديث مراجعة لصندوق النقد اجريت في اكتوبر تشرين الاول قبل ان يتفجر العنف في شوارع العاصمة الاوكرانية. وحث هيج زعماء اوكرانيا الجدد على تشكيل حكومة تمثل مختلف التيارات يمكنها تشجيع توافق سياسي والعمل مع كل من الغرب وروسيا. وسئل هيج عن مخاوف من ان اوكرانيا ربما تنقسم الي منطقتين احداهما مؤيدة للغرب والاخرى مؤيدة لروسيا بعد دعوات من سكان منطقة القرم التي تشيع فيها اللغة الروسية الي الانفصال عن اوكرانيا، وقال: "استقلال وسلامة اراضي اوكرانيا شيء مهم للغاية، مضيفا: "هذا هو السبب في اننا جميعا نحن الذين نقدم افضل نصائحنا للسلطات في اوكرانيا نقول: شكلوا حكومة شاملة.. أشركوا الشعب.. من المهم للاوكرانيين أن يتخذوا معا هذه القرارات". وفي لقائها اليومي مع الصحفيين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي ايضا ان من المهم لاوكرانيا أن تبقى موحدة. وأضافت قائلة: "نعتقد ان المسار الاكثر ايجابية والأفضل للسير قدما هو ان تبقى اوكرانيا موحدة في كامل أراضيها. في سياق متصل قال مكتب المدعي العام في اوكرانيا إنه تم تفتيش مكاتب الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش ومبان اخرى في البلاد اليوم الأربعاء منها البنك الوطني في إطار تحقيق يتصل بيانوكوفيتش للاشتباه في ارتكابه جريمة "القتل مع سبق الإصرار والترصد وقال مكتب المدعي العام في بيان على موقعه الالكتروني "في إطار التحقيق الجنائي، أجريت عمليات تفتيش لمباني إدارة الرئاسة والامن الوطني ومجلس الدفاع والبنك الوطني ومقر إقامة يانوكوفيتش السابق. ويجري التحقيق للاشتباه في ضلوع يانوكوفيتش في قتل محتجين خلال الاضطرابات التي استمرت ثلاثة اشهر وانتهت بعزل الرئيس يوم السبت فيما أفادت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية بأن موسكو سلمت الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لامبيرتو زانير شريط فيديو يؤكد قيام المتطرفين بأعمال عنف خلال الاضطرابات التي وقعت في كييف. وقالت المتحدثة باسم الأمين العام للمنظمة ناتاشا راياكوفيتش اليوم الأربعاء أن زانير بحث في العاصمة الروسية موسكو اليوم العملية السياسية الشاملة في أوكرانيا مشيرة إلى أن الطرفين اكدا على ضرورة اجراء عملية سياسية شاملة في أوكرانيا كما بحثا الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمة الأوروبية في هذه العملية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد دعا منظمة الأمن والتعاون الاوروبي الى شجب تصعيد النزعة العنصرية والفاشية الجديدة في غرب أوكرانيا اضافة الى المحاولات لمنع استخدام اللغة الروسية في البلاد وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند اليوم "الاربعاء" إن بلاده ستتابع الانشطة العسكرية الروسية وإنها ترفض التدخل الخارجي في اوكرانيا. جاء هذا بعد أن أمرت موسكو بإجراء تدريبات عاجلة لاختبار قواتها المسلحة في غرب روسيا. وحين سأل الصحفيون هاموند عن الأمر الذي اصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال "من المؤكد والواضح أننا نريد أن نكون على اطلاع كاف على أي انشطة تقوم بها القوات الروسية." وأضاف "سنحث جميع الأطراف على أن يتركوا الشعب الأوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله بدون تدخل خارجي قال المدعي العام في اوكرانيا أوليه ماخنيتسكي يوم الاربعاء إن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش وضع على قائمة المطلوبين دوليا. وتقول السلطات الجديدة في البلاد ان يانوكوفيتش الذي اختفى بعدما عزله البرلمان السبت الماضي بعد ثلاثة اشهر من اضطرابات الشوارع مطلوب بتهمة "القتل الجماعي" فيما يتعلق بمقتل محتجين بالرصاص اثناء الازمة بينما وقع وزير الداخلية الأوكراني المؤقت أرسين أفاكوف مرسوما لتفكيك جهاز شرطة مكافحة الشغب "بيركوت" حيث أنه كان القوة المشاركة في المصادمات العنيفة التي وقعت مع المتظاهرين وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى ، ما أدى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على موقعها الألكترونى اليوم "الأربعاء"، أن أفاكوف كتب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "شرطة مكافحة الشغب لم يعد لها وجود". وحمل المتظاهرون شرطة مكافحة الشغب مسئولية مقتل العشرات من المتظاهرين وكذلك الاشتباكات مع القناصة في أحداث الخميس الماضي مما دفع أنصار يانوكوفيتش للتخلي عنه. ومن المرجح أن يثير هذا القرار التوتر في شبه جزيرة القرم ، التي تعد جمهورية ذات حكم ذاتي داخل أوكرانيا وفقدت أكثر من 6 أفراد من رجال الشرطة في اشتباكات كييف الأسبوع الماضي وتخشى بالفعل من السلطة الجديدة في البلاد . وتابعت الصحيفة "بعد يوم من قيام مجموعة من النشطاء برفع علم كبير لروسيا على مبنى البرلمان في شبه جزيرة القرم ، خرجت مظاهرات في شوارع سيمفروبل، عاصمة شبه جزيرة القرم، احتجاجا على ما حدث في كييف" . وأوضحت الصحيفة أن هناك ثلاثة من الرؤساء السابقين لأوكرانيا بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي ، وهم ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوشينكو ، اتهموا في خطاب علني روسيا بأنها تتدخل بشكل مباشر في الحياة السياسية للقرم. وفى نفس الوقت سيعرض القادة المؤقتين للبلاد في كييف أسماء أعضاء الحكومة على المتظاهرين بميدان الاستقلال مساء اليوم للموافقة عليها وذلك قبل عملية التعيين من قبل البرلمان غدا "الخميس". ومن المرجح الترحيب بتشكيل الحكومة الجديدة من جانب المجتمع الدول حيث يوجد حرص على تجنب حدوث فراغ في السلطة في أوكرانيا ولوجود حاجة لأن يكون هناك مسئولون يمكن التناقش معهم حول الدعم المالي للاقتصاد المترنح للبلاد.