ذكرت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أن كثيرا من الإسرائيليين يبخسون جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عندما يقولون إنه لا يمكن وصفها بالمهمة وأنه لا يمكن وصفه بالصديق الأوفى لإسرائيل. واستهلت المجلة - في تحليل اخباري نشرته اليوم "السبت" وبثته على موقعها الألكتروني - وصفها للمشهد بالقول إن كثيرا من الإسرائيليين يبدون غير مرحبين بموقف كيري من المفاوضات، وعلى رأس هؤلاء وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعالون ووزير الإقتصاد والتجارة نفتالي بينيت، خاصة مع تهديد إدارة أوباما للدولة اليهودية بالمقاطعة إذا فشلت مساعي كيري، وأن من يمتدحون جهوده ما هم إلا راغبين في السلطة يسعون لتلميع أنفسهم أمام الولاياتالمتحدة، مثل ما فعل وزير الخارجية الإسرائيلي عندما انتقد زملاءه في الكنيست الإسرائيلي، وكذلك الذين حاولوا الهجوم على جهود كيري لدفع مفاوضات السلام للأمام، حيث أن ليبرمان أشاد بكيري ووصفه ب"الصديق الحقيقي" لإسرائيل وذلك لسعيه بشكل مستميت ليخلق إطارا من الأسس يمكن للطرفين أن يتفاوضا عليه، الموقف الذي وصفه الكثير بأن ليبرمان يمتدح كيري ليصبح هو الشخصية الجديرة بتبوؤ منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبمحاربة منافسه بينيت (المرشح أيضا). ونصحت الصحيفة بأنه لا ينبغي على الإسرائيليين أن ينخرطوا في شخصنة المأزق الحالي مع كيري، وأن إبراز تصريحات كيري بخصوص مقاطعة الدولة اليهودية، ما هو إلا مجرد صرف النظر عن جوهر المشاكل الموجودة بالفعل بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأن التقليل من شأن إتهام كيري بمعاداة السامية يقوض الحجج في مواجهة كيري، نظرا لأنها ستحوله لضحية ، وأن المشكلة الأكبر مع سياسات كيري ليست نواياه التي يصفها البعض ب" الشيطانية" ، ولكنها مع عملية المفاوضات التي يدعو لها بإستماتة وإصرار شديدين، بالرغم من ضعف فرصها في النجاح، وفي حالة فشلها ستؤدي لعدد من الأحداث المضرة لإسرائيل، وأن إسرائيل مستعدة لبذل كل ما لديها للتخفيف من حدة هذه الأضرار مع الإبقاء على علاقتها الوثيقة بحليفتها بالمنطقة الولاياتالمتحدةالأمريكية، دون النظر للخلافات الشخصية بين مسئولي الدولتين. وأضافت الصحيفة أن الكثير من الإسرائيليين وأصدقائهم في الخارج يرون الدعاوي الأمريكية بخصوص الأراضي أومباحثات السلام أو تقديم تنازلات للفلسطينيين أو معارضة الإستيطان اليهودي دليلا على كراهية إسرائيل، وأن هؤلاء الذين يتشدقون بأن مصلحة إسرائيل تكمن في التخلي عن الضفة الغربيةالمحتلة يتحدثون فقط بحسن نية، وأنهم لا يجب أن يتعدوا على الحكومة المنتخبة من الشعب الإسرائيلي لتسيير أعماله... وهم أيضا في نفس الوقت ليسوا مؤيدين لفرض مقاطعة للدولة اليهودية ولا معارضين لقيام الدولة الفلسطينية ، وذلك بإخراج ما يقرب عن 150 ألف يهودي من الضفة الغربيةالمحتلة. وأكدت الصحيفة أن ما فعله أو قاله كيري في الستة أشهر الماضية يعتبر دليلا دامغا لأولئك الذين يعتقدون أنه ليس صديقا لإسرائيل للعديد من الأسباب منها لامبالاته الواضحة بالعنف التحريضي ضد الفلسطنيين وعدم إدانته لها، ومن ثم سكوته عليها، كما أن حديثه عن المقاطعة عادي تماما خاصة أنها من الممكن جدا ألا تطبق الا اذا استحال الوصول لإتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.